أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - هل هم عرب اعتدال، فعلاً؟














المزيد.....

هل هم عرب اعتدال، فعلاً؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 10:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في إطار عملية تزييف الوعي الممنهجة الجارية في المنطقة على قدم وساق يسود، دائماً، خطاب وغير دقيق على الساحة الإعلامية والسياسية في المنطقة، وينطوي على الكثير من المفاهيم والمصطلحات توحي بنقيض ما هو موجود على أرض الواقع. ومن هذه المصطلحات المتداولة هو عرب الاعتدال الذي يطلق على بعض دول المنطقة.

وعرب الاعتدال، بشكل عام، هو المصطلح الذي يطلق على بعض الدول النفطية الموالية للغرب وإسرائيل بالإضافة إلى مصر ودول أخرى في المنطقة، والتي تنعم برضا ومباركة أمريكا لأنظمتها حتى لو كانت مسؤولة، بالكامل، عن موجة المد الإرهابي الدولي التي تعم العالم قاطبة، فهي دول "معتدلة" حسب التوصيف الإعلامي الإعلامي، وما شاء الله وبارك. ولعمري ينقص هذا التوصيف الكثير من الدقة والصحة والصواب والوضوعية، فهؤلاء العرب، تحديداً، وفي حقيقة الأمر، ليسوا معتدلين على الإطلاق، إلا مع أمريكا وإسرائيل، حد التهاون التخاذل والانبطاح، أما مع قضايا المنطقة، ومع شعوبهم، ومع فقراء العرب وبؤسائهم فهم أشد تطرفاً من كل الأنظمة المعروفة بتشددها وتطرفها وديكتاتوريتها. ففي هذه الدول لا يوجد أي نوع من الاعتدال على الإطلاق، إلا مع أمريكا وإسرائيل كما أسلفنا، فمن هذه الدول خرجت موجات السلفية الماضوية المغلقة والمتزمتة، وهي التي أفرزت للعالم حيتان وغيلان و"دراغونات" التطرف والأصولية والإرهاب كابن لادن والظواهري ووعاظ السلاطين من ناشري فتاوي الموت والقتل، وكله تحت نظر أنظمة "الاعتدال" التي تروج لهؤلاء في الفضائيات ووسائل الإعلام وتحتضنهم كما تحتضن الأم أطفالها، وتستثمرهم في اللعبة الدولية الكبرى لاستثمار الدين والغيب والأسطورة، وتوظيفها في تنويم وتغفيل، وإحكام القبضة والسيطرة، وإخضاع هذه الشعوب المنكوبة وتخديرها إلى ما شاء الله وإبعادها كلياً عن قضاياها المصيرية والمعيشية وإلهائها بإشكاليات زمنية وتاريخية وصراعات أكل الدهر عليها وشرب، وتحييدها كلياً عن استحقاقات النهضة والتحديث والتطور وإبقائها معزولة فكرياً وثقافياً في كانتونات زمنية من القرون الغابرة . والخطاب اليومي والرسمي السائد عند من يسمون بعرب الاعتدال هو خطاب مغلق ومتشدد متزمت حربجي وصدامي مع الآخر المختلف، وحافل بدعوات الحروب والاقتتال، ولا يوجد فيه أي نوع من الاعتدال والتسامح أو ما يعرف بالإنكليزية بـ: Zero Tolerence في هذه المنظومة، إضافة إلى التشدد مع الأقليات ومع المرأة ومع الطوائف والمهاجرين وكل "الأغيار"، (هذا مصطلح يهودي، ويا لمحاسن الصدف، يطلقه اليهود على هم غير يهود)، فمن أين لهؤلاء العرب بالاعتدال، وما شاء الله، وما علاقة لهم بالتسامح؟ فحين تسمع بالمصطلح إشارة إلى هؤلاء، تعتقد بأن الاعتدال، والتسامح، والتصالح، والإنسانية والطيبة والدعة والمحبة تكاد لفيضها ووفرتها "تشرشر شرشرة"، و"تزرزب زرزبة"، و"تخرخر خرخرة" من أنظمتهم، ودولهم ومؤسساتهم الفقهية والرسمية والأبوية.

