أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - إحالة الأديان إلى المتاحف















المزيد.....

إحالة الأديان إلى المتاحف


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 20:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صبحكم الله بالخير ومسّاكم بهِ
دعوتي لإحالة الأديان على المعاش وتحويلها الى المتاحف وساحات الإحتفالات في بعض المدن( الشهيرة بنزعتها الدينية وإهتمام ناسها بتلك الطقوس ), مردّهُ مايلي :
أولاً : الأديان عموماً أصبحت أهم عائق في سبيل التطوّر والتقدم والبحث العلمي الرصين .
ثانياً : الأديان عموماً , كانت وما تزال تساعد وتشجع على الإقتتال والإستحواذ على أراضي الآخرين , بإسم هذا الدين أو ذاك .
( تذكروا معي شعارات البعض مثل أرض الميعاد , الأرض المقدّسة , قبلتنا الأولى , قبور أنبياء الله ,نشر دين الله والفتح المبين , ...الخ )
ثالثاً : تقدّم العلم ووسائل الإتصالات وخصوصاً في عصر الإنترنت اليوم , يوفر الفرصة للأجيال القادمة , كي تفهم معنى الحياة وتفرعاتها , بطريقة علمية عقلانية , تبتعد الى حدٍ كبير عن الإيمان بالغيبيات وما يتبعها من تعاليم غريبة , قد تصل أحياناً , الى درجة الدجل والشعوذة . بل قد تصل الى قتل الناس الأبرياء وبأكبر عدد ممكن , عبرَ تفخيخ الذات وتفجيرها وسط المدارس والأسواق والساحات العامة .
رابعاً : عند مُراجعة سريعة وعامة لمعظم الأديان المعروفة , ( سماوية أم فلسفية ) , يتضح للجميع بأنّ الكل يدعي العصمة والأحقيّة في تسيّد الساحة ونشر أفكارهِ .
ولا ينتبه هؤلاء المتدينون , أنّهم يغتصبونَ حقوق الآخرين من الديانات الأخرى ,و أحياناً كثيرة يشمل ذلك أخوانهم من نفس الدين ولكن من طوائف أخرى .
وهناك أمثلة كثيرة عبر التأريخ القريب والبعيد قرأنا وسمعنا ورأينا بأعيننا , كيف تُقطع الرقاب وتُسمَل العيون وتُسحل الجثث , تقرُباً ل إله , يعتقدون أنّه يفرح بأنجازاتهم تلك .
...................
فكرتي أعلاه بتحويل الأديان الى المتاحف , لتُريح و تَستريح و كي يطلع عليها السيّاح ويتفرجوا على معتقدات وممارسات تلك الأديان , كقيمة فنيّة أو تراث إنساني , يؤرخ لمراحل تطوّر الإنسان في مختلف بقاع العالم ,من مجتمعات صيد ثم رعي ثم قبلية ثم حضرية وهكذا , دينية في فترات معينة .. واليوم أصبحت تتحول الى مجتمعات علمية .
فكرتي جاءت (كما الكثير غيري ) ,بسبب إشتهار منطقة الشرق الأوسط عموماً بكثرة الأديان وتزاحمها وتنافسها الشديد .
ومثلها مناطق أخرى , فقيرة ومزدحمة بالسكان , كالهند مثلاً
وأتسائل دائماً , لماذا إستطاع الإنسان الأوربي عموماً التخلص من فكرة الأديان رغم سيادتها لفترة قرون طويلة حتى وصل بهم الأمر وقتها الى بيع صكوك الغفران لدخول الفردوس الموعود ؟
الأمر ببساطة , هو سعي الإنسان الى التقدم وبحثهِ الدائم عن المحبّة و السعادة والرفاهية .
فلّما وجدَ أنّ الأديان تعيقه عن تلك الأهداف , تخلى عنها غير آسفٍ ولا نادم .
بحيث يعلم الجميع الآن , أنّ عدد اللادينيين في العالم يتجاوز المليار نسمة بكثير .
ونظرة عامة لأي شخص متعلّم , سيجد أنّ هذا الصنف من البشر هو السائر على خطى التطور والبناء , وهو صاحب الإختراعات والإكتشافات والإنجازات الكبيرة , وهو الذي وصل الى القمر وسيصل المريخ قريباً , وهو الذي قدّم لباقي البشرية ( النائمة في العسل من جهة , وفي الحروب والإقتتال الديني من جهةٍ أخرى) , كل وسائل السعادة والرفاهية وآخرها سرّ سعادتنا اليوم .. الإنترنت (الذي رُشِحَ لجائزة نوبل كأختراع ) , ويصفهُ الكثير بأنّهُ القوة العظمى الجديدة في العالم .
...................

أياً كانت تسمية عصرنا هذا , عصر الأنترنت أم عصر السرعة أم عصر العلوم والبحوث
فأن العصر الديني , قد أصبح من الماضي ونفذت فوائدهِ , إن كانت هناك لهُ فوائد أصلاً
شاهدوا مهرجان باهراني الهندي الديني , ( وقد عُرِضَتْ لقطات منه على شاشة ال بي بي سي أمس ) , كي تقرب فكرتي لديكم .هناك كانت تقف سائحة فرنسية جميلة تلتقط الصور لرجال يقومون بطقوسهم الغريبة , وبعضهم قد جرح نفسه ودماءهِ كانت تسيل .
ولعدم حصولي على رابط ذلك المهرجان وضعتُ لكم رابط لمقال عن أكبر مهرجان ديني
في الهند , فقد يفي بالغرض لفهم تداعياتهِ وعدد القتلى والإصابات وما شابه .
http://www.alwatannews.net/archive/index.php?m=newsDetail&newsID=54456§ion=100&issueDate=2010-01-15

طبعاً عندنا ( الأخوة الشيعة ) , يستطيعون تحويل بعض طقوسهم في عاشوراء الى مسرحيات دينية ووكوميديا إلهية لا تنتهي , وبدون أن يريقوا دماء حقيقية .
أليست الفكرة والتذكير بثورة الشهيد الحسين لإتباع خطاه ... هي الأهم ؟
فهل يحتاج الأمر الى نزف وإراقة دماء حقيقية ( حتى من الأطفال الرضع أحياناً ) , كي يفهم المقابل , درس الثورة الحسينية ؟
بالمناسبة فهناك اليوم دعوة من المفكر المصري سيد قمني ببناء كعبة في سيناء عند جبل الطور وذلك لتفادي مصاريف سنوية للمصريين تُقدر ب 3 مليار دولار سنوياً , وصرفها في الداخل المصري , بل وجلب مزيد من السياح الدينيين هناك , لوجود أماكن تراثية مقدسة كثيرة , حيث في إحدها تسلم موسى الألواح المقدسة .
بينما دعا الداعية السعودي يوسف الأحمد الى هدم المسجد الحرام وإعادة بناءهِ بشكل يتيح فصل النساء عن الرجال , وطبعاً كفّره البعض وقالوا أنّه يريد هدم الكعبة . ونفى الرجل ذلك وهذا الرابط حول الموضوع
http://www.alarabiya.net/articles/2010/03/18/103400.html
القصد من هذا المثال هو إمكانية التغيير والتطوير حتى للأماكن المُقدّسة .
......................
أحياناً أفكّر أنّ كل مانحتاجهُ في البدء لمواجهة الأديان , هو الإعتراف بالواقع !
نعم نحتاج أن نتحلى بالشجاعة الكافية لنعترف بما جرّتهُ علينا الأديان عموماً .
الإعتراف بقصور تفكيرنا أيضاً مهم جداً .
( تصورنا بأنّنا