أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 6














المزيد.....

تأملات في تراتيل انثى الحلقة 6


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 14:00
المحور: الادب والفن
    




أخذنا في الحلقة السابقة الليل وما يحمله من معان في تراتيل أنثى ، ولم تكتف شاعرتنا بإبراز الليل كسمة لوقت الوحدة والألم بل نراها تزيد من التركيز على ما بعد الغروب بوقت جديد هو (( المساء )) والمساء عادة مرتبط بوقت متأخر نسبيا وهي تربط هذا الوقت بعدد من الأحداث التي تكاد تكون من الدراما المشهدية وهو يعد من احد الاساليب الادبية في التكرار والاطناب في ذكر هذا المشهد الذي يسري على ما بعد الغروب .
ان هذه المساءات تحمل أحداثا ارادت الشاعرة كعادتها ان تلفها بنوع من الرمزية فهي ترى هذا المساء في احدى طلاته عليها بذلك المساء الذي تناغيها فيه ذكريات قريب ما ؟؟؟ بل من المؤكد انه قريب جدا !!! على قلب شاعرتنا حيث كانت تقضي تلك الأوقات معه :

ناغى قلبي
مساءات وجدك
( مقطع من القصيدة 22 تسول )

وهذا المقطع يشابه الى حد بعيد قولها :

ساترنمك اغنية
في كنف الليل
( مقطع من القصيدة 16 اليه )

فهي تجعل من هذا ( القريب ) مناغيا يسليها لتقضي هذه الأمسية معه ، وهذه إحدى المشاهد التي تجعلها الشاعرة معبرة عن احد المعاني وهو معنى يكاد يكون قريبا من المتأمل .
وهذا المساء كما يحمل معه ذلك الوجد الذي يناغي قلب فاطمة الفلاحي الا انه لا يخلو من امور اقتضبت الشاعرة في ذكرها بل ارادت ان تمر منها سريعا رغبة منها بنسيانه وهي تتناسى بمساءات وجد ( القريب ) فهي ترغب من اعماق قلبها بهذا السلو ، انها احدى القصص المؤلمة التي تشير اليها شاعرتنا :

وخيانة المساءات
( مقطع من القصيدة 8 عطاياي )

فالخيانة قد ارتبطت بعدد من الأمسيات فهي لم تقل ( وخيانة المساء ) لان العبارة الأخيرة لا تدل على معنى واقعي بل العبارة الاخيرة دالة على معنى رمزي ، ولكن عبارتها صريحة بتكرر خيانة واقعية من المقربين اليها وايا يكن هذا القريب، المهم انها خيانة آلمت هذا القلب الرقيق مما جعله يترنح في تيهه ويبدي لها الامور بصيغة المجهول الذي اغتالته احدى الايادي الخفية في هذه المساءات الجارحة والتي لا تستطيع شاعرتنا ان تلملم جراحها وتنسى ما حدث بل يزيد في شعورها بالالم مضافا لما مرت به من آلام وأحزان ووحدة وفراق وبين هذه الاحداث لا تجد الشاعرة بدا من ان تقول :

تتمردني المساءات
( مقطع من القصيدة 3 بين نفسي ونفسي )

وكما حدث لشاعرتنا مع الليل يحدث ويتكرر مع المساء فها هي مساءات الشاعرة مساءات متمردة قاسية لا تسيطر الشاعرة عليها بل يكون المساء هو السيد المطلق على فاطمة وهو صاحب الامر والنهي عليها فاذا به قنبلة تحطم هذا الكيان الحالم الممتزج بتلك الانوثة الغضة

تتشظى بها احلامي والمساءات
( مقطع من القصيدة 19 سفر الاحزان )

انها شظايا الغدر والالم ، الوحدة وتلك الاغنيات والوجد المحمول بين ثنايا تلك الروح التي كتي عليها ان تجعل من خيالها عالما برمته لا يشاركها فيه احد الا نفسها عزلة فرض عليها الحدث ان تتقوقع فيها ، وان تجعل من نفسها شرنقة تابى التفتح .
فالزمن عند فاطمة الفلاحي رمز لهذه المعاناة التي ارتبطت بعدد من الاحداث وهي قد استخدمت عواطفا واخيلة جمة لتصل بنا الى نفسها عبر اختيار الشكل المناسب الذي وفقته لخدمة المعنى .
وهكذا وجدنا المساء تتخيله الشاعرة كمارد وهو من التشبيهات البليغة، وكانها باسلوبها التصويري تجعل من هذا المساء كائنا مشخصا كداب كبار الشعراء...
ونسال : وما نهاية تلك المساءات يا شاعرة ؟؟
فتجيبنا بلا تردد

احمل الروح
صوب انتهاء المساءات
( مقطع من القصيدة 2 يمارسني الصحو )

ويا له من مشهد رائع في شكله مؤلم في معناه ، انك ترى من ذلك الكيان الرقيق وهو يحمل تلك الروح الشفافة ، مستسلما لذلك المارد ، ويقدم اليه اعز شيء انها روح الشاعرة ، التي لم يكن بامكانها سوى الاستسلام.
لقد نجحت فاطمة الفلاحي في خلق جو مشحون بالعاطفة ومملوء بالخيال من خلال ما استعرضناه من مقاطع .
وهل انتهت الازمنة عند شاعرتنا ؟
كلا أيها المتأمل ، بل انتظرنا في الحلقة القادمة لنتعرف على الفجر في تراتيل انثى فهو وقت يبدو فيه ان الناس نيام مستغرقون في رؤاهم .
وشاعرتنا ليست منهم !!!



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 5
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 4
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 3
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 3
- تأملات في تراتيل أنثى الحلقة 2
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 1
- لا تسكبي قهوتك بل اسكبي دموعي
- العودة من بعيد في خارطة عشق
- اذوب صدى في بسماتك
- اترك بلدي يا ملعون
- بين جوانحي .. تتساقط الاوراق
- حادثة الزوية .. وضعتهم في الزوية
- نسبة النجاح .. جيدة !!


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى الحلقة 6