أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - ابن تيميه في قفص الاتهام















المزيد.....

ابن تيميه في قفص الاتهام


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 13:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حدث في منتهى الأهمية والخطورة جرى من دون أن يعطى حقه من التركيز والاهتمام الإعلامي، ولعلها الخطوة الأهم والأنجع والأسرع والأبرز في الشروع في تصفية الإرهاب الديني وجذوره الإيديولوجية ومرتكزاته الثقافية، والذي كان لفتاوى ابن تيمية وابن القيم الجوزية النصيب والسبب الأكبر فيه، وشكلت عمودها الفقري، وللعلم لا زالت تدرس هذه الفتاوى الدموية والإجرامية، بشكل رسمي وعلني وممول حكومياً، وبضرائب وعرق فقراء هذه الأوطان، لطلاب العلم في معظم الإمارات الدينية الخلافية الهيراركية المسماة بالدول العربية.
فقد جاء في الأنباء، وبعد أن طفح الكيل على ما يبدو، ووصلت الأمور إلى حد انتهاك خصوصيات وعفة المسلمين والمسلمات في مطارات "المشركين والكفار"، ودوناًُ عن خلق الله جميعاً، وبعد أن ارتبط اسم العربي والمسلم بالعنف والقتل والإرهاب، وبكل أسف، ولاسيما بعد الحقبة النفطية البترودولارية، التي أزالت الغبار عن تراث هائل قاحل ظلامي متحجر لتقدمه للعالم كواجهة وذراع ثقافية لها.
" علماء دين مسلمون بارزون أبطلوا فتوى تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي في شأن الجهاد قائلين إن الفتوى التي كثيراً ما يسوقها الإسلاميون المتشددون لتبرير القتل لا يمكن أن تطبق في عالم يحترم حرية الاعتقاد والحقوق المدنية. وأعلن المشاركون بمؤتمر عقد في ماردين جنوب شرقي تركيا أنه لم يعد هناك مجال لتطبيق فتوى الفقيه ابن تيمية الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي في شأن الجهاد ولا لتقسيم المسلمين؟ كما جرى حينها تقسيم للعالم إلى دار إسلام ودار كفر وشارك في المؤتمر 15 عالماً بارزاً من علماء الدين من بلدان من بينها السعودية وتركيا والهند والسنغال والكويت وإيران والمغرب واندونيسيا؟ ومن بين المشاركين في المؤتمر مفتي البوسنة الشيخ مصطفى سيريتش والشيخ عبدالله بن بيه والشيخ الحبيب علي الجفري من اليمن. حيث أكدوا أنه «لا يجوز لأي فرد مسلم أو جماعة مسلمة أن تعلن الحرب أو تنخرط في الجهاد من تلقاء نفسها». ويعد هذا الإعلان أحدث محاولة من قبل التيار الرئيسي لعلماء الدين المسلمين للاعتماد على نصوص إسلامية قديمة العهد لدحض حجج دينية راهنة لجماعات إسلامية، وفتوى ابن تيمية هي نص شهير في أوساط المتشددين «يجيز للمسلمين أن يكفروا مسلمين آخرين ويعلنوا الحرب عليهم». وقال الفقهاء «انه لا بد من النظر إلى هذا الرأي في سياقه التاريخي حين كان المغول يغيرون على أراضي المسلمين». لكنهم أشاروا إلى أن المؤتمر كان معنياً حقيقة بتجاوز الرأي القديم الذي يقسم العالم الإسلامي إلى دارين وإعادة تفسير الإسلام في ضوء الظروف السياسية المتغيرة(نقلاً عن موقع عرب تايمز).
وفي الحقيقة إن قيم، ومفاهيم، وتعاليم ورؤى ابن تيميه، التي وضعت ضمن سياق سياسي أيضاً فهذا الكهنوت كان دائماً في خدمة السلاطين والقتلة والطغاة والديكتاتورية والاستبداد، لم تعد صالحة لأي زمان ومكان، وإن مجرد التمسك بها، يعني صداماً أهلياً ومجتمعياً، مع كل المكونات التي تتعايش اليوم، في عالم بلا حدود ولا قيود، وصار من الصعب التفريق، ووضع الخطوط بين ديار الإسلام وديار الكفر والضلال. لا بل تعج اليوم ديار الإيمان، ومهد الرسالات، بعشرات الأديان اللاسماوية، واللا توحيدية، وعبدة البقر، والنار، والشيطان، والمشركين والملحدين، وفي أحيان كثيرين يتجاوز هؤلاء أعداد السكان الأصليين الذين يدعون العصمة والنجاة. ويصمت الفقهاء في هذه البلاد بالذات عن هذا التجاوز في تطبيق فتوى ابن تيميه، إذ أن تطبيقها يعني إبادة جماعية وحروب لا تتوقف باستمرار. ومن هنا بات من الضروري والواجب النظر بجدية واهتمام، ومراجعة، ليس لفتوى ابن تيميه وحسب، لكم هائل من التراث الذي لم يعد يناسب طبيعة العصر، وليس مجرد إلغائه، وحسب، بل التبرؤ والتنصل منه، لأنه وصمة