أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - فضيحة للموساد أم فضائح بالجملة للعرب؟














المزيد.....

فضيحة للموساد أم فضائح بالجملة للعرب؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 11:43
المحور: كتابات ساخرة
    


أسهب كثيرون في الحديث، والتفصيل والتشريح لجريمة اغتيال المبحوح بوصفها خرقاً للقانون، واعتداء على حرمة دولة "ذات سيادة ومستقلة"، وكأن من عادة أمريكا وإسرائيل احترام القانون، واحترام الدول ذات السيادة والمستقلة، أو كأن بعض الدول المعنية تتمتع بأدنى قدر من السيادة والاستقلالية، نعم هكذا. وطبعاً لا حاجة بنا للقول، والتذكير، لمن يعلم ومن لا يعلم، بأن الموساد جهاز استخباراتي يتبع دولة، وليس جمعية خيرية، ومأوى للعجزة وللأيتام والمساكين، وعابري السبيل والمؤلفة قلوبهم، والعاملين عليها، فله أجندته الخاصة وأهدافه وإستراتيجيته، المعلنة والمعروفة، والتي يطبقها بحرفية عالية، وبغض النظر إن كنا مختلفين معه كلياً، مع تلك الإستراتيجية والأهداف، وبصرف النظر، أيضاً، عن مدى أخلاقية تلك الأهداف والإستراتيجية، وحين يتمكن سيضرب، وبوحشية، بيد من حديد ولن يرحم كرمى لعيون أحد من البشر. والموساد، أيضاً، جهاز سري استخباراتي شرس، ولا يجامل، ويستخدم، وكغيره، و"الحال من بعضو"، من أجهزة الاستخبارات حول العالم "أساليب قذرة"، وغير قانونية في كثير من الأحيان لتنفيذ أجندات سياسية وأمنية، ويستفيد من أية ثغرات ومعلومات وتسهيلات توفر له لتنفيذ إستراتيجيته، وهذا ليس تبريراً باية حال له على جريمة اغتيال المبحوح التي نقف بالضد منها،وندينها بكل قوة.

ومن المعلوم، أيضاً، أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يقوم فيها الموساد بعمليات اغتيال، هنا وهناك، فتاريخه، من تاريخ إسرائيل حافل بمثل هذه الجرائم والاغتيالات، وقد ذُكر الكثير عن عمليات اغتيال إسرائيلية لقادة فلسطينيين كبار وصلت حد اغتيال ياسر عرفات نفسه، كما يقال، تسميماً، بعد أن تم نفيه داخلياً لمدة قاربت السنوات الثلاث داخل أسوار مقاطعة دويلته الفتحاوية المبتسرة "بنت سبعة". وكما يشاع عن وقوف ذات الجهاز وراء الموت الغامض والمفاجئ للرئيس القومي العربي، نجتسبه من الصالحين إن شاء الله، المغفور له جمال عبد الناص عبر مدلكه الخاص، وكذلك عن عملية الاغتيال الأشهر لزعماء المقاومة الثلاث في بيروت، وعصام السرطاوي في باريس، وفتحي الشقاقي، والرنتيسي، والشيخ أحمد ياسين، وجمال منصور وجمال سليم وصلاح شحادة ونزار ريان، وإبراهيم المقادمة، وأبو جهاد وأبو إياد، وكما بالنسبة لغيره الكثيرين من "صغار" المقاومين والأبطال والأطفال غير المعروفين على الصعيد الرسمي والإعلامي، وإن كنا نعتقد جازمين، في قرارة أنفسنا، بأنهم كبار جداً.

