أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان المفلح - هل سويسرا دولة مارقة؟















المزيد.....

هل سويسرا دولة مارقة؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 09:16
المحور: كتابات ساخرة
    



وأنا اتصفح موقع قناة الجزيرة على النت، وجدت خبرا يحمل هذا العنوان" هل سويسرا دولة مارقة؟ استغربت في الواقع هذا الخبر التحليلي! الذي أوردته قناة الجزيرة عن وكالة أنباء اخرى، فدعوة العقيد معمر القذافي رئيس القمة العربية إلى الجهاد ضد سويسرا، قد مر عليها زمن، والطليان كعادتهم، ينافقونه، ويحاولون حل الأزمة بين سويسرا والسيد العقيد قائد الجماهيرية العظمى الليبية، وحلت وتم السماح لمواطني شينغن بالسفر إلى ليبيا، ورفع الحظر عن الشخصيات الليبية من قبل سويسرا، بعذ ضغوط أوروبية ووساطات، أعطت نتيجتها في يوم افتتاح القمة العربية في مدينة سرت الليبية. في الحقيقة لم اتوقف كثيرا عند دعوة القذافي للجهاد ضد سويسرا، لأنها دعوة خلبية، وزوبعة إعلامية لا اكثر ولا أقل، ولكن لو انتبهنا إلى تصريح القذافي، لوجدنا انه في نفس هذا التصريح والدعوة، أدان تنظيم القاعدة والإرهاب، لماذا؟ لأن دعوته تلك يريدها جهادا سلميا.ويبدو للمتابع أن قناة الجزيرة كانت تميل نحو إعطاء الأمر أكثر مما يحتمل، حيث أعجبتها هذه الرمية القذافية، وليس أدل على ذلك سوى إعادة إثارتها للخبر، وقلت في نفسي، الإعلام أحيانا يريد مادة، فيبحث عنها أو يخلقها أحيانا خاصة إذا كان يمتلك إمكانيات قناة الجزيرة، فإذا كانت سويسرا دولة مارقة، فماذا تكون حال دولة كإسرائيل مثلا؟ وقبل أن أعلق على الخبر ذاته أورده كما هو نقلا عن موقع الجزيرة.نت" قال كاتب أميركي معروف إن الحياد الذي ظلت تتميز به سويسرا ردحا من الزمن لم يعد قابلا للتطبيق في عصر صبغته العولمة والاعتماد الاقتصادي المتبادل بطابعها. وتساءل المؤلف والكاتب الصحفي ستيف كيتمان: هل بالإمكان أن تصبح دولة ما "محايدة" بالمعنى الجدي للكلمة في عالم تسوده العولمة؟ وأشار في مقال بالعدد الأخير لمجلة "سياسة خارجية" إلى أن "أسطورة تميز سويسرا" بدأت في التراجع مؤخرا. وأضاف أن ذلك التراجع تجلى في ضوء ما كشف عنه من مساعدة البنوك السويسرية للنازيين ومحاولاتها المستميتة لإخفاء دورها المزعوم، وما أحرزه اليمين السويسري من مكاسب في الانتخابات البرلمانية. ونقل الكاتب عن الخبير بشأن التقارب بين أوروبا والإسلام ألبريخت ميتزغير قوله إنه لطالما احتفظت سويسرا بتلك المكانة, معربا عن اعتقاده بأن ذلك لم يعد له معنى في زمان العولمة الحالي، حيث يتحتم عليك التعاون في كافة المستويات. بل إن أكاديميا مثل الأستاذ بجامعة نيويورك بيرت نيوبورن الذي عمل مستشارا قانونيا للناجين من محرقة اليهود (الهولوكوست) في نزاعهم مع السويسريين، ذهب إلى أبعد من ذلك في العام الماضي حين كتب في مقال بصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية أنه ربما يكون الوقت قد حان لوصف سويسرا بالدولة المارقة. وعرض ستيف كيتمان في مقاله سلسلة من الأحداث قال إنها أوصلت الأمور بسويسرا إلى هذا الوضع، وذكر أن السويسريين شوهوا صورة التسامح المعروفة عنهم عندما رفضوا بالأغلبية بناء المآذن خلال الاستفتاء الذي جرى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. كما أن سويسرا دخلت في مشادة كلامية عنيفة مع العقيد القذافي الذي رد على اعتقال نجله بطرد الدبلوماسيين السويسريين من ليبيا ودعا إلى الجهاد ضد سويسرا. وخلص كيتمان إلى القول إن من الواضح "أننا وصلنا إلى النقطة التي لا تملك فيها دولة أن تتصرف فوق قوانين ومعايير عالم القرن الواحد والعشرين الوثيقة الصلة مع بعضها" انتهى الخبر.
