أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تاملات في تراتيل انثى الحلقة 16














المزيد.....

تاملات في تراتيل انثى الحلقة 16


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2933 - 2010 / 3 / 3 - 16:23
المحور: الادب والفن
    


القدر في تراتيل انثى / القسم الثاني

وبدون سابق انذار وفي وسط تلك الحشود حشود الصمت والكرى وبينما شاعرتنا تحاول الخلاص اتت تلك الريح الباردة ( ريح صرصر ) بجيوش الالم والاغلال لتحاصر ما تبقى من فلول فاطمة الهاربة ... ويقاوم ذلك الوجدان مقاومة هي اشبه بالمستحيلة ( صمت وكرى وريح صرصر ) ضد كيان لا يقوى على ان يواجه هذه الحملة الشعواء ...
وهنا يلعب القدر دور المحاصر الذي لا يجعل أي فرصة للنجاة فلم تنفع الصدفة شاعرتنا للهرب ولعل صدفة واحدة كانت هي المنقذ ...

وسرقتني ريح صرصر
(( مقطع من القصيدة ( 14 ) غربة ))

وعنوان القصيدة دال على تلك الريح الباردة حيث تخطف شاعرتنا من بين المقربين وترمي بها في احد الكهوف المظلمة ، حيث لا تشاهد سوى الاغلال تلتف حول جيدها ويديها ، وتنظر في شعورها لتجد ان كل شيء قد مضى ، ولا ندري هل لا زال ذلك الهدهد يتعقبها ام ان القدر جعله من الهاربين اذ اننا لم نره وربما حالت الظلمة دون رؤيته ...

وسابقى سجينة
مقطع من القصيدة 2 يمارسني الصحو

واللفظ دال على استمرارية الحدث ( سين الاستقبال )، فشاعرتنا لا تجد أي طريق للخروج من ذلك الكهف المظلم ولا تعرف من هو الذي يطلقها من اغلالها ، انه تساؤل تسأله تلك الذات لذاتها ، ولعل هدهدها كان يسمع وربما يبصر وكانه احاط بما لم تحط به فاطمة .
في تلك اللحظة نشاهد تلك اليد الخفية تمتد ولكن ليس كما امتدت ايادي الشوق بل انها يد حنون ، اضاءت من افق بعيد من سماء الرحمة وكانها كانت ترقب تلك اللحظة ... انها يد لم تترك فاطمة ولم تنسها ... انها تقترب وتلامس تلك المشاعر ، فتهيم شاعرتنا ، في الاحداث السعيدة وتبتسم وهي مغمضة العينين ...

وتباركنا نهايات الاحلام
مقطع من القصيدة 4 تباركني الجراحات

احلام اليقظة والمنام حيث يرافقان وجدانها الى امل وقبس من نور ، وتنظر من خلال نافذة ذلك القطار الى ما حولها من ذكريات كان للقدر جزء كبير في رسم ملامحها ، وهي في ذلك القطار حيث لا تستطيع ان تتحكم به ، او ان تغير في مساره ...
لقد كانت مع حلمها وهي تملكه واما نهاياته فتحتاج الى نظرة عطف ورحمة من تلك اليد ...
وتفتح عينها وتجد ان تلك الاغلال قد انتزعت وان بصيصا من ضياء يدخل الى كهفها ، فتقف من جديد وتشاهد الهدهد واقفا امامها يحثها على السير ... ويقودها الى حيث منافذ الضياء ..
تنظر الى هدهدها وفي عينها دهشة وعبرة وكانها غير مصدقة ... ابعد كل هذا العذاب يوجد راحة وبعد كل تلك الحروب ياتي يوم للسلام ...
يستحثها الهدهد من جديد فتقول له

ربما تغادرني
عتمة النهايات
( مقطع من القصيدة 3 ابجديات )

ونحن نقول ( ربما ولعلما ) ...
نعم لقد استطاعت الشاعرة ان تجعل من ذلك الحدث مشهدا كانت شخوصه تحمل التآلف من جهة والتضاد من جهة اخرى واستطاعت بفضل موهبتها ان تدمج المعقول والمحسوس باللامعقول ، لقد اختزلت الشاعرة في هذه المقاطع افكار المذهب الكلاسيكي ، ولم تكتف بذلك بل وشته برومانسية الشاعرة التي تحملها مضافا الى مساس من المذهب التعبيري الذي كحلت به بعض الالفاظ لتبقى محتفظة به بين نفسها ونفسها ، تلك النفس التي شاهدناها وهي تجعل من الخلاص امنية حالم ، وكان خلاصها لن ياتي ، نفس لم نتعرف عليها لحد الان بل كنا نحرك مشاهدنا الى حيث تريدنا ان نرى في تلك الصراعات الشعورية...
اننا لم نقف بعد على ذات الشاعرة في تراتيلها ، وهو ما سنؤجل الحديث عنه الى الحلقة القادمة ...



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة يتيم
- بلد الماتم والجماجم
- بلد المآتم والجماجم
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 15
- عذرا يا صديقي ؟؟؟
- ليس كهلا !!؟
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 14
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 13
- اتركني ... لأعيش ؟؟؟
- أمطري ... السلام والوئام
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 12
- الطفل يبتسم !!
- رصاصة في الراس تكفي ...!!!
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 11
- ابي ابي
- تأملات في تراتيل أنثى الحلقة 10
- قال الآخر : بل نسأله ؟؟؟
- يا رحى دوري ..!!
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 9
- قفل ومفتاح


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تاملات في تراتيل انثى الحلقة 16