أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - متى سيكون الرد السوري؟















المزيد.....

متى سيكون الرد السوري؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال مباشر وفي الصميم، يرفع بين فينة وأخرى، ولطالما جهر بترديده كثيرون، بأسلوب لا يخلو من تهكم وتشف، من معارضين للنظام في سورية باحتسابه نقطة سلبية وفي غير صالح النظام، بغية إحراج السورين عن طريق طرح هذا السؤال في معرض انتقادهم للأداء السياسي السوري، ويستفسرون عن سر الصمت السوري عن كل الاستفزازات، لا بل الاعتداءات المباشرة التي تمت غير مرة على الأراضي السورية من قبل إسرائيل. وطبعاً يطالب هؤلاء أن تقوم سوريا برد عسكري ومباشر، وتدخل في حرب ومواجهة مفتوحة مع إسرائيل، وتشعل جبهة الجولان، بكل ما لذلك من تداعيات وآثار سلبية وكارثية مدمرة على الاقتصاد والمواطن السوري.

لكن من خلال تحري وتتبع السياسة السوري على مدى طويل، لوحظ أن التفكير الإستراتيجي السوري ان قد استنبط معادلة هامة تحقق أولاً بقاء سوريا خارج دائرة الحروب المباشرة، وفي نفس الوقت تتصدي لإسرائيل وأمريكا في المنطقة وإدارة الصراعات وبؤر الحروب المشتعلة للتو، والتي أشعلتها إسرائيل وأمريكا بالذات في المنطقة، جنوب لبنان، غزة العراق، وطالما أن هناك بؤراً ساخنة ونقاط مواجهة حامية فلا حاجة، ولا مصلحة، من الأساس، في إشعال بؤر جديدة، طالما أنه يمكن تصفية الحسابات مع هذا العدو الغاشم هنا وهنا، وهذا ما فعلته سوريا ونجحت فيه أيما نجاح، لا بل برزت جراء هذا كقوة إقليمية قوية يحسب لها حساب في كل من هذه الصراعات. ولقد كانت هذه هي السمة المباشرة لإدارة الصراع من دون "إطلاق رصاصة" واحدة من الأراضي السورية، وتحقيق المكاسب السياسية الكبرى من وراء ذلك، والحفاظ على السيادة الوطنية وعدم التفريط بالحقوق الوطنية، ومنذ أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي جنب سوريا الكثير من الحروب والمواجهات الدامية في المنطقة، فهل ثمة خطأ في ذلك؟

فقد أفلح السوريون في تجنيب بلدهم وشعبهم ويلات الحروب، من دون إلقاء البندقية أرضاً ومن دون التخلي عن القضية. وإن إدارة سورية للصراع في الجنوب اللبناني، وتمسكها بالدعم المباشر للمقاومة الوطنية اللبنانية، رغم تهم "دعم الإرهاب" التي كانت تكال عليها من قبل أصدقاء إسرائيل، جراء ذلك، هي التي كانت وراء الخروج المذل وفرار الجنود الإسرائيليين وجنرالاتهم تحت جنح الليل في 25 أيار/مايو من العام 2000، ونفس الأمر بالنسبة للالتزام السوري المطلق بالدفاع عن لبنان ودعمها المباشر وغير المباشر للمقاومة الوطنية اللبنانية ولبنان في حرب تموز، يوليو 2006، هي التي كانت وراء هروب الإسرائيليين المذل إلى الملاجئ لأول مرة في تاريخ هذا الصراع في المنطقة (هل يدخل هذا كله في نطاق الرد السوري؟). ناهيكم عن انخراط سوريا المباشر، وتدخلها العسكري في حرب العام 1982 للدفاع عن لبنان وسقوط العشرات من خيرة ضباطها وجنودها شهداء في تلك الحرب التي كلفت الإسرائيليين، أيضاً، الشيء الغالي وغير القليل. ولن ننسى الدور السوري الهام والفاعل في إحباط الشرق أوسطية وتفشيل المشاريع الأمريكية في احتلال دول المنطقة إثر سيادة "نظرية أحجار الدومينو" و"همروجة" الثور الأسود والأبيض، أيام بوش، حيث توقع البعض أن يكون الدور "التالي" على السوريين، لكن لم تتمكن أمريكا، بكل عظمتها وقوتها، من أن تلتهم حتى "الثور" العراقي ، ومن دون تحديد لونه، وبقي العراق حتى اللحظة شوكة في خاصرة الأمريكان، وكابوساً يقض مضجع إستراتيجييهم وجنرالاتهم وإداراتهم المتعاقبة، ومستنقعاً مذلاً وموحلاً لا يدرك "أجدع" محلليهم كيفية الخروج منه؟ وكل ذلك لم يكن ليتأتى أو يحصل من دون السوريين (هل يدخل هذا أيضاً في نطاق الردود؟) الله أعلم.

