أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - هل حسن نصر الله أحمد سعيد؟














المزيد.....

هل حسن نصر الله أحمد سعيد؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 11:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كان حسن نصر الله الأمين العام لجزب الله اللبناني، يتكلم، أمام حشد حافل من الضيوف والحضور وأعضاء من حزبه، في الضاحية الجنوبية في حفل لإحياء ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، بثقة عالية، ولغة واضحة ومباشرة لا تقبل التأويل، ولا الشرح ولا التفسير، ولا أعتقد أن الرجل كان يمزح، أو يتملق جهة، أو يوارب في خطابه. ولسنا هنا في معرض كيل المديح والثناء لأحد، بقدر ما نحن بصدد تأكيد وقائع على الأرض، والتذكير بحقائق ماثلة يجب عدم القفز عنها، أو التغاضي عنها وتجاوزها، كما نفعل عادة مع تصريحات وكلام لمسؤولين عرب في غير مكان، حيث لا يأخذ أحد حرفاً واحداً مما يقولون ويدلون على محمل الجد والأهمية، كما أن الاستفادة من الدروس والتجارب والعبر السابقة أمر أكثر من حيوي ومطلوب. وبادئ ذي بدء، من الجدير التذكير بأن تصريحات نصر الله "النارية"، هذه تتزامن مع جولة حاسمة وخاصة وذات دلالات بالغة لهيلاري كلينتون، في المنطقة، تجوب فيها عواصمها بين أهلها و"ربعها" ومن دون أي تكليف، وتطلق التصريحات والتهديدات ذات اليمين وذات الشمال، وترفع نذر الحرب والمواجهة. إذ لا يمكن إغفال رمزية هذه التصريحات مع هذه المناخات الدبلوماسية السائدة في المنطقة أو فصلها عنها، فهذا يتحرك على محوره ويستخدم أوراقه، وذاك يتحرك على محوره ويستخدم ما بحوزته من أوراق لتمكين استراتيجيته، في ظل استراتيجيات باتت معلنة للجميع، وليست بخافية على أحد.

زعيم حزب الله قال، وبالحرف الواحد إذا ضربت إسرائيل منشآتنا وبنانا التحتية وموانئنا، فسنضرب موانئها وبناها التحية، وإذا ضربت مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي، فسنضرب مطار بن غوريون الدولي، ومن دون التعريج والغمز واللمز على ضرب المنشآت النووية الإسرائيلية ومفاعل ديمونا الإسرائيلي، في حال ارتكاب هذه الأخيرة لأية حماقة جديدة، في ظل تغيير جذري، في الميزان الاستراتيجي في المنطقة، بما يشير إلى بروز صيرورة لنوع من التوازن الإستراتيجي مع إسرائيل لأول مرة في تاريخ هذا الصراع الذي امتد لأكثر من ستين عاماً حتى الآن.، إذ باتت إسرائيل تفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي حماقة من حماقاتها المعهودة في استباحة أجواء وأراضي المنطقة.

طبعاً الرجل لم يكن يقول الكلام على عواهنه، ولا يطلق التصريحات الجوفاء التي اعتدناها في المواجهات العربية الإسرائيلية التقليدية التي لم تكن مثيرة بالمرة، لاسيما في أيام عز المد القومي الذي كان البطل الإعلامي المصري المعروف أحمد سعيد، أحد رموز ذلك المد، مع صديقه هيكل الذي يأبى الصمت، والذي ما زال مصراً على أن يلقي مواعظه القومية، ويتحفنا بخبرات وتجارب مـُرّة، لم يكتب لها النجاح وبكل أسف، على اعتبارها قوانين مقدسة في السياسة والتاريخ، تلك المواجهات التي كانت إعلامية الطابع في جلها، لكنها انتهت إلى نكسة موجعة وجارحة للكبرياء القومي، وتعبير النكسة ذاته هو لهيكل عوضاً عن وتجميلاً لمصطلح السقوط والانهيار و"الهزيمة" النكراء وقتذاك.

لا بد من التذكير أيضاً، وعل الذكرى تنفع المطبلين للحرب، بإن حرب 2006 كانت مفصلية في تاريخ ما يسمى بالمواجهات العربية الإسرائيلية، وأحدثت نقلة نوعية وجديدة في إدارة آليات الصراع، تجلى أهمها، بسحب زمام المبادرة فيها من يد إسرائيل في شن الحروب، وكانت المرة الأولى التي تنتقل فيها الحرب إلى الشوارع والمدن الإسرائيلية، وجعلت المواطن الإسرائيلي يمارس لأول مرة طقوس الهرب من الحمم القادمة من السماء ويهرع خوفاً للاختباء في الملاجئ والحفر، التي كانت طقساً، وحكراً على سكان ما يسمى بدول الطوق حتى تاريخه، وبامتياز، وماركة عربية مسجلة، ومع الأخذ بالعلم، وحسب تقديرات المراقبين والمحللين الاستراتيجيين، أن لدى حزب الله اليوم، ترسانة من الصواريخ المطورة والأكثر فاعلية من تلك التي استخدمت في 2006، والمقدّرة بحوالي 45 ألف صاروخ، ذات قواعد متحركة لا يمكن رصدها ولا إصابتها ويصل مدى بعضها إلى أكثر من 360 كم، أي أن إسرائيل، وما بعدها، هو في قبضة، وتحت مرمى صواريخ حزب الله، الذي لم بتوان في 2006 عن الرد وضرب إسرائيل بوجع وإيلام.

من هنا الموقف في منتهى الجدية والخطورة، وأية مغامرة، أو حماقة، يجب أن تدرس بعناية ومن كافة جوانبها فأثمانها باهظة وليست سهلة، وكلام "الرجل" كان أكثر من حاسم وجاد، وبالقطع لم يكن يمزح، ولا "يسرح" بالحضور. ولذا على إسرائيل أن تكون حذرة وتأخذ تصريحاته على محمل الجد فأية مواجهة في ظل توازن الرعب هذا ستكون كارثية على الجميع، والخيارات الانتحارية قائمة، ومطروحة، حين لا يبقى أمام أي فريق سواها. الواقع الجيواستراتيجي والميرزان العسكري تغير، وإسرائيل لم تعد نمرود المنطقة وكما كانت إسرائيل الأمس، وبالقطع أيضاً، فنصر الله ليس أحمد سعيد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زلزال الخليج القادم
- هل يحاكم سفاحو البدو الكبار بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية؟
- ما أحوجنا لثقافة الحب...ما أحوجنا لفالانتاين!!!
- هل هم عرب اعتدال، فعلاً؟
- سيرك الفتاوى الدينية
- لماذا يخاف العرب والمسلمون من العولمة؟
- خطر الأدمغة أم خطر المؤخرات؟
- شيطنة سوريا
- انتهى زمن العربدة الإسرائيلية يا ليبرمان
- السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي
- العلاقة السورية الإسرائيلية
- الزعران
- الخليج على كف عفريت
- قصف إسرائيل برؤوس بدوية غير تقليدية
- لماذا لا يتعلم القرضاوي من المفتي حسون؟
- متى نعثر على الصندوق الأسود العربي؟
- الموساد في الخليج
- ديفيد كوهين: دول الخليج ودعم الإرهاب الدولي
- النايل سات في قفص الاتهام
- لماذا لم يكن العرب متحضرين قبل غزو الجوار؟


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - هل حسن نصر الله أحمد سعيد؟