لمن ستمنح صوتك أيها المواطن؟ للبرادعي؟ أم لجمال مبارك؟؟ أم للإخوان المسلمين؟؟؟

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2961 - 2010 / 3 / 31 - 21:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لنفترض جدلا أنه نظم استفتاء شعبي بمصر تحت رعاية المنتظم الدولي وتم تعيين مراقبين دوليين لهذا الغرض وبحضور شخصيات وازنة كجيمي كارتر الرئيس الأسبق للولايات المتحدة ونيلسون مانديلا الرئيس الأسبق لجنوب أفريقية و فاليري جيسكار ديستان الرئيس الفرنسي السابق، ولنفترض أنه تم توفير كل الأجواء اللازمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتم ترك كامل الحرية للمواطن المصري ليختار رئيسا لمصر و لنفترض أن المتنافسين لدخول قصر هليوبوليس هم
1- محمد البرادعي كمرشح مستقل
2- جمال مبارك نجل الرئيس حسني مبارك عن الحزب الوطني الديمقراطي
3- محمد بديع عن الإخوان المسلمين

فلمن ستكون الغلبة يا ترى في هذا الاستحقاق الذي سيعرف مشاركة واسعة من طرف الشعب المصري ؟
هل سيكون الفوز من نصيب البرادعي المدعوم من طرف واشنطن والغرب كبديل لعهد جديد بمصر يمثل الانفتاح والحداثة والديمقراطية والاصلاح السياسي بعد أن ارتأى صناع القرار بالبيت الأبيض بأنه حان الوقت للتغيير ؟؟
هل سيفوز بها نجل الرئيس حسني مبارك و الذي يمثل استمرارا لثورة يوليوز52 ؟؟هذه الثورة التي غيرت من جلدها ونبرتها وشعاراتها عشرات المرات تمشيا مع التقلبات والمتغيرات التي عرفتها منطقة الشرق الأوسط، فمن مطالب برمي اليهود في البحر إلى التوقيع على اتفاقية سلام مع إسرائيل، ومن عدو لذود لآل سعود إلى مهادن ثم حليف فمتعاون وفق ما يقتضيه الوضع الداخلي والمصلحة الخاصة، ومن سيطرة الدولة على وسائل الإنتاج إلى الخصخصة والسوق الحر.
أم هل سيفوز بها الإخوان المسلمين المدعومين من طرف الحجر الأسود والذين تعتبرهم الوهابية من حملة بيرقها وخدام أهدابها وأعتابها على أرض المحروسة؟؟ فهم جند الله بإذنه ومحرري بيت المقدس من براثن اليهود و فاتحي رومية إن شاء الله وبعونه.

لو ترك الخيار للشعب المصري وتم اعتماد النزاهة والشفافية فإن حظوظ الإخوان المسلمين ستكون وافرة للفوز برئاسة الجمهورية، فبصمة الوهابية أصبحت جلية على الشارع المصري الذي أصبح يرى الحل في الإسلام و مفتاح الفرج بيد سيدنا الطز، فالأحوال المعيشية ستتحسن حتما عندما يحكم الإخوان و يطبقون شرع الله، و البطالة ستختفي ولن تبقى هناك عانس و سيتزوج الشباب و سيفيض بيت المال و سيتجه الشباب لتحرير الأقصى .
(...)عن عمرو ابن العاص قال صلعم : إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا منها جند كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض "قال أبو بكر ولم يا رسول الله ؟؟قال صلعم إنهم في رباط إلى يوم القيامة ؟؟!!!.....هذا قدرنا أن نكون خير أجناد الله حاملي الحراب وباقري البطون ومفجري الطائرات والباصات بعد أن كنا رواد العلوم والمعارف ودعاة التنوير والسلام، قدرنا أن نكون مرتزقة وعبيدا مجندين لبني وهاب ..نعم،مرتزقة وخدما بني وهاب وعصابة بني سعود عوض أن نكون آدميين وإنسانيين مندمجين ومساهمين في المشروع الحداثي الكوني .. (...)
.
كيف سيتعامل البرادعي مع الإخوان والتيار الوهابي السلفي في حالة فوزه ؟؟هل بالطريقة نفسها التي تعامل بها أنور السادات و بعده خلفه مبارك؟؟ فمرة بالمهادنة و غض الطرف عن الكثير من الأشياء ومن بينها التضييق على الأقباط(...) ومرة بتمكين الإسلاميين من العمل الجمعوي و السياسي والنقابي وفسح لهم هامشا من الحريات، ومرة أخرى بلي الذراع و التلويح بالعصا في وجههم كلما دعت الضرورة ذلك لإظهار الحزم والمقدرة على السيطرة؟؟ هل سيحتفظ البرادعي بعلاقات طبيعية مع النظام السعودي الحامي الرسمي للوهابية السلفية؟؟أم أن البرادعي جاء ليخدم مشروع الفوضى الخلاقة والتي تهدف إلى تشكيل شرق أوسط جديد و التي كانت بدايتها بسقوط تمثال صدام سنة 2003 والذي تبعه تزايد نشاط القاعدة بالمنطقة "اليمن والصومال...."...مرورا بالتصعيد مع أبي لؤلؤة المجوسي ودق طبول الحرب على ضفتي الخليج الفــــارســـي
ما هي الأوراق التي سيستعملها الحزب الحاكم في المرحلة المقبلة أمام كل هذه الاكراهات والاحتمالات المنتظرة؟؟.
لمن سيصوت الأقباط في مصر؟؟ لجمال؟؟ أم للبرادعي؟؟

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل