أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - العودة من بعيد في خارطة عشق














المزيد.....

العودة من بعيد في خارطة عشق


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 20:58
المحور: الادب والفن
    


قرأت في موقع الحوار المتمدن مجموعة من القصائد وشدتني بعضها وامتنانا لكتاب هذه القصائد ارتايت ان ادلوا بدلوي للوقوف عندها واتاملها بما يسعفني به هذا الفكر المشتت بين غابات وبساتين فاخذت وردة تحت عنوان ( خارطة عشق ) للكاتبة المتميزة فاطمة الفلاحي وقررت ان تكون هذه الوردة هي باكورة هذه التاملات وفيما بعد وعند اكتمال الصورة سوف اطلق عليها ( تاملات في سفر فاطمة الفلاحي ) ، ولا اريد الاطالة عليكم فلنبحر انا واياكم في هذه الخارطة ولنجعل من افكارنا محلا لها ، ولتوضيح الصورة اكثر ننقل قصيدة ( خارطة عشق ) :
قال:

سنلتقي ونعزف الأنشودة

سنرسم خارطة عشق جديدة

تجمعنا

فلا تغيري وجهتك

ستؤومين مزار العاشقين

والعابرين بدمي

ستنعمين بدفء الشتاء

ستلتقين بالأحبة والندماء

ستكون نهاية مأساتكِ

مهما طال عليك الفراق

هناك

سأطرزك أحلاماُ وردية

على شطآن روحي

سارده بجوانحي

انسجيني حكاية وله سرمدية

تبدأ هذه القصيدة بمقطع رمزي (( قال ... ؟ )) وهذا القول ممن ؟ انها تجعلنا في معرض التساؤل عن هذا القائل المبهم لنسترسل في الاجابة عنه ، انها احدى اللفتات التعبيرية التي تجعل من الفرد محدثا لنفسه حيث يتذكر صورا واحاسيسا يجملها عند لفظ ( قال ) بل انها بنظرة ادق تلك الجدلية القاتمة التي تجعل من الانسان ابنا لماض سحيق حيث يحلق خياله بين نفي هذا الماضي واثباته وبين ما سيتولد عنه من نفي اخر .
واذا بهذا القائل تتصاعد انفاسه فجاة فتختار شاعرتنا بحر الرجز للتنفيس عن هذه الركضة (سنلتقي ونعزف الأنشودة ) انشودة تعيد لنا تلك الذكريات الغائبة وما هي الا انشودة اللقاء حيث لا مكان فيها بل هي منبثقة من عالم لا يوجد فيه الا شاعرتنا وهي اكيد تعرف هذه الانشودة ان لم تكن ترددها منذ زمن سحيق .
والسؤال الذي لا بد ان تجيب عليه الست فاطمة : بان خارطتك السحيقة في القدم اين ذهبت ومم ذهبت وعلام يضطر هذا القائل لطلب خارطة العشق الجديدة ، انها ذكرى الالم والتاسف على ما مضى ، وقد نجحت الشاعرة في توضيح هذا المعنى بالرغم من دقة الحدث حيث جمعت هذه الافكار المتعددة بعدد بسيط من الكلمات ، انها من التعبيرات التي تجعل القارئ لا لا لا بل المنصت الى هذه الالحان مبحرا في هذه الخارطة ، نعم يا ايها المسكين لم تطلب تلك الخارطة وممن تطلبها هل اخترت شاعرتنا لتكون هي محل خطابك ام ان شاعرتنا تتحدث الى ذاتها بجدلية الشاعر والمستشعر ، بل يزداد المعنى وضوحا حين يطلبها بعدم تغيير خطة سيرها فهو على اهبة الاستعداد لهذا اللقاء ، وما اقسى شاعرتنا الم تستجب له ولم تبال به مع انه يقدم دمه للعابرين بل يقدم الدفئ في شدة البرد القارس انه يحترق لاجل العابرين وبالتاكيد انت منهم يا فاطمة ، يا له من نسيج تعبيري محكم وما اروع ان تقول شاعرتنا واصفة ذلك الحبيب ... الوطن ... الذكرى ... لا يهم ( ستكون نهاية مأساتكِ ) ويا له من نداء ياخذ بسويداء الكائن الصنوبري ومن لا يجيب هذه الدعوة ويبقى الشيء الاهم وهو ان شاعرتنا ضغطت مجموعة من الافكار التعبيرية المفعمة بالمعنى وجعلتها في ذلك القائل الذي لم تفصح لاحد عنه اسما ولكنها اوفت بوصفه انه سيجعل من شاعرتنا احلاما في منامه اذ لا ينفك عن تذكرها فيا له من عاشق ويا لها من معشوقة وماذا بعد انه يعطيها روحه وكل ما يملكه فماذا اعطته شاعرتنا هل هي تحبه وتحلم به وتجعل منه حكاية وله سرمدية ؟



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذوب صدى في بسماتك
- اترك بلدي يا ملعون
- بين جوانحي .. تتساقط الاوراق
- حادثة الزوية .. وضعتهم في الزوية
- نسبة النجاح .. جيدة !!


المزيد.....




- -أعرف مدى دناءة دونالد ترامب-.. جيفري إبستين في رسالة عن قضي ...
- قمر كوردستان
- الشارقة... عاصمة الكتاب وروح اللغة
- الفنان المغترب سعدي يونس : مثلت مع مائدة نزهت، وقدمت مسرحية ...
- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق
- فيلم -ذا رَننغ مان-.. نبوءة ستيفن كينغ تتحوّل إلى واقع سينما ...
- -العطر والدولة- لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي ا ...
- مؤسسة منتدى أصيلة تفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون ...
- فيلم ”نسور الجمهورية” في مهرجان ستوكهولم السينمائي
- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - العودة من بعيد في خارطة عشق