أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل أنثى - الحلقة 26














المزيد.....

تأملات في تراتيل أنثى - الحلقة 26


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 01:24
المحور: الادب والفن
    


الطبيعة في تراتيل انثى

لم تترك تراتيل انثى الطبيعة ومفرداتها بل ذكرتها في تراتيلها ومرت عليها وتاملت فيها ، وهي اذ تعيش تلك الطبيعة بوجدان الشاعر الذي يرى في بعض تلك المناظر صورا لا يدركها الفرد العادي وهذه النظرة تجعل من الشاعر متصيدا لافكار جميلة ذات معنى بعيد ، وقد كان لهذه الطبيعة في تراتيل انثى اشكالا كلها تحمل الرمز والتشبيه ..
ومن جملة الاشياء والمفردات التي ذكرتها شاعرتنا ( المطر والسماء ) وقد اشرنا الى ان استخدام هذه المفردات كان رمزيا ولم تستخدمه بهيئته وصورته الحقيقة ..
فهي عندما تذكر السماء تشخصها وتجعل منها ناطقا حيا وتنظر اليها بعين الشاعر فتجدها كائنا يقف امامها وتعزف لحن فاطمة الحزين بذلك الثغر الذي تشاهده شاعرتنا بعيني وجدانها

ولحن حزين
يرسم ثغر السماء
( مقطع من القصيدة 2 يمارسني الصحو )

فهي تحكي مع ذلك الموجود الطبيعي وتراه حزينا ، فعلائم الحزن بادية عليه ولا شك ان تلك السماء رمز صريح لفاطمة ذاتها ... فاطمة التي عاشت مع السماء رحلة عمر انطوت في ماضيها في زمن الطفولة راكضة تتناول لون السماء جارية نحوها باحلام جميلة نقشتها تلك الذاكرة العقيمة ...

احلام الطفولة وما رأته من ايام فيها وما حملته من احداث ظلت ماثلة امامها تشاهدها في صفحة السماء الزرقاء

ونركض صوب السماء
( مقطع من القصيدة 12 تأويل )
ومع ان السماء تبدو مؤنثة الا ان تراتيل انثى جعلت من ذلك الكائن المؤنث كائنا ذكريا تسرق منه تلك اللحظات المنزوية في سريالية الأماكن والشخوص وما يكنه هذا اللفظ من مصدر للقوة ، فتسمع تنفسه الشديد واحمرار وجناته وشدة سطوته فتلوذ في احدى الاركان مغطية شعورها بايدي الوجدان الذي ما برح يسترق دقات قلب شاعرتنا ، وتتسلح منه بطهره ونقاوته وتستحلفه بتلك الانسانية وتوقع له صكا من صكوك تراتيلها ابيض ناصع البياض ليكتب به ما يشاء

يمارسني طهر السماء
( مقطع من القصيدة 7 طهر )

وفي قمة التشابه بين مكونات الطبيعة عند فاطمة ووحدتها المعنوية تحدثنا شاعرتنا عن تلك السماء بطهرها وبراءة الاحلام المنسوجة في تلك المخيلة واذا بها تصب عليها مطرا فيه الهم صافيا قراحا

يمارسني الهم مطرا
( مقطع من القصيدة 2 يمارسني الصحو )

وبين تلك القطرات الساقطة تعاين فاطمة الى السماء بعين العتب من جهة والترتيل من جهة اخرى متسائلة بذلك الوجدان الشاعري والحس الانثوي ، وتتحول تلك النظرات الى سمفونية تتردد في ارجاء ذلك الجو المتلبد بالغيوم والماطر بذلك الهم

لتمطرني اغنية اتعبها الحنين
( مقطع من القصيدة 17 انتظار )

انه الحنين وموسيقاه الشجية ومع تلك المعزوفة نترك فاطمة تكمل ما بدأته ولنا وقفة مع أحلامها هي الوقفة الأخيرة والموضوع الأخير الذي سيتم تناوله في تأملاتنا في الحلقة القادمة



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمايلي .. تمايلي
- تأملات في تراتيل أنثى - الحلقة 25
- السّري الرّفاء - شاعر الرومانسية = 2 =
- سيدي يا يسوع
- السّري الرفاء - شاعر الرومانسية ( 1 )
- تأملات في تراتيل انثى - الحلقة 24
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 23
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 22
- أرسميني لوحة
- تأملات في تراتيل انثى - الحلقة 21
- ارسميني لوحة
- تاملات في تراتيل انثى - الحلقة 20
- جاءت الي ...!!!
- القانون الانتخابي سرقة لاصوات الناخبين
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 19
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 18
- تأملات في تراتيل انثى - الحلقة 17
- تاملات في تراتيل انثى - الحلقة 17
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 16
- نظرة يتيم


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل أنثى - الحلقة 26