أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 9














المزيد.....

تأملات في تراتيل انثى الحلقة 9


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 10:48
المحور: الادب والفن
    


الشوق والحنين في تراتيل أنثى / القسم الأول

إن أسمى العواطف الإنسانية تتجلى بأبهى صورها في الشوق والحنين الذي يختزنه الفرد تجاه ( الوطن والأهل والأصدقاء ) ، وفي ذات الوقت عينه فان هذه العاطفة تحتاج إلى سقي من الطرف المقابل فانا اشتاق إلى أهلي لأنني اشعر باشتياقهم لي وأنا اشتاق إلى وطني لان ترابه يناديني ...
وهذه المشاعر المنطوية تحت هذين العنوانين الشوق والحنين لا يستطيع إلا الشاعر الصادق إن يدخل في ساحتهما ويبحث عن مكنون قرارهما ، فهو بمشاعره الصادقة وخياله البعيد يستطيع إن يسبر كنهيهما ويجعل منهما طائعين ... تتلاعب أنامله بهما كيف شاء ...
وتراتيل أنثى ديوان بالرغم من صغر حجمه إذ تقدر عدد كلماته ( 1000 ) كلمة إلا انه كان زاخرا بشوق يحطم الحجر الصلد فيخرج منه ماءا من قلب صحراء سيناء ... ويحمل من الحنين ما تعجز الجبال عن حمله ... فالشوق والحنين في تراتيل أنثى جاء متدفقا منسابا بشدة قد جعلت صورته بأبهى حلة شكلية وبأسمى المعاني التي لا يستطيع ولوجها إلا من بحر فيها وشرب من بحبوحتها ...
إن شاعرتنا جسدت الشوق بلباس قاتم ورأته وهو ينصب ذلك المأتم ... ويقيم أنينه ناعيا ... انه ينعى شاعرتنا لأنها تختزن كل تلك الأشواق الصادقة إلى الوطن والأهل والأصدقاء ... انه شوق بقدر قطرات المطر وبعدد النجوم ...
اطلّ عليها – ذلك الشوق – ليرى قلبا داميا حزينا وشراعا كسرته الرياح العاتية ... رأى شاعرتنا تارة وهي تحتسي ذلك الهم في قصيدة ( يمارسني الصحو ) ويراها تارة أخرى وهي تستسلم وترفع رايتها البيضاء النقية في قصيدة ( وجع ) ، وهي سنة الحياة في مدها وجزرها ...
إذن ما الذي اوجب إن يكون الشوق ناعيا على شاعرتنا فاطمة الفلاحي ... انه رآها باكية في تراتيلها منكسرة الفؤاد ... تكتب بروح الألم ... تقول شاعرتنا في تراتيلها :

ينعاني أنين الشوق
( مقطع من القصيدة 24 صوتك )

أنها لحظات صعبة وقاسية خاصة إذا ما مست تلك المشاعر الصادقة الرقيقة فتجعل منها جاهشة بالبكاء وتضغطها عبرة الأشواق وطوارق الحدثان فتشتاق إلى المكان الذي بكت فيه عندما هبطت إلى هذه الدنيا

يدبني نشيج شوقي
بانين لا ينطفئ
( مقطع من القصيدة 24 صوتك )

إنها صورة لواقع مر وبكاء لقلب ما ترك له الزمان لحظة من قرار ولا سعادة ... وها هي تأن وتبكي بادمع مدرار لا تنقطع ولا أمد لها بل هي تطلق أشواقها ضاجة بها فتتجسد فيها الآلام فتطلقها أنينا ... ويا ليتها صرخت ورفعت صوتها باكية إذ ما أصعب الأنين حين تخنقه تلك الذات ...فيا له من أنين مر وبكاء أمر

وتصحو شاعرتنا فتجد هذا المعزي واقفا أمامها ينظر إليها نظرة الأب الرحيم وألام الحنون ... نظرة المشفق ، فهو يرى ذلك العمر الذي يسير به ذلك القطار .. قطار يسير مسرعا بلا وقود .. بل إن وقوده الليل والنهار وهما يتسابقان كفرسي رهان ...
مد الشوق أنامله المشوبة بالحنان ومس قطار عمر شاعرتنا ...

وأصحو على قطار العمر
قد مسه أنامل الشوق حنينا
( مقطع من قصيدة 2 يمارسني الصحو )

ويا ترى بأي أنامل مس الشوق قطار عمرك يا سيدتي ... هل بهذه الانامل المرئية ؟؟؟ أم بأنامل ليست من هذا العالم ... وكيف رأيتيه ؟
انه في الوعي واللاوعي حيث تدور هذه الأحداث وتلتقط هذه المشاهد .. إن شاعرتنا لم تقل ( يمسه ) بل قالت ( مسه ) الدال على المضي والذهاب !!!
فالشوق مشخص عند شاعرتنا عارفة به إذ هو تلك القنطرة التي تتحسس المشتاقين إلى الوطن والأهل ...
نعم التشخيص ليس ببدع على شاعرتنا فاغلب ديوانها جاء مشخصا ...والتشخيص ليس بغريب لمن عرف الشعر فنه ونقده ...
ويذكرني تشخيص السيدة فاطمة الفلاحي بأحد الأبيات الشعرية للشاعر العراقي البصير
هب لي بربك موتة تختارها يا موطني أو لست من ابناكا
وهي غاية في التشخيص حيث يخاطب تراب العراق ...
قد يقول متأمل : ما هو التشخيص والمشخص ؟؟
أقول : إن جوابي خروج عن تأملاتي إلا إنني ساتامل معك أيها المتأمل : يا عزيزي إن التشخيص هو إن تجعل من المحسوسات غير الناطقة وغير المحسوسات ( مثل الشوق ) كائنات عاقلة ناطقة تخاطبها وتخاطبك تشعر بها وتشعر بك ... وشاعرتنا قد شخصت بشكل فريد اغلب معانيها ...

ولعل متأمل اخر يستوقفني : لا تكمل ايها المتامل ؛ فعلى أي منهج نقدي تسير في تاملاتك فانا اتابع تاملاتك كلها ولم اعرف هل إن نقدك قائم وفق المنهج الكلاسيكي ام التاثري ام النفسي ام التاريخي ... هل توجه انظارك إلى النص ام إلى ما حوله ؟؟؟؟؟؟
يا من تشاركني في هذه التاملات ؛ إن كنت تعرف ما تقول فالجواب باختصار : إن هذه التاملات قائمة على ربط المناهج كلها مع بعضها البعض ، وبهذا نخلق منهجا نقديا لا يترك أي فراغ في النص بل حتى الكلمة يعالجها ويعطينا ابعادا جديدة للنصوص .
عذرا علي العودة إلى تاملاتي في تراتيل أنثى ...
وها هو الشوق يتبنى شاعرتنا ويجعل منها ابنة له ينوح على حزنها ويقابلها ويبكيان ... يخاف عليها من هذا الشقاء الذي رافقها في هذا العمر ...
فهل ترك الشوق ابنته في لحظة ما ؟؟ وهل اعتق الحنين ذلك العصفور المحبوس في بلاد الغربة ...

سيدتي وسيداتي سادتي

البقية تحمل المزيد عن الشوق والحنين في تراتيل أنثى .



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قفل ومفتاح
- غادري قلبي ..!!
- وداعا .... يا رنا !!!
- بين الابراج ... تكوكبي
- جاء الغيث ... يحمل وفرا
- قصة أحمق
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 8
- تذكرين !!!؟؟
- ليل الغربة هل تأويني
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 7
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 6
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 5
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 4
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 3
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 3
- تأملات في تراتيل أنثى الحلقة 2
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 1
- لا تسكبي قهوتك بل اسكبي دموعي
- العودة من بعيد في خارطة عشق
- اذوب صدى في بسماتك


المزيد.....




- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 9