أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - ما الحاجة لوزارات الإعلام؟














المزيد.....

ما الحاجة لوزارات الإعلام؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11 - 13:23
المحور: الصحافة والاعلام
    


كثير من دول العالم ألغت وزارات الإعلام، ولم يعد لها وجود، ونادراً ما تسمع لقب من مثل وزير الإعلام الأمريكي، أو الفرنسي، والبريطاني، وهذه الحقيبة الوزارية لم يعد لها، في الحقيقة، مستقبل في الكثير من الحكومات. وهناك بعض الدول العربية الرائدة في مجال الإعلام كقطر استغنت، تماماً، عن خدمات وزير الإعلام، وعن موظفي الإعلام، فقد سبق لقطر أن ألغت ما يسمى بوزارة الإعلام في العام 1996 ، والتي لم يعد لها أي لزوم وداع في عالم اليوم، اللهم باستثناء أولئك العازفين على لحن الثوابت والماضي التليد الذي لا يتزحزح ولا يتحرك ولا يأتي عليه الزمان، حسب رؤاهم، وفهمهم للحياة وتطور الأشياء. فاستمرار الرغبة بالعمل وفق آليات قديمة أكل الدهر عليها يعني أمراً واحداً هو المكوث والتشبث في الزمان والمكان، ورفض التغيير، ومحاولة وقفه ومقاومته، هذا التغيير الذي هو سنة طبيعية ستأتي على كل شيء وليس على الإعلام، ولا يعتقد بأن أحداً ما، ومهما كان، وعلا شأنه، هو بمنأى عن قوانين الحياة الفيزيائية والطبيعية، وجدليات التاريخ التي لن ترحم أحداً من الأنام.

ومن الملاحظ، تماماً، أن جميع الدول المتقدمة إعلامياً وذات الصوت المسموع، والتي تسيطر على عالم الكلمة والصورة هي تلك التي لا وجود لوزارات إعلام فيها، أو تلك التي وعت الحقائق وفهمت الدروس وألغت وزارات الإعلام، وشطبتها تماماً، ولذا تراها حققت قفزات ونجاحات إعلامية هائلة وصوتها مسموع و"واصل" إلى أربعة أطراف الأرض، ولنا في المثال القطري خير دليل على ذلك، فيما تلك البلدان التي ما زالت تتمسك بهمروجة الرقابة ووزارات الإعلام، وترى وزراء إعلامها متهجمين، ساخطين، غاضبين حانقين متهددين متوعدين وتعتقد أن الحرب العالمية الثالثة قد اندلعت والشرر يتطاير من عينيهم، لا أحد يعرف لا عنهم ولا عن إعلامهم أي شيء، وبالكاد ترى من يتابعهم، لا بل تأخذ الكثير من أخبارهم من غيرهم، هي أكثر الدول الفاشلة إعلامياً، وبكل أسف.

ففي عالم اليوم إن المعلومة والخبر والصورة والمعرفة متاحة وغير مضبوطة، وعبر وسائط عدة، أهما الشبكة العنكوبتية، ولا يمكن التحكم بها، كما لا يمكن توجيهها، والباحث عن أية معلومة، وخبر سيجده فوراً ومن دون انتظار بركات و"كرم" وزارة الإعلام هذه أو تلك. وقد بات النت الفضائي، الذي سيصبح قريباً مثل القنوات الفضائية، حقيقة ملموسة ومعاشة في كثير من دول العالم، وقد قيض الله، لكاتب هذه السطور أن يعايشه عن كثب وبشكل ملموس، والقضية الآن لا يجب أن ينظر إليها في كيفية منعه أو مقاومته بل في الاعتراف به كأمر واقع على الأرض.

والإعلام الرسمي في كافة بلدان العالم في طريقه للاندثار، وأصبح الناطق الإعلامي، أو الرسمي هو عادة من ينقل، وبكلمات مقتضبة وبسيطة وموجزة وجهة النظر الرسمية في أي أمر أو تطور وحدث ما، ومن دون الحاجة لطوابير الموظفين، والكتبة، ورؤساء التحرير، وافتتاحياتهم المملة والمطولة والممجوجة والمكررة، التي لا يقرأها سوى "الرقباء"، ووزير "الإعلام" الذي يشبع غروره ويسعد بامتثال هذا الموظف للتعليمات، ناهيك عن أن أسماء ما يسمى بالصحف الرسمية باتت "محروقة" تماماً في السوق الإعلامية، كون الناس تعلم أنهم مجرد أصداء يرددون على الأسماع كليشيهات عفا عليها الزمان، بلغة خشبية متكلسة وصدئة باتت تثير تهكماً بذات القدر الذي تثيره من النفور والاشمئزاز.

فعالم اليوم المفتوح على مصراعيه، وللذكرى التي قد تنفع بعض مؤمنين، وقد لا تنفع بعضهم في بعض الأحيان، مختلف تماماً عن عالم الأمس الذي كان بالإمكان فيه التحكم بتدفق المعلومة والفكرة، ومراقبة المطبوعات. وبالمناسبة فإن معظم وكبريات الصحف المطبوعة في العالم تحولت إلى العالم الرقمي والإليكتروني، وسرحت عشرات الآلاف من موظفيها، وباتت تعمل في العالم الافتراضي والعنكبوتي، وألغت نسخها الورقية، بعدما أصبحت الصحافة المطبوعة والورقية من عالم الأمس المأسوف على شبابه، والذي أصبح في عالم الذكرى والنسيان.

سقطت جميع إمبراطوريات الرعب الرقابية ولم يعد بالإمكان ضبط الرأي العام والتحكم بتدفق المعلومات وتوجيه الرأي العام الذي ينتقي من رزم من خيارات واسعة أمامه ما يشبع نهمه وذوقه ورغباته وميوله، ويتكيف تلقائياً وفطرياً وغريزياً مع المستجدات. فالحدث الذي يحصل، اليوم، في أقصى الغرب في ألاسكا، ترى صداه خلال ثوان في أقصى الشرق في ملبورن وأوساكا، وليس بحاجة للمرور بأروقة أية وزارة إعلام في العالم لإجازة ذلك أم لا. واليوم تتهاوى صروح إعلامية ومطبوعات ورقية أمام سطوة هذا المد والهجوم الكاسح والجامح والطاغي للإعلام الإليكتروني الذي لا يعرف حدوداً ولا قيوداً، ولا يقف أمامه أي شيء في اختراق أعتى الحصون الرقابية وتدميرها والدخول إلى أكثر الزوايا حماية وتحصيناً.

نعم لقد كانت إحدى أهم الوظائف المسندة لوزارات الإعلام "التقليدية"، هي ضبط المعلومة والتحكم بها، وتوجيهها وفق قنوات تكون في الغالب تعتيمية وتضليلية ومزاجية وتخدم سياسة ومصلحة ما. وربما أفلحت تلك السياسة لوقت ما، لكن أن تفلح إلى أبد الآبدين، فهذا ما لا يمكن لأحد الجزم فيه. فآليات العمل الإعلامي التقليدي الروتيني التقليدي الرئيسية كان هدفها الأساس والوحيد كما هو معلوم، توجيه الرأي العام ونكرر التحكم بالمعلومة وتمرير ما يلزم، و"لا تمرير ما لا يلزم"، فهل هذا الأمر ممكن في هذه الأيام؟ هنا تكمن المشكلة والسؤال، ومن بعد الإجابة على هذا السؤال يمكن الحكم على شرعية ووجوب وجود وزارات الإعلام أم لا؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يكون وزير الثقافة علمانياً؟
- خبر عاجل: إنشاء أول محطة عربية لتوليد الطاقة الجنسية
- الموطوءة
- تشييع الحلم العربي إلى مثواه الأخير
- خبر عاجل: خروج العرب من تصفيات كأس الأمم الحضارية بفارق 1400 ...
- ماذا لو استدعي رئيس مصر القادم لمحكمة جرائم الحرب؟
- لماذا لا يسجدون؟
- هل البرادعي مجرم حرب؟
- مقارنات عربية إيرانية
- نهاية عصر الفتوى: فتاوى في ذمة التاريخ
- عن مقال عروبة مشيخات الخليج: ردود على الردود
- لماذا لا يصلي ساركوزي وبراون صلوات الاستسقاء؟
- هل مشيخات الخليج عربية، أولاً، حتى يكون خليجها عربياً؟
- السلف الصالح والجهل
- الشيخ البراك: كلكم دواويث بإذن الله
- العرب ومحاولة السطو على اسم الخليج الفارسي
- أهلاً أحمدي نجاد
- هل تراجعت العلمانية في سوريا، حقاً؟
- فضيحة للموساد أم فضائح بالجملة للعرب؟
- تاريخ وحضارة تندى لها الجباه 3


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - ما الحاجة لوزارات الإعلام؟