أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - فلسطيني يموت تحت الاحتلال














المزيد.....

فلسطيني يموت تحت الاحتلال


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2961 - 2010 / 3 / 31 - 11:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:

بدون مؤاخذة-

فلسطيني يموت تحت الاحتلال

صالح محمد ابراهيم السلحوت-61-مواطن فلسطيني عادي من جبل المكبر-القدس الشريف،كادح بسيط كل همّه ان يعيش حياة آمنة هادئة كبقية خلق الله،لم يحلم ببناء قصر أو اقتناء الأطيان وأفخر السيارات،متزوج وأب لابن ذكر واحد-رائد-وثلاث بنات،كان يحلم بأن يفرح بزفاف ابنه الوحيد،ويعتبر ذلك قمة سعادته التي لا يفوقها سوى رؤية أحفاده،غير أن الاحتلال لم يتركه وشأنه،حيث اختطف المحتلون وحيده في 28-11-2002،وغيبوه خلف القضبان بحكم جائر وصل الى اربعة عشر عاما،قضى معظمها ولا يزال في سجن نفحة الصحراوي على حدود صحراء سيناء المصرية.

كان رائد على وشك الزواج الذي مهد له ببناء شقة صغيرة فوق شقة والديه،بناها بيديه حجرا حجرا ومدماكا مدماكا،عمّرها وجهزها قدر امكانياته المحدودة،واستدان من بعض الأقارب والأصدقاء،لكن فرحته لم تكتمل،فقد دفع ضريبة الوطن،هذا الوطن الذي حمل همومه طفلا وشابا يافعا،لم يسكن شقته الجديدة،ولم ينم فيها ليلة واحدة،ولم تكتمل فرحته بالخطبة والزواج،تماما مثلما لم تكتمل فرحة والديه وشقيقاته وأقاربه ومحبيه بأن يروه عريسا وأبا كبقية ابناء جيله.

والداه صالح وأمينة وشقيقاته يجلسون امام بيتهم الفقير ينظرون الى شقة رائد بحسرة،لا يدخلونها وقد غيّبت السجون صاحبها،لم يستعملوا الشقة ولم يؤجروها،فكيف يتأتى لهم ذلك وصاحبها خلف القضبان؟

-صالح لم يتمكن من رؤية فلذة كبده الوحيد منذ وقوعه في الأسر قبل ثماني سنوات،فقد حال وضعه الصحيّ دون ذلك،لكن شوقه لرؤية رائد زاده وهنا على وهن ومرضا على مرض.

-رائد يتقلب في سجنه قلقا على والده،يكتم اشواقه أمام والدته وشقيقاته اللواتي يزرنه في سجنه،يستحلب الصمود والقوة من السماء ويحاول التخفيف عليهن،فهو رجل البيت حاضرا وغائبا،يدرك تماما ان الأحزان والضعف لن تحل المشكلة، يُطير أشواقه وتحياته وأمنياته لوالده ويكظم غيظه وشوقه كي لا يحبط معنويات والدته وشقيقاته الصابرات،يعدن من الزيارة فتسألهن:كيف حال رائد؟فيجبن بابتسامة مصطنعة:الحمد لله انه بخير ومعنوياته عالية،انتسب الى جامعة بار ايلان ويدرس العلوم السياسية.

-رائد وابن عمّه محمد سليمان الذي اعتقل معه في نفس الساعة فقدا اكثر من عزيز وهما في السجن،لقد فقدا عمهما المرحوم موسى،وجدتهما المرحومة عيشة،وابناء العم المرحومين الحاج سمارة والحاج اسماعيل،وعددا من الاصدقاء والنسايب والأحبة،بعثا من السجن رسائل تعزية بكل راحل.

-وتزداد الاوضاع الصحية لصالح سوءا منذ بداية العام 2010،فشل كلوي والتهاب رؤي،وفيروس لعين في الدم،وكلما ازدادت آلامه ازداد شوقا لابنه الوحيد،يستسلم للمرض ويرضى بقدره ويحمد الله على قضائه وقدره،ويسلم الروح لباريها مساء الاحد20-3-2010 حاملا اشواقه وأمنيته برؤية ابنه الوحيد،دون ان تتحقق تلك الأمنية،فترك لوعة أبكت بواكيا،رحل ابو رائد وهو من القلائل الذين لم يؤذوا أحدا، ولم يغتابوا أحدا،رحل بصمت كما عاش بصمت،فله الرحمة ونسأل الله ان تكون معاناته وصبره في ميزان حسناته،وأن يسكنه فسيح جناته،ولا حول ولا قوة الا بالله،ونسأل الله أن يفك أسر رائد ومحمد وكافة الأسرى.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية وجوه أخرى والسمو الانساني
- قمة للتأبين أم للتحرير
- الرهان على السلام مع نتنياهو
- الفساد ينمو ويكبر
- سواحرة الواد دراسة قيمة
- فتاوي التكفير والهدم
- تل الحكايا في ندوة اليوم السابع
- تل الحكايا .. ما بين السيرة الذاتية والغيرية
- نتنياهو يضع الحل من جانب واحد
- أنا والجنود والكلب
- ندوة اليوم السابع تحتفل بيوم الثقافة الفلسطينية وتحيي ذكرى م ...
- للفساد وجوه كثيرة
- الثقافة ومُصَلِّح بابور الكاز
- رسائل نتنياهو للعرب
- حسام خضر في ندوة اليوم السابع
- تل الحكايا سيرة مناضل ونضالات شعب
- سواحرة الواد في بيت المقدس وأكنافه
- حسام خضر اعتقال وصمود
- ماجد أبو غوش في ديوانه الأخير
- الابراهيمي وبلال أولاً والأقصى ثانياً


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - فلسطيني يموت تحت الاحتلال