أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى - الحلقة 17














المزيد.....

تأملات في تراتيل انثى - الحلقة 17


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 00:16
المحور: الادب والفن
    


ِالذات في تراتيل أنثى / القسم الأول

في كل حرف ولفظ في الأدب نجد للذات الشاعرة وجودا متميزا وواضحا فيما تسطره من كلمات حتى قيل ( من كتابك أعرفك ) ، والشعر سيرة وجدانية وحدثية للشاعر من خلال ما يتعرض إليه في الحياة ، وبالتالي فنحن لا نعدم وجود بعض الالتفات إلى ذات الشاعر من خلال ما يكتبه إما تصريحا أو تلويحا ، وفي تراتيل أنثى نلمس تلك السيرة الحياتية التي أبدعت فاطمة في تكثيفها وإلقاء الضوء عليها من خلال قصائدها الـ ( 27 ) ، وأما السيرة الوجدانية إن صح تعبيري فلم تظهر جليا في هذه التراتيل وإنما حاولت شاعرتنا طمسها وإلقاء الضباب عليها لحاجة هي اعرف بها ، لذا فالتأمل في وجدان الشاعرة من خلال المقاطع المتناثرة في ديوانها يكاد تشوبه الصعوبة ، ولا اعتقد أن ما سيقال سيمت إلى الحقيقة واليقين بشيء ولكنه أكيدا لا يبتعد عنها ، إذ هو يحاول أن يقترب ويبتعد ولا يريد الغوص أكثر من ذلك ...
إن شاعرتنا لها جوها الخاص الذي لا يشاركها فيه احد حتى اقرب المقربين إليها ، أنها تشك في كل شيء حولها وكأنها اعتقدت بمذهب هليوم فلا نراها تذكر ذاتها إلا ببصيص قليل وتهرب بك بعيدا حينما تلوح اقترابك منها ، وكأنها ذلك الغزال الشارد الذي يخشى من صائديه ، أنها مع نفسها فقط ومع نفسها لا غير ، في إحدى المقاطع الموجودة في تراتيل أنثى قصيدة بعنوان ( بين نفسي ونفسي ) ، وهذا العنوان دليل على ذلك التقوقع الذي تعيشه هذه الشاعرة ، الابتعاد والوحدة عن الموجودات ، وصنع عالم خاص خلقته فاطمة واحتكرته ومنعت الآخرين إن يصلوا إليه ، فهي تجعل على أبواب نفسها شهبا ثاقبة لا يستطيع شيطان الإنس اختراقه .
إن اغلب الأشياء في تراتيلها أسرارا أغلقته وحاولت إن تقفله ، ولكن ... عند الشعر يبوح القلم بما لا ترغب به أحيانا إن تلك الحالة الشعرية تستغرقها وتأخذ بكيانها إلى حيث لا تريد أحيانا ... والشعر هو هذا ، فالشاعر لا يستطيع إن يتحدث إلا إذا مسه حدث يثير وجدانه ، من هنا كانت التأملات نابعة من تلك الذات الشاعرة ولا أريد إن أطيل علبكم ، لقد أشارت الشاعرة في تراتيلها إلى لفظ ( الروح ) في أكثر من مكان وهو إشارة إلى تلك الذات ( ذات الشاعرة ) وهي الذات التي كانت عندما كتبت الشاعرة تلك السطور ، وليست هي بالضرورة الذات الحقيقة كما ذكرنا آنفا ...
في تلك الذات حدث مهم ومميز يخترقها ويؤثر فيها وهي واضحة اثر انتقال ورحيل من جو إلى جو آخر جديد لم ترغب به شاعرتنا ، وهو بالتالي يؤثر في وجدانها ...

ليخرق الروح المتشحة بالرحيل
( مقطع من القصيدة 17 انتظار )

فهذه الرحلة خرقت تلك الروح وغطتها رداء السفر والتنقل ، وتحس الشاعرة بالفراق والحزن على تلك الأماكن التي هجرتها ، وقد ودعتها وداع زريق البغدادي لزوجته ، حيث لم يكن من سبيل لوقف جماح تلك الرحلة ، ومن المعلوم إن لكل رحلة متاع على صاحبه إن يتزود به ، وكان متاعها ذلك الإيمان الذي زرعته في ذاتها ، إيمان بهدف عازمة على تحقيقه وتنفيذه مهما كانت الظروف ، وكأنها تقول أنها صاحبة إرادة حديدية ، وهل هي فعلا كذلك ، أم إن الظرف في بعض الأحيان يكون محطما وساحقا لأي معدن ...

تقتات الروح على البسملات
( مقطع من القصيدة 15 رؤيا )

سافرت وهي تردد معتقدها داعية إياه إن يقف بجانبها وان يحرسها وان يغذيها على الصبر والمطاولة وعدم الانجرار إلى ما لا يحمد عقباه ، فالبسملة سلاح ويا له من سلاح ، ولكل أهل معتقد سلاح يكون هو الحامي والمرشد ، أنها تستجلب القوة وتطلب الفيوضات الغيبية التي لا ترى بالعين ، بل تشاهد بالروح الشاعرة ، أنها تريد من بسملاتها النصر على الشدائد والمصاعب ، بل لولا تلك البسملات لما بقى لتلك الذات أي معنى للوجود ، الوجود الذي تقتنع به تراتيل أنثى ، وتريده وتدافع عنه .
ولم تكن تلك الرحلة سهلة بل كانت ممزوجة بمختلف المظاهر التي تجعل البقاء على الوضع الأول صعبا وممتنعا ولم تكف تلك البسملات في ردها أو صدها بل استطاعت التقليل منها فحسب ... إذ إن التيار الذي وجدته التراتيل كان جارفا وطاغيا وليس من البساطة والسذاجة الوقوف بوجهه أو تحديه ... وعرفت شاعرتنا ذلك بل وأحست به وجدانا فاستعانت بسلاح غيبي جديد ... سلاح هو بمثابة الدرع الواقي لكل هذه المزالق ...

ارتق الروح بطهر السموات
( مقطع من القصيدة 18 وجع )



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاملات في تراتيل انثى - الحلقة 17
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 16
- نظرة يتيم
- بلد الماتم والجماجم
- بلد المآتم والجماجم
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 15
- عذرا يا صديقي ؟؟؟
- ليس كهلا !!؟
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 14
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 13
- اتركني ... لأعيش ؟؟؟
- أمطري ... السلام والوئام
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 12
- الطفل يبتسم !!
- رصاصة في الراس تكفي ...!!!
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 11
- ابي ابي
- تأملات في تراتيل أنثى الحلقة 10
- قال الآخر : بل نسأله ؟؟؟
- يا رحى دوري ..!!


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل انثى - الحلقة 17