وإذا كانت هذه تعتبر "إنجازات" مهنية وحرفية للموساد تقع في صلب عمله، وبغض النظر، دائماً، عن مدى أخلاقيات هذه الأفعال، فما هي إنجازات العرب في تصديهم الأمني للإسرائيليين؟ فمع كل هذا الإجرام وعمليات الاغتيال، وباستثناء عملية اغتيال السفير الإسرائيلي "الملتبسة"، في لندن في العام 1982، وكانت الشرارة لاحتلال بيروت وطرد الثوري المتكرش حتى أضحى بلا رقبة، منها، حسب مظفر النواب ، فإننا لم نسمع يوماً ما عن عملية اغتيال لمجرم حرب صهيوني أو لقائد عسكري صهيوني ملوثة أياديه بالدماء، وها هم مجرمو الحرب الصهاينة يسرحون ويمرحون، ويتنقلون بكل حرية وترحيب واحترام وعلى السجاد الأحمر في العواصم الخليجية وبعض العواصم العربية والأوروبية، ويـُحـْمـَلون على كفوف الراحة وبالابتسامات وبـ " يا حيالله بمن جا"، وهناك من اتصل مستفسراً ومطمئناً عن صحة صديقه الجنرال شارون، معرباً عن حزنه لسباته الدماغي الذي قارب السنوات الأربع، راجياً له العودة القريبة للميدان. ونذكر الأخوة الساخطين على الاغتيال وتحميل إسرائيل بمفردها مسؤولية عملية الاغتيال بأن وفداً إسرائيلياً رسمياً مرموقاً، وما أدراكم ما الوفود الرسمية وفلتراتها الأمنية والموسادية، كان في زيارة لإمارة خليجية قبل فترة وجيزة من الاغتيال، لحضور أحد المؤتمرات، ويقال بأن "الأمنيين" الإسرائيليين، المرافقين عادة لهكذا وفود، والموفدين من قبل نتنياهو بالذات، والذي صدق بنفسه على عملية الاغتيال، كانوا قد أجروا استطلاعاً على أرض الواقع، قبل ذلك بأسابيع. هذه واحدة.

والفضيحة الأخلاقية الأسوأ، ربما، هي أن المنظومة الخليجية تحابي جنسيات بعينها على حساب جنسيات وتميز بين جنسيات مرضية، وأخرى مغضوب عليها، وتضع جنسيات في مراتب أسمى وأعلى وأفضل من جنسيات، وهي تحديداً الجنسيات الغربية والأوروبية والأمريكية والإسرائيلية، التي تدخل وتخرج لدول المنظومة الخليجية من غير "إحم ولا استئذان أو دستور"، لا بل والأنكى من ذلك أنها تحظى بكل الاحترام والتبجيل والإعفاءات والتسهيلات، فيما تزدري نفس المنظومة وتمتهن جنسيات بعينها، وتطبق بحقها أشد وأقسى العقوبات والإجراءات، وهي الجنسيات العربية والإسلامية، تحديداً، من المغضوب عليها، والضالة. ومن هنا فإنه ليس ذنب الموساد، وحده، إذا وجد من يسهل له عمله، من خلال شبكة قوانين وإجراءات وحماية محلية وسلسلة أخرى من التسهيلات اللوجيستية في هذه الدولة أو تلك فحين تكون هناك أية ثغرة فستجد، بالتأكيد، من يتسلل منها، وما أكثر المتسللين، والخارجين عن القانون، في كل مكان؟

أما الفضيحة الثالثة فهي استمرار علاقة تلك الدول، وبعض من العرب، الآخرين، مع إسرائيل ومن دون اتخاذ أية ردود فعالة، حيال إسرائيل، أو القيام بأية إجراءات عقابية كتعبيرً عن احتجاج وغضب على ذلك الانفلات الإسرائيلي، وانتهاكه لسيادة وأراضي تلك الإمارة الخليجية، ولو بقلبهم، وهو أضعف الإيمان بإسرائيل، والذي لا يملكون غيره، وكل الحمد والشكر لله. لا بل ساد صمت القبور المطبق على الجميع، وكأن فوق رؤوسهم الطير، والصمت علامة القبول، والرضا. هذا والله أعلم، على أية حال.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ وحضارة تندى لها الجباه 3
- تاريخ وحضارة تندى لها الجباه2
- تاريخ وحضارة تندى لها الجباه
- مأزق الإخوان المسلمين: لا حل إلا بالحل
- الموساد: غلطة الشاطر بألف
- هل حسن نصر الله أحمد سعيد؟
- زلزال الخليج القادم
- هل يحاكم سفاحو البدو الكبار بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية؟
- ما أحوجنا لثقافة الحب...ما أحوجنا لفالانتاين!!!
- هل هم عرب اعتدال، فعلاً؟
- سيرك الفتاوى الدينية
- لماذا يخاف العرب والمسلمون من العولمة؟
- خطر الأدمغة أم خطر المؤخرات؟
- شيطنة سوريا
- انتهى زمن العربدة الإسرائيلية يا ليبرمان
- السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي
- العلاقة السورية الإسرائيلية
- الزعران
- الخليج على كف عفريت
- قصف إسرائيل برؤوس بدوية غير تقليدية


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - فضيحة للموساد أم فضائح بالجملة للعرب؟