أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - أفكار مهشمه !














المزيد.....

أفكار مهشمه !


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 21:50
المحور: المجتمع المدني
    


حقوق الانسان .. نسيج مهلهل ، تم الاضرار به والاسهام في تمزيق خيوطه وبتمعن ، من قبل شتى الجهات المعنية بمحاربة هذه الحقوق ، والحيلولة دون إبقائها في حدود إمكانية التطبيق ... وتمت المتاجرة ، وبنذالة متناهية ، من خلال بيع اوصال هذا النسيج في سوق لعرض البضائع السياسية ، وتوظيف بدلات هذا البيع لتحسين الصورة البشعه للانظمة التعسفية في العالم .. حتى أصبحت الكثير من صيغ التعامل المنصف مع الانسان وحريته وتوفير غذائه الضروري ، هي بمثابة السلعة الاكثر رواجا في سوق السياسة الدولية والمحلية ، وسيقت بموجبه مئات المفاهيم المغلفة بالنوايا السيئه ، لتتكون من خلاله أعراف هي الان اشبه بالمسلمات ، يجري بموجبها الاتجار بارزاق الناس ومقدرات حياتهم ، كل ذلك تحت لوائح الدفاع عن حقوق الانسان ، وضمان عيشه الكريم كشعار رائج ، في حين لم يتم تطبيق أي بند من بنوده في بلدان العالم الثالث على وجه الخصوص .

ويطيب لي هنا ، ان استعرض ما يتعلق بمبدأ العدل ، باعتباره واحد من الاسس التي تتشكل منها لوائح تلك الحقوق .. ولست معنيا بالمعنى الفقهي القضائي لعدم توفر الحاجة الى الخوض في المفاهيم الاكاديمية البحته لمعنى العدل ، غير أنني أرى وبوضوح ، بان ثمة ازدواجية في الرؤى ، بين ما هو موجود على ارض الواقع من حقائق ، وما بين المؤطر في ديباجات التفسيرات المتواتره لمفهوم العدل ، سيما وأننا أمام مدخل مهم يتقرر بموجبه شكل الحياة البشرية من حيث السلوك العام والخاص ، وما يتعلق بالتعامل الثنائي بين الفرد والجماعه .

فالعدل ، في واحدة من معانيه غير الفقهية الدقيقه ، هو أن تمنح الفرصة الكافية للتعبير عن ذاتك من خلال إعطاءك النصيب الارحب لكي تعطي ومن ثم تأخذ ، لا أن يطلب منك ان تعطي دون ان تأخذ .. وهذه الثنائية المهمة في عملية التوازن الحياتي لدا مجتمعاتنا القلقة في قوانينها ، نجدها مختلة تماما في كافة مراحلها وبشكل يدعو للشعور بالاحباط المدمر .

إذ أننا أمام صور من الخذلان الكبير ، لكافة ملامح العطاء الثر للانسان العربي المبدع ، حين نراه مكتسبا للتشرد والجوع كبديل عن إبداعاته الفنية والادبية والعلمية في شتى المجالات ، بحيث اصبحت الهجرة قدرا لا مفر منه لمن يريد أن ينتمي الى الشأن العام من خلال نشاطاته المتميزة ، والمساهمه بعملية التغيير باتجاه التقدم والتطور ، حتى أضحت المنافي مقرات دائمة للمبدعين العرب ، الى حين تغيبهم مناياهم وهم في احضان الغربة عن أوطانهم ومجتمعاتهم الاصليه . . فأين ياترى ملامح العدل في هذا كله ؟ .. ولماذا اصبحت من المسلمات أن يبقى المبدع منفيا بارادته في أغلب الاحيان ، كي يحيا وبشكل يمنحه القدرة على الاستمرار ، في الوقت الذي يتمتع فيه سواه من مواطنيه بنعمة الدفيء ، حين يخلدون الى راحة الاستسلام لخدر الموت وهم أحياء ؟ .

ويمكنني ان اضغط افكاري بشكل أكبر ، لأطرح تساؤلا بهذا الشأن مفاده .. ماذا يعني ان ابقى انا مثلا محطا لضربات قدر مجنون لا يرحم من لا يقرأ المعادلة كما هي ، ويسير ضد التيار العام ، ليبدو مخلصا لافكاره ونزاهته واحساسه الانساني المرهف ، في حين يشعر ابنائي بلا جدوى البقاء في هذا الحيز من التفكير، حين يروا بام اعينهم تلك البحبوحة المترفة لدا نظرائهم ممن كانوا لآباء تركوا الحبل على الغارب ، وانتهزوا فرص الكسب من خلال الانتماء الى مراكز القوة أيا كانت ، فملكوا بمسيرتهم تلك ، حياتهم وحياة ابنائهم وسيطروا على سفينة عوائلهم وسط هذا السيل العرم من المتغيرات العجيبة الغريبه ؟ .. وحين أعود لمبدأ العدل ثانية .. لأقول .. أين ياترى تكمن هنا حقيقة توفير العدل ؟ .. أليس من اللاعدل بحق الاسرة والابناء ، وحتى الذات المنفرده ، أن يسير المرء بارادته لتوفير أسباب الفاقة ، بدعوى الاخلاص لأحاسيسه المبنية على أسس الثقافة والابداع ، والنتيجة في كل الاحوال هي ان تحيا وتموت في غياهب الفقر والحرمان أنت ومن تعيل ؟ .. ثم ما معنى أن تفني جل حياتك بالبحث والتقصي ، وتنزف فكرا ورسما وتمثيلا وشعرا وكتابة قصه .. في الوقت الذي لا يسمعك فيه أحد ، ولا يعرفك غير المنتمين الى الحيز الذي انت فيه ؟ ..

مجتمعاتنا لاهية في ما اعتبرته نهاية المطاف ، تنتظر حسم الموقف عندما ينفخ في الصور ، ويحل يوم الحساب الاعظم .. ومن يحاول إيقاضها من نومها المريح سيتلقى الكثير من البصاق على وجهه .. وسيصمه الهانئون بعيشهم بالبطر والكفر ومخالفة اعراف الاجداد وركوب متن الرذيله .. أمام حقيقة كهذه ، وأمام طروحات يطلقها البعض من مثقفينا المخضرمين ، والتي توحي لنا بان الامة قد بلغت حد الاحتضار ، فما هو وجه العدل إذن في ان نبقى على نفس الوتيرة من الحراك غير المجدي ، لنعرض انفسنا وابنائنا لمصائب العيش المضني وركوب متن العوز المشين ؟ .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليسار في دول العالم العربي ، ومقاومة التجديد .
- من ذاكرة الحرب المجنونه
- بعيدا عن رحاب التنظير السياسي .. 2
- ألحريه .. حينما تولد ميته .
- الزمن العربي .. وسوء التسويق
- حلوى التمر
- سلام على المرأة في يومها الأغر
- مراكز نشر الوعي في الوطن العربي .. الى أين ؟
- بغداد ... متى يتحرك في أركانها الفرح من جديد ؟
- أفكار تلامس ما نحن فيه من أزمه
- نحن والتاريخ
- بعيدا عن رحاب التنظير السياسي
- حينما يصر أعداء العلمانية على رميها بحجر
- عمار يا مصر ... 2
- عمار يا مصر
- نذور السلطان .. 5
- ما لا يدركه الرجال .
- نذور السلطان ... 4
- نذور السلطان ..3
- نذور السلطان ..2


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - أفكار مهشمه !