أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 5














المزيد.....

تأملات في تراتيل انثى الحلقة 5


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 13:27
المحور: الادب والفن
    


المقاطع الزمنية في تراتيل أنثى / الليل

لم تهمل الشاعرة فاطمة الفلاحي الرمز الطبيعي في ديوانها تراتيل أنثى من خلال توظيف الزمن في تكوين عدد كبير من المعاني المترابطة مع الأفكار الأساسية التي حاولت من خلالها أن تجسد تراتيلا تمتاز بالحياة ... وكثير من الشعراء قد وظفوا هذه الرموز الطبيعية ولكن بدرجات متفاوتة من حيث قولبة الزمن في معنى خاص قد لا يفهمه احد إلا قائله وليس بدعا من القول قولهم إن المعنى في قلب الشاعر ما دام الشاعر يقولب تلك الرموز في معنى هو يريده وليس بالضرورة أن يفهم القارئ ما يعنيه الشاعر وعلى الأخير أن يفهم ما يشاء ، لذا جاءت المعميات كتحد للنقاد للمعرفة الوزنية والكلماتية ، وهذا الشيء موجود في هذا الديوان فالشاعرة عندما وظفت الزمان وظفته لغاية في داخلها لم تكشف عنها النقاب كليا ، بل ألبست ذلك الزمان برقعا من الرمز مشوبا بلمسة سرياليزومية ، وحاكت فيها بشكل لا يقبل الشك تلك الجدلية ولمن ليست الجدلية المادية بل هي جدلية من نوع جديد جدلية ارتقت إلى ما هو خارج الجسد ، وهي نقطة قوة في إضافة أكثر عدد ممكن من المعاني والتي لا تستطيع أكيدا أن تعبر عنها إذا ما وقفت على الجدل المادي والمذهب الأدبي الاشتراكي ، فكان الزمان احد العناصر المقومة لما ذكرته في قصائدها ...
استخدمت شاعرتنا عدد من المقاطع الزمنية والتي ربطتها بإحداث ووقائع مختلفة ، فجاء في ديوانها ذكر الليل والمساء والفجر والصباح والنهار ومرة واحدة أشارت إلى الزمن والذي هو معنى عام يجمع تلك المقاطع بين جنبيه ...
فجاء ذكر الليل مشوشا غامضا لا تكاد أن تسير فيه خطوة واحدة ذلك لان الليل عند شاعرتنا كما هو حال أي وقت تذكره هو عبارة عن معنى حقيقي يقابله في ذات الوقت معنى مجازي مبطن بالرمزية ( وهو الذي في قلب الشاعرة )
سأترنمك أغنية
في كنف الليل
( مقطع من القصيدة 16 إليه )

في هذا المقطع استعملت فاطمة الفلاحي وقت الليل بالمعنى الحقيقي ، فهي تحدث الغير من خلال النفس انه أغنية ستستمتع بان تترنمها ليلا ومع الاستخدام الصريح هذا إلا أنها قد رمزت إلى أنها ستكون ليلا وحيدة وبلا رفيق من اجل هذا جعلت من ذلك الغير ( أي شيء يكون هذا الغير ) تسلية لها ومحطة استراحة ، وهذا من المعاني الجميلة حقا كون الشاعرة تلمح للمتلقي ومن طرف خفي بهذه الوحدة ...
ومع انك قد تحمل معنى مشوقا عن الليل كما جاء في مقطعها إلا أنها وكحال امرئ ألقيس تشكو من مجيئه ولا تفيد الأغاني طوال هذه المدة والتي هي من الليالي الشتائية وأي ليل أطول من ليل الشتاء في العراق ( لا اعرف سكن الشاعرة الحالي ) ، فهل تقضيه ترنم تلك الأغنية ...
فجاء الليل سريعا
عبر أجنحة النوافذ
ليشرخني أنينا
( مقطع من القصيدة 19 سفر الأحزان )

إنها تجعل من هذا المقطع سردا لحادثة ما تتعلق بالليل فتجعل من الليل رمزا لعدة معان ممكنة منها :
إن شاعرتنا لا تريد ان يذهب النهار بل تريد أن يستمر هذا النهار مبصرا بضيائه مبعدا عنها وحشة الليل بغربته وثقله ووحدتها ، ولا تنس عزيزي المتأمل إن الشاعرة قد استخدمت تشبيهات بلاغية سنتحدث عنها مفصلا في حلقات لاحقة .
أو إن شاعرتنا تريد أن ترمز لليل بذلك القادم الذي يحمل ذلك الخبر المؤلم الذي يجعل من كيانها أنينا ...
أو إنها ترمز إلى الرغبات التي تعبر نوافذها رغما عنها مع ذلك الرضا الذي ربما قولبته شاعرتنا وفق المذهب التعبيري ( ولنا وقفة خاصة عن هذا الموضوع إن تم اخذ الموافقة من شاعرتنا في حلقة خاصة عن الحب والرغبات في تراتيل أنثى ) .
أو أنها ترمز لهذا الليل السريع بمعنى رومانتيكي ( سوف نطرحه في حلقات أخرى )

فايا من هذه المعاني أرادته شاعرتنا ، وربما أرادت غير الذي ذكر – يا أيها المتأمل سامحني الم أصل إلى المعنى فأنت كما ترى إن الشاعرة فاطمة الفلاحي قد استخدمت عدة أفكار في مقطع قصير جدا وهذا يوحي لك أكيدا بشاعريتها –

ثم تجيء الشاعرة بمقطع هو الأغرب ولا يخلو من رمزية مبطنة باللاشعور الذي يصرخ قائلا

يحرقني الليل
( مقطع من القصيدة 1 اختناقات )

فأي ليل هذا الذي يصب الوقود على كيان شاعرتنا ويحرقها ، انه الم الوحدة والفراق وتلك الذكريات التي تمر في خيالها المحلق فتجعل من ذلك القادم السريع جحيما لا يطاق ، ويا له من تشبيه بليغ حيث تشبه الليل كالنار المحرقة ، انه حرق من نوع مختلف ، انه الم كيان الشاعرة وقد عرفنا مقدار هذا الألم الذي احتساها آخرا و(( تسكع )) – عذرا عبارة مقتبسة – في شوارع لا شعورها .
فالليل عند شاعرتنا وكما قلنا شيء أرادته الشاعرة أن يكون مبهما بل وتعمدت إخفاءه ولكن ما بين السطور يحس به المتأمل ، لان الشاعر عاطفة وإحساس وموقف وحسن تعبير ولا يمكن للشاعر أن يقول أقوالا إلا وتخرج تلك الأقوال من مشاعره تدل عليه وترشد إليه ، وما أكثر مذاهب النقد ..

إن الليل عند فاطمة الفلاحي وقت يحملها عنوة لتمتطي فيه تلك الأغاني وتلك الذكريات وذلك الألم ، ( وحدة ، فراق ، حزن ، رغبات ، شجون وحنين ) ، إنها ترسم لنا منظر الغارقة في جنح ذلك الظلام

ولأقتل ظلاما
من رماد طوقني
( مقطع من القصيدة 16 إليه )

هذا إن استطاعت قتله
ولا اعتقد ذلك يا فاطمة الفلاحي



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 4
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 3
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 3
- تأملات في تراتيل أنثى الحلقة 2
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 1
- لا تسكبي قهوتك بل اسكبي دموعي
- العودة من بعيد في خارطة عشق
- اذوب صدى في بسماتك
- اترك بلدي يا ملعون
- بين جوانحي .. تتساقط الاوراق
- حادثة الزوية .. وضعتهم في الزوية
- نسبة النجاح .. جيدة !!


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 5