وبهذا كنا أمام سلسلة "ردود"، ردود مسبقة في الحقيقة وليس رداً سورياً واحداً، ووحيداً ويتيماً، وحسب، على الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية والأمريكية المستمرة. ولو قلبنا المعادلة من أطراف أخرى، وقرأناها بشكل مغاير، لقلنا أن إسرائيل هي التي ترد على "الاستفزازات" السورية المتكررة والمتراكمة ضدها من قبل السوريين.

ردود لم تكن دبلوماسية، ولا "مزحاً"، ولا "لعب عيال"، كما يتوهم البعض، بل ردود مؤلمة أوجعت وآلمت بل أذلت الإسرائيليين، ومرغت جباههم في الوحل، في كل من غزة وجنوب لبنان، وغيرها من بؤر الصراع حيث يعيث المعتدون في دول الإقليم حيث باتوا يشكون جميعاً من "الصداع" السوري والأرق والقلق الذي يسببه لهم. وشكلت تلك الردود نجاحات عسكرية، ودبلوماسية، لافتة لم تكن لتحصل لولا الدعم السوري وبوسائل شتى غير محددة، منظورة وغير منظورة كالتصدي السياسي والدبلوماسي في مجلس الأمن والمحافل الدولية الأخرى...التي لا تقل ضراوة وشراسة عن الصراع العسكري.

لا مصلحة لسورية البتة في تدمير الجولان، ولا تدمير أي شبر عزيز على قلب كل سوري داخل سورية، وإن استثمار بؤر الصراع المشتعلة عسكرياً ودبلوماسياً أمر مشروع ولا نظن أنه محرم وممنوع، فما المانع من تقليل خسائرها إلى الحدود الدنيا، مع تحقيق أعظم المكاسب السياسية والإستراتيجية كما نرى اليوم على أرض الواقع وإحداث التوازن المطلوب من دون إطلاق رصاصة واحدة؟ أليست معادلة جديدة ومستحيلة التحقيق، لكن السوريين فعلوها بدهاء واقتدار كبير بعيداً عن الغوغائية والضجيج؟

والسؤال الآن هل تدخل هذه السياسة، وإدارة الصراع، وكل تلك الإنجازات في ردع إسرائيل، وأمريكا في نطاق الردود أم لا؟ ألا نلاحظ أن أمريكا وإسرائيل بحاجة للرد على السوريين، لإفشالها مشاريعهم، وليس العكس على الإطلاق؟ وهل فعلاً أن سوريا ساكتة وصامتة و"خانعة" أمام الغطرسة الصهيونية والأمريكية؟ وهل تبيـّن متى سيكون أو متى "كانت" الردود السورية؟ أسئلة نتركها للوقائع، ولذكاء القارئ للرد عليها.


ملاحظة هامة: لن تروا هذا المقال، وكل الحمد والشكر والفضل لله، في أي من المواقع السورية لا الرسمية، ولا "الأمنية"، ولا حتى مواقع المعارضة "الوطنية الديمقراطية" كما تسمي نفسها، ولا في المواقع السلفية "إياها"، وسبحان من جمع كل هؤلاء الأضداد "علينا" أجمعين. ولدى السوريين مم يكفي من رؤساء تحرير الصحف الكبرى، وما شاء الله عليهم، ووزارة إعلام طويلة عريضة بحالها، وكتاب افتتاحيات كثر "مرموقين"، وغير مرموقين هم مخولون أكثر منا بالحديث والنطق باسم سوريا والسوريين، وهذا شرف لا نطمح له، ولا ندّعيه، لكنها وجهة نظر ورأي بسيط لمواطن سوري أكثر من بسيط.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل ضاحي خلفان
- مبروك للحوار المتمدن
- هل تعرف مكان يحتاج مسجد؟
- هل ستقود السعودية راية التنوير في المنطقة؟
- الموساد واجتياح دبي
- الحوار المتمدن: والقضاء على عملية تبييض المقالات
- أثرياء العرب ومشاهيرهم بين الإرهاب والجنس
- أين أثرياء العرب ومشاهيرهم من العمل الخيري؟
- ما الحاجة لوزارات الإعلام؟
- لماذا لا يكون وزير الثقافة علمانياً؟
- خبر عاجل: إنشاء أول محطة عربية لتوليد الطاقة الجنسية
- الموطوءة
- تشييع الحلم العربي إلى مثواه الأخير
- خبر عاجل: خروج العرب من تصفيات كأس الأمم الحضارية بفارق 1400 ...
- ماذا لو استدعي رئيس مصر القادم لمحكمة جرائم الحرب؟
- لماذا لا يسجدون؟
- هل البرادعي مجرم حرب؟
- مقارنات عربية إيرانية
- نهاية عصر الفتوى: فتاوى في ذمة التاريخ
- عن مقال عروبة مشيخات الخليج: ردود على الردود


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - متى سيكون الرد السوري؟