أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تاملات في تراتيل انثى الحلقة 18














المزيد.....

تاملات في تراتيل انثى الحلقة 18


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2936 - 2010 / 3 / 6 - 00:12
المحور: الادب والفن
    


الذات في تراتيل انثى / القسم الثاني

وبينما ترتق شاعرتنا روحها المتهرأة بذلك الطهر السماوي ، في تلك الرحلة ، تصل الى حيث كان مقررا لها الوصول ، وتعيش حالة من تناقضات الوجود ، ففاطمة هناك ليست هي اليوم هنا ، وتاخذها تلك الافكار الى المكان الاول حيث تركت فيه كيانها وذاتها

فتسقط الروح
فريسة الاحزان
( مقطع من القصيدة 18 وجع )

وقد قلنا سابقا وكررنا القول ... ان الاستسلام هي السمة الغالبة علة تلك التراتيل بل ان ذات الشاعر اعلنت اليوم ذلك الاستسلام للحزن ، انها الحياة القاتمة التي فرضت على فاطمة ذلك الكدر والبؤس ولا مناص منه ، وتحاول ان تتخلص منه ولكن يبدو ان محاولاتها باءت بالفشل ، ولكن تلك الروح لا تزال تحمل ذلك الحنين والشوق وهي في هذه الاجواء ، ونجد ان الوجدان ينادي ذلك الكائن ، ولكن هنا نداء شعوري وجداني لا تلويح فيه ، وان كانت تناديه هناك بخطابات مختلفة _ عرفناها معا _ فهي اليوم تناديه بكيانها وروحها ، بل هي تدعوه لان يتحد معها ، فتتحد فاطمة بذلك الكائن ( الرمزي ) ( الوطن ) ( الاهل ) ( او أي شيء اخر ) وتجعل منه كل شيء

وكالطل تنصهر روحينا
( مقطع من القصيدة 7 طهر )

وتقدم له أي شيء يحبه ويريده فماذا يريد فهي مستعدة ان تعطيه ....
تعطيه ولهها الكبير وعشقها الانثوي الذي لا حدود له وانى تقف مشاعر الشاعر وهو يمتلك عاطفة بحجم الطوفان عاطفة تجعل منه شاعرا مفلقا حيث لا تجف عواطفه ولا تذبل وروده ...

وسارتلك ولهي
( مقطع من القصيدة 8 عطاياي )

بتلك النغمات التي تحبها ايها الكائن ( كائنا من تكون ) ترتيل واله رتل تلك التراتيل الانثوية ...
وتعطيه شاعرتنا ايضا تلك الشكوى التي خالطت كيانها ولم تجرؤ ان تبوح بها الا اليه تلك الروح التي آذاها ذلك الرحيل وجعل منها روحا خاوية انها تقول له مستدركة ذلك الترتيل العاشق

وسارتلك ولهي
وقفار روحي
( مقطع من القصيدة 8 عطاياي )

تلك الروح ساقول لك عنها ما الذي جعلها هكذا ... وبصوت حزين وقلب موجع ولهفة للقاء ... تحمل شاعرتنا معنى ساميا جليلا لتقدمه ( عطية ) من عطاياها الكثيرة لذلك الكائن ... وهل بامكان تلك الروح المقفرة ان تقدم هذه العطايا ؟
تقول شاعرتنا :

وامنحك دفء روحي
( مقطع من القصيدة 8 عطاياي )

انه دفء المحبة والشوق دفء كانت تحمله فاطمة قبل الرحيل ، ومشاعر جياشة لم تجد متنفسا لها الا مخاطبة نفسها وكائنها الغائب في وجدانها ، صورة رسمته احلامها وامنياتها لتجدها حقيقة ماثلة امامها ...
واذا بكائناها لا يستطيع البقاء بجانبها ، واذا بها ترحل عنه بعيدا ... لاحظ الصورة في جعل المتضادات طائعة لقلم شاعرتنا ، انها تصور اروع الصور في هذه المقاطع ...
انتبه لهذا المقطع واعره تاملك

فاغتال انفاس رحيلك
لتقتفيني روحك
( مقطع من القصيدة 15 رؤيا )

يا له من فراق صورته فاطمة الفلاحي ... واجادت في تصويره بريشة ذلك الفنان الماهر الذي لا يقف في طريقه أي صعب في تذليله باسلوب هو السهل الممتنع .
روح ذلك الكائن تسير خلف روح فاطمة ... تتعقبها ، وتخاف عليها ، وتريدها ان تعود اليه وهي تسمع نداء تلك الروح الواجدة ، وتملؤ قلبها الحسرات والاهات ، انها قدمت له كل شيء وبالتالي لا تريد ان تخسره او ان تفرط فيه ...
وربما يقصر قلمي عن التعبير ، اذ انني ارى ان تلك المقاطع من اروع ما كتب في الشعر الحر ونظرة متفحصة تؤكد لك كلامي ...
ان فاطمة اعطتنا صورا قليلة عن ذاتها ووجدانها ولكن هذه الصور تكفي في رسم تراتيلها والتغلغل فيها ...
ولنعد الى ذلك الكائن الذي ودع روحه عند شاعرتنا وهي تركت روحها عند انامل كفه الحنون ، مشهد يمثل قمة الحزن والالم ...
وتكمل فاطمة مسيرها بتلك الروح الحزينة لترسم وجعها بحرف يقطر دمعا آثرنا ان نؤجله الى الحلقة القادمة فالى لقاء .



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في تراتيل انثى - الحلقة 17
- تاملات في تراتيل انثى - الحلقة 17
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 16
- نظرة يتيم
- بلد الماتم والجماجم
- بلد المآتم والجماجم
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 15
- عذرا يا صديقي ؟؟؟
- ليس كهلا !!؟
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 14
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 13
- اتركني ... لأعيش ؟؟؟
- أمطري ... السلام والوئام
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 12
- الطفل يبتسم !!
- رصاصة في الراس تكفي ...!!!
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 11
- ابي ابي
- تأملات في تراتيل أنثى الحلقة 10
- قال الآخر : بل نسأله ؟؟؟


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تاملات في تراتيل انثى الحلقة 18