أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المبحوح والبلطجة الإسرائيلية العالمية














المزيد.....

المبحوح والبلطجة الإسرائيلية العالمية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 23:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مسألة اغتيال المبحوح وُضعت الدولُ الغربيةُ الديمقراطية الكبرى أمام مسألة شائنة مباشرة وعنيفة، فهذه الدول التي تقول إنها مع القانون وضد اغتيال البشر وضد الإرهاب وغير هذا من شعارات، تقفُ عاجزةً كطفل صغير أمام البلطجة الإسرائيلية التي تلاعبت بالمؤسسات الرسمية البالغة الأهمية لهذه الدول الكبرى من انتحال أسماء مواطنيها إلى تزوير جوازاتها والقيام بعمل إجرامي تحت مظلاتها المشتركة!
دولٌ كبرى تحولت إلى دول صغيرة متقزمة وأهانت نفسها وشعوبها!
دولٌ ترفعُ شعارات الحضارة وعملقة شكسبير وإنسانية موليير وعظمة همنجواي، فإذا هي مجرد محلات لسماسرةٍ صغار وباعةٍ لكتب أرسين لوبين!
هي حكوماتٌ لم تحصلْ بعد تواجه أسئلة شعوبها وطبقاتها العاملة تضربُها على رؤوسها المخدرة بالسمسرة السياسية والفساد.
البلطجة الإسرائيلية هنا هي عمل صغير، وجزء بسيط من سنوات حروب وتعديات كلها تتم بذات الطريقة، لكنها تتأسس على التقاليد السابقة نفسها، وقد صعدتْ إلى درجة كبيرة من الوقاحة، والاستخفاف بمعايير العالم الجديد، حتى يتم تزوير جوازات الدول الكبرى في مطار إسرائيلي، ومن دون اللجوء حتى إلى أعماق وزارة الداخلية، ويتم سحب هويات المواطنين الغربيين وهم في بيوتهم وأعمالهم، ليروا أنفسهم فجأة كمشبوهين عالميين!
الدول الديمقراطية العلمانية الكبرى يتم بهدلتها بشكلٍ عالمي، ويتم (جرجرتها) إلى فضائح مسرح المنوعات الرخيص من خلال بلطجي يقبعُ في تل أبيب يرفضُ تسليم نفسه للشرطة العالمية.
فضيحة معاكسة لقضية دريفوس الفرنسية الشهيرة التي ترافع فيه بقوة أميل زولا عن دفاع عن مواطن فرنسي من الديانة اليهودية، لكن فرنسا الآن تفتقر إلى كاتب مثل أميل زولا، ويسود فيها النصابون وجماعات الأدب الشكلاني وباعة الأصوات والضمائر لمن يدفع، اختفى جان بول سارتر وحلتْ (الايدي القذرة)!
تحول دريفوس اليهودي المظلوم إلى صهيوني مجرم عابر للقارات، ينهبُ الأراضي ويأكلُ لحومَ الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين في الصباح من دون أن يُحاسب على كميات اللحم والدم الممتزجة في محكمة شيلوك الصهيونية.
لقد قبلت الدول الغربية اعتبار إسرائيل خارج القانون، وخارج تاريخ الحداثة والعلمانية والديمقراطية وكل القيم التي عملت لها النهضة الأوروبية خلال قرون، فشكلتها دولةً دينيةً مضادة لتطورها، وقامت شعوبٌ أوروبية عديدة بدعم هذه الدولة سكانياً، نافيةً تاريخها ونضالها الذي تقوم به في بلدانها.
فعاشت إسرائيل على تاريخ ما قبل الحداثة وما قبل القانون، رغم أن كل حجرٍ مؤسس فيها مقام على دم وجثة، وغدت إسرائيل تنتمي إلى ما قبل التاريخ الحداثي، كجزءٍ من الأسطورة المقدسة الكابوسية لأوروبا، كجزء من التعويض عن الجرائم المسيحية ضد اليهود، وغدا الإرث اليهودي كالعالم الباطني والضمير تجاه الديانة المسيحية الاستعمارية السائدة، وصارت إسرائيل عالماً لا يمكن محاسبته واعتباره كياناً مثل أي دولة أخرى تطبق عليها القوانين التي تطبق على الدول والبشر!
ولهذا نرى الاحتجاجات ضد الجرائم الإسرائيلية باهتة ومحدودة في أوروبا وأمريكا، بعكس الاحتجاجات ضد الظواهر الأخرى كمؤتمرات العولمة مثلاً.
ورغم أن الدول الغربية تمتلك الأغلبية في مجلس الأمن، وقد استمر الاحتلال الإسرائيلي للضفة وغزة منذ 5 يونيو 1967، كأطول احتلال في النصف الثاني من القرن العشرين، فإنه احتلال لطيف وخارج النقد والتظاهر، ولا تقوم الدول الكبرى بتهديد إسرائيل للانسحاب وإلا واجهت عقوبات بضائعية أو نقدية!
وحتى العرب تقبلوا الاحتلال الإسرائيلي من دون أن يحولوا حتى هذه المناسبة الكارثية إلى احتجاجات دورية مثلاً.
ثم تحولت إسرائيل إلى قوة انتقامية باطشة مهيمنة بشكل كلي على المنطقة مع تفكك الدول العربية والإسلامية وأخيراً مع تمزق صفوف الفلسطينيين وتناحرهم ودخولهم في صراعات السيادة والفساد!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالي- يحتاج أولاً إلى الحرية
- (القوقعة) أو كيف يتمُ سحل الإنسان؟
- تمهيد الثورة الخضراء الإيرانية ( 2 - 3)
- التحولات السياسية في تركيا (1-2)
- التحليل والتغيير
- خطاب للعامل الذكي
- انتهاء زمن الدولة الأبوية
- الخلاص هو في التحالف مع اليسار الديمقراطي
- غياب الجدل من تاريخ اليمن
- الولادة العسيرة لليسار الديمقراطي الشرقي (1)
- الرأسمالية الخاصة في البحرين (2)
- صراع الغرب والإسلام الآن
- الرأسمالية والبداوة
- الطبقة العاملة الهندية في البحرين (2)
- الثورات والاقتصاديات المشوهة
- الحرس: عقدة المشكلة
- حوار مع العفيف الأخضر (3 - 3)
- حوار مع العفيف الأخضر (2 - 3)
- حوار مع العفيف الأخضر ( 1 3)
- جذور الرأسمالية في الخليج


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المبحوح والبلطجة الإسرائيلية العالمية