أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - تل الحكايا .. ما بين السيرة الذاتية والغيرية














المزيد.....

تل الحكايا .. ما بين السيرة الذاتية والغيرية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 07:48
المحور: الادب والفن
    


تل الحكايا .. ما بين السيرة الذاتية والغيرية

محمد عليان

ربما اعتدنا أن نقرأ السيرة الذاتية لهذا الكاتب أو ذاك، يتحدث فيها عن محطات هامة ومفصلية في حياته، ولكن من النادر جدا أن نقرأ السيرة الغيرية أي أن يوثق الكاتب بأسلوب أدبي روائي سيرة الغير، فهذا يتطلب الكثير من الموضوعية والنزاهة والقدرة أيضا على نقل أحداث وتوثيق محطات لم يكن الكاتب العنصر الأساسي فيها، وهنا تكمن صعوبة وخطورة هذا النوع من الكتابة، رواية تل الحكايا للأديبة وداد البرغوثي سيرة غيرية ممزوجة بسيرة ذاتية، ولكن حتى سيرتها الذاتية كانت قد تكونت وتبلورت بتأثير مباشر من سيرة الغير، وهي سيرة والدها المناضل الذي أثارت تجربته النضالية جدلا واسعا ومفصليا في الإطار الحزبي الذي كان ينتمي إليه، فضلا عن الوسط الاجتماعي الذي كان يعيش فيه.

ورغم ان الكاتبة وعلى لسان بطلتها نجاة تكتب وتروي قصة حياة الغير وهو والدها،إلا أنها لم تنقل الأحداث على نحو حيادي بصفتها راوية او متفرجة، بل أبرزت وعلى نحو مبدع اثر هذه الاحداث على صقل شخصيتها،وتطور فكرها وتوجهاتها السياسية والحزبية، وكانت جزءا لا يتجزأ من هذه التجربة، بحيث بدت الرواية وكأنها سيرة ذاتية، امتدت على معظم مراحل حياتها بدءا من الطفولة وانتهاء بمرحلة النضوج السياسي والفكري. وقد أبدعت الكاتبة في نقل الاحداث من وجهة نظر الراوية ورؤيتها للحدث وتفسير أبعاده، حيث أن تفسير نجاة الطفلة للحدث يختلف عن تفسيرها وهي في مرحلة الدراسة في المدينة أو الدراسة الجامعية،مما جعل الرواية تقترب الى حد التماثل مع الواقعية والمنطق .

رسائل كثيرة أرادت الكاتبة نقلها عبر صفحات هذه الرواية، ليس أولها ولا آخرها نقل محطات هامة من النضال الفلسطيني ودور المناضلين الذين لم تنصفهم الذاكرة الفلسطينية، والذين كان لهم كبير الأثر في ترسيخ المفاهيم الثورية، ووضع اللبنات الأولى في العمل الحزبي في الوطن الفلسطيني، لقد رصدت الكاتبة تجربة الرعيل الاول في الحركة الوطنية الفلسطينية، وخاصة الحزب الشيوعي الذي مر بإرهاصات فكرية وسياسية أدت في النهاية إلى انشقاق في صفوفه، واتهامات متبادلة بين التيارات الفكرية المتنازعة، لقد اعتاد كتاب"الادب الحزبي" ان يخفوا عن القارئ بعض النماذج الثورية التي كانت تخوض صراعا فكريا من اجل التغيير، وربما لان إظهار هذه النماذج يشكل تحديا للقارئ الذي حتما سيكتشف الخطأ من الصواب، وربما هذا ما يفسر خلو الأدبيات الحزبية من هذه النماذج التي تجاهلها التاريخ،وفي الحالات التي ذكرت في التاريخ فقد ذكرت بشكل مشوه وباتهامات شتى .

لقد تجاوزت اهمية هذه الرواية الجانب الادبي والفني، حيث كان سعيد الفلاح وابنته نجاة مدرسة ثورية نشأت وتبلورت في خضم النضال الوطني، وفي الميدان، وهذه التجربة تعتبر مساهمة نوعية في الثقافة التنظيمية والحزبية والعمل النضالي السري الذي يعتقد البعض اننا لم نعد بحاجة اليه نظرا للتطورات السياسية .

لقد كتبت الرواية باسلوب ادبي شفاف يأسر القارئ، ويشده حتى النهاية،وكانت اللغة جميلة وسلسة مفعمة بالوصف الدقيق للأمكنة والشخوص والتفاصيل الدقيقة وقد اهتمت البرغوثي اشد الاهتمام بنقل التجربة كاملة، حتى انها جنحت في بعض الاحيان الى التقريرية والافراط في التفاصيل، وربما من اجل نقل الحقيقة والصورة كاملتين.

انها رواية تجمع كافة العناصر: اللغة، الاسلوب، المكان، الزمان، الرسالة الوطنية،الدروس والعبر التنظيمية والحزبية، الجرأة في نقل التجربة بامانة ونزاهة،انها رواية ملتزمة كتبت ونشرت في زمن االدعوة للتحلل من الالتزام الثقافي والفكري،حقا ثمة ضوء في نهاية النفق .



ورقة مقدمة لندوة اليوم السابع



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو يضع الحل من جانب واحد
- أنا والجنود والكلب
- ندوة اليوم السابع تحتفل بيوم الثقافة الفلسطينية وتحيي ذكرى م ...
- للفساد وجوه كثيرة
- الثقافة ومُصَلِّح بابور الكاز
- رسائل نتنياهو للعرب
- حسام خضر في ندوة اليوم السابع
- تل الحكايا سيرة مناضل ونضالات شعب
- سواحرة الواد في بيت المقدس وأكنافه
- حسام خضر اعتقال وصمود
- ماجد أبو غوش في ديوانه الأخير
- الابراهيمي وبلال أولاً والأقصى ثانياً
- (كلب البراري)اصدار قصصي جديد لجميل السلحوت
- قتل الاطفال عقيدة
- الفتنة نائمة ولعن الله موقظها
- العبوا يا اولاد..
- ومضات عن التراث الشعبي المقدسي الفلسطيني
- الدين لله والوطن للجميع
- (خلود)رواية فيها رائحة القدس
- مثقفو الهزائم


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - تل الحكايا .. ما بين السيرة الذاتية والغيرية