من المعروف أنه منذ زمن ليس بالقليل، ونخب إسرائيل تبتز معظم دول الغرب، ومنها سويسرا التي تتهم بأنها سرقت أموال اليهود، وخاصة ضحايا المحرقة النازية، وجرت جولات كثيرة من المفاوضات بين إسرائيل وسويسرا، تمخض عنها، بأن قامت سويسرا بضخ عدة مليارات من الدولارات، وربما لازالت تضخ أموالا لدولة إسرائيل لا أحد يعرف حجمها، وكيف؟
بالتأكيد اليمين السويسري، كان أفقه ضيق أكثر مما، يتصور المرء عن تيار يدعي الليبرالية، كان أفقه ضيق عندما صور أن المآذن تشكل خطرا على سويسرا، وكنا تطرقنا إلى هذا الأمر في حينه وفي أكثر من مقال، والسياق السياسي الداخلي الذي كان وراء هكذا تصويت. لكن هل هذا يؤدي إلى أن نرى كل سويسرا بعين أرنست بلوخر الشخصية التي أرخت لبداية عدم التسامح في سويسرا، منذ أن تسلم قيادة حزب الشعب اليميني، أم نراها بعين العقيد معمر القذافي الذي دعة للجهاد ضد سويسرا نتيجة لأزمة شخصية؟ سويسرا كانت ولازالت من أكثر الدول الغربية، تضامنا مع القضية الفلسطينية، ومواقفها في الكثير من المحافل الدولية تاريخيا معروفة، ولا داعي لسردها، ولكن رغم ذلك ليس هذا معيارنا- رغم أهميته- في الحكم على دولة مثل سويسرا، بل معيارنا في الحكم نابع من الوضع الداخلي للدولة السويسرية، التي بات لديها مواطن فوق غربي! بمعنى أن الامتيازات التي يحصل عليها المواطن السويسري جعلت أقرانه في معظم دول الغرب وخاصة الصناعية منها، يحسدونه عليها، فسويسرا فيها مئات الالوف من عمال ألمان وفرنسيين يعملون فيها.
إن الدعوة للجهاد القذافية هذه" تعطي ملمحا للطريقة التي تدار بها أوطاننا، حيث أن لغة الجهاد هذه لازالت حقلا متنازعا عليه- بالتراضي أحيانا- بين الإرهاب وبين بعض النظم السياسية في المنطقة، والطبقة السياسية في أوروبا تعرف جيدا هذا الأمر. والطريف في الأمر، هو تلاقي اهتمام ملفت بين دعوة الجهاد القذافية، ونخب ثقافية يهودية موالية لإسرائيل بشكلها اليميني المتعصب، وبين منبر إعلامي يعتبر الأهم في العالم العربي وهو قناة الجزيرة. سويسرا ليست دولة مارقة ولن تكون، لأنها دولة قانون ومؤسسات ومواطنة بالدرجة الأولى. ولكن السؤال، والذي على ما يبدو أضاعته الدعوة القذافية وبعض النخبوية اليهودية وقناة الجزيرة هو" سويسرا دولة مارقة عماذا؟ هل هي مارقة عن شرعة حقوق الإنسان؟ أم أنها تدعم الإرهاب؟ أم أنها دولة سلطة يصيغها رجل واحد كما هي الحال عندنا؟ أم انها مارقة يراد لها أن يكون موقفها من الصراع العربي الإسرائيلي أكثر ميلا للنخب اليمينية الإسرائيلية؟ أم هي مارقة لحياديتها الدولية؟
إن هذه الدعوة الجهادية، وتبنيها من قبل الجزيرة، دعوة تثير الغرائز العنفية، وإن كانت تتلبس لبوسا سلميا، كما صرح السيد العقيد بذلك. صحيح الأزمة الدبلوماسية قد حلت، ولكن ثقافة الدعوة للجهاد لم تحل..وستبقى بعض النظم تستخدمها مباشرة أو عبر وسائط، إسلاموية سياسيا وثقافيا.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الطوائف والطائفية-1
- المالكي إيراني..فهل علاوي عربي؟
- كل نوروز تحية ودم.
- إلغاء الطائفية في لبنان/ حزب الله لن يلقي سلاحه إلا برئيس!
- الانتخابات العراقية والدرس الإقليمي المستدام!
- كما النوروز تعتقل تهامة ورغد وفداء. إلى الطفلة طل الملوحي.
- روح الأمة دولتها وروح الدولة اجتماعها. لذة السلطة.
- ل...ماري تجمع كل الأسماء..
- تحرر المرأة ثقافة الرجل.
- السلطة والمعرفة سوريا
- ليس لي بالماضي أو الحاضر أية ضمانة.
- ليس دفاعا عن جورج بوش!
- الحوار مع ياسين الحاج صالح 2
- الحوار مع ياسين الحاج صالح.
- بين إيران وامريكا؟
- مراجعة أم تقرير؟ رد على الكاتب محمد سيد رصاص.
- اعتقال د. تهامة معروف، طرفة أم استهتار؟
- العلاقة السورية الإسرائيلية.
- العلاقات الفرنسية السورية
- المسألة الكردية- استمرار الحوار3. مع الصديق زيور العمر.


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان المفلح - هل سويسرا دولة مارقة؟