ومن مفارقات القدر المرة، والغامضة والمثيرة للشبهات، بآن، ومثلاً، أنه لا يوجد ولا إرهابي دولي واحد معروف ومشهور كفزاعات الإرهاب المعروفة، من دول تصنف أمريكياً، وإعلامياً، بدول محور الشر(سوريا العراق-سابقاً- ليبيا إيران)، يمكنه أن يقارع، ويضارع، ويضاهي مثلاً ابن لادن، والزرقاوي، والظواهري، وبقية فصيلة الـ"واوي"، التي تنتجها، يومياً، دول ما يعرف بـ"الاعتدال"، وبالكاد تعثر على اسم إرهابي واحد خارج منظومة "الاعتدال" العربي التقليدية.

ومن الجدير ذكره، أيضاً، أن كل حروب المنطقة الخطرة بدءاً من حرب إيران والعراق، أي الخليج الأولى، إلى الخليج الثانية، غزو الكويت و"تحريرها(ممن تم تحريرها وهل حررت فعلاً؟ المهم ما علينا ومعليش)، والثالثة، غزو العراق واحتلاله حتى اللحظة، و"الرابعة" التي يتم التمهيد لها اليوم، عبر نشر منظومات الصواريخ الأمريكية في المنطقة، كل ذلك كان بمساعدة وتمويل وتحريض وتسهيل ممن يسمون بعرب الاعتدال، وتقديم أراضيهم كهدية مجانية للقتلة والغزاة البرابرة والهمج الأمريكان والأطلسيين، ناهيك عن المشاركة في أكثر من حرب صغيرة هنا، أو هناك، إن بالمال أو بالرجال، ولن ننسى مشاركة عرب "الاعتدال"، بقضهم وفضيضهم، بشبابهم وشيبهم، في إطلاق المارد الإرهابي من قمقمه عبر نشر الفكر الوهابي والسلفي المتطرف والدموي في العالم، وعبر ما سمي بحرب تحرير أفغانستان من خلال تجنيد وتمويل عشرات الآلاف من الشبان العرب "المعتدلين" وإرسالهم كفرق للموت والانتحار ونشر الدمار في بلدان العالم. وكان هؤلاء "المعتدلون" العرب هم المسؤولين مسؤولية مباشرة عن إنتاج وتوليف وتصدير الصورة الرثة الضحلة الشريرة الجاهلة الدموية الإرهابية المعروفة لمن يسمون بالعرب، وتعميمها وفرضها في كافة دول العالم باعتبارها الصورة النمطية والمثالية لسكان وشعوب هذه المنطقة. هذا هو الحال، مع من اسمهم عرب الاعتدال، فماذا ستكون عليه الحال، لو كان اسمهم عرب الثورة والنضال؟أو لو لم يكونوا عرباً للاعتدال؟ الله قدر ولطف وستر!!!

فهل بعد هذا كله يصح أن نقول فيهم عرب الاعتدال؟ اللهم باستثناء اعتدالهم ولطفهم وطيبتهم وتوادعهم المطلق مع إسرائيل والإنكليز والأمريكان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرك الفتاوى الدينية
- لماذا يخاف العرب والمسلمون من العولمة؟
- خطر الأدمغة أم خطر المؤخرات؟
- شيطنة سوريا
- انتهى زمن العربدة الإسرائيلية يا ليبرمان
- السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي
- العلاقة السورية الإسرائيلية
- الزعران
- الخليج على كف عفريت
- قصف إسرائيل برؤوس بدوية غير تقليدية
- لماذا لا يتعلم القرضاوي من المفتي حسون؟
- متى نعثر على الصندوق الأسود العربي؟
- الموساد في الخليج
- ديفيد كوهين: دول الخليج ودعم الإرهاب الدولي
- النايل سات في قفص الاتهام
- لماذا لم يكن العرب متحضرين قبل غزو الجوار؟
- نشرة الأحوال العقلية في منطقة الشرق الأوسط
- صراعات الأشرار
- خبر عاجل: أوباما يطالب بتفكيك البرنامج البدوي العربي
- نظام الكفيل: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أماتهم أحرارا؟?ً


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - نضال نعيسة - هل هم عرب اعتدال، فعلاً؟