حضارية كبرى في جبين كل من يلتزم به. وهناك اليوم جماعات سياسية دينية، في طول وعرض المنطقة، لا زالت ترفض التبرؤ من تراث ابن تيميه، وعلى رأس هؤلاء جماعات الإخوان المسلمين، الذين يضعون هذا الرجل في موقع القدسية الذي لا ينطق بالهوى، ويرفضون تناوله بأي شكل من الأشكال، رغم المطالبة لهم بذلك من كثير من التنويريين، لأن ذلك قد ينسف أسس وجودهم وجوهر تكوينهم الإيديولوجي والفكري. ولا تزال تلك الجماعة تتمسك بفتاوي ابن تيمية وتتخذ من تراثه منهجاً وسبيلاً للعمل رغم ادعاء بعضهم التحضر والتمدن والدخول في روح العصر، لكن هذا لا يستقيم ولا يستوي مع وجود فتاوي ابن تيميه، التي تبيح وتجيز دماء وأعراض وأموال الأقليات المسلمة "الضلالية" والمارقة، حسب فتاوي "مولانا" الشهيرة. لا حداثة ولا عصرنة مع ابن تيمية، ولاسلم أهلي ولا مجتمعي مع تراثه وفتاويه، وهو ليس برسول، وليس بقرآن منزل، فما المانع من التبرؤ من فتاويه، ورميها في مزابل التاريخ للتدليل على حسن نية، ونظافة قلب، ولسان تلك الجماعات التي تشكو من المعاناة والتمييز والاضطهاد؟ ألا تعتبر عمليات إبعادهم وتهميشهم السياسي والمجتمعي، ها هنا، درءاً لخطرهم، وتجنباً، وتجنيباً للكثير من المآسي، والصدامات المجتمعية في حال السماح لهم بالعمل، مع فتاوي ابن تيميه؟ أسئلة نضعها بكل براءة وسذاجة وحسن نية في مرمى تلك الجماعات ومشايعيها علها تتقي الله، وترعوي، وتعلم أن الدم لا يجلب إلا الدم، والعنف لا يجلب إلا العنف، والفكر التكفيري لا مستقبل له في عالم يتجه نحو التلاقي والتحابب والاندماج، وأصبح ليس ابن تيمية وحسب في قفص الاتهام بل كل من يؤمن ويعتقد بفكره الضال والشاذ عن كل الشرائع والمعتقدات، فحتى في القرآن فإن كل المسلم على المسلم حرام دمه، وعرضه وماله. (لكن فتاوى ابن تيميه الشهيرة ، وبتناقض صريح ومعلن وظاهر مع السنة والقرآن، تحلل دماء وأعراض وأموال، حتى مسلمين يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله).
ها هي الخطوة المنظرة تأتي ليس من جماعات وأحزاب ليبرالية وعلمانية، ولا من شخصيات وأفراد "زنادقة وهراطقة وضلالية" حسب الخطاب، إياه، بل من قلب المؤسسة الكهنوتية والفقهية التقليدية وبعض من رموزها، التي وعت خطورة استمرار التمسك بنهج ابن تيميه وتعاليمه التي ورطت العرب والمسلمين بما لا يحمد عقباه، ووضعتهم في مأزق تاريخي وحضاري لا فكاك منه ؟إلا بالتخلص من تراث صحراوي رث وقاحل غزا هذه المجتمعات في غفلة تاريخية، وأفلح في تثبيت ذاته بالسيف والنار وقطع الرقاب، لكنه لم يعد صالحاً، ولم يعد سوى عبء على الجميع ينذر في النهاية، ليس باستهداف الآخر، بل باستهداف دائم للعرب والمسلمين، الحلقة الأضعف هذه الأيام في كل مكان، وكما جرى بالنسبة للمآذن في سويسرا، والنقاب والحجاب، في كل من هولندا، وفرنسا، وبلجيكا، والحرب على الجرار، على الرموز الدينية. فهل يتعظ من لا زال يصر على ألا يتعلم وألا يتعظ؟
إذن ها هو ابن تيميه يقبع اليوم، في قفص الاتهام، وممن، من قلب المؤسسة الكهنوتية والفقهية الإسلامية، بالذات، وليس سواها، وكلا وألف حاشا لله؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يجرؤ على الكلام في حقب الظلام؟
- العلاقمة الجدد قادمون
- الله الإنسان أو الإنسان الإله، بين أنسنة الله وتأليه الإنسان
- سيناريو افتراضي لمؤتمر القمة العربية عام 2048
- الأتمتة وسنينها: المواطن-الزبون
- هاتفكم مقطوع لأسباب مالية
- هدم المساجد: النار التي ستأكل نفسها
- هدم المساجد: النار التي تأكل نفسها
- أين هي ثقافات وعقائد شعوب المنطقة قبل الغزو البدوي؟
- موسم الهجرة إلى الشام
- إياكم والتمسك بالأخلاق والتقاليد العربية الأصيلة
- لماذا لا يلغى مؤتمر القمة العربي؟
- دول الخليج واللعب بالنار
- متى سيكون الرد السوري؟
- مسلسل ضاحي خلفان
- مبروك للحوار المتمدن
- هل تعرف مكان يحتاج مسجد؟
- هل ستقود السعودية راية التنوير في المنطقة؟
- الموساد واجتياح دبي
- الحوار المتمدن: والقضاء على عملية تبييض المقالات


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - ابن تيميه في قفص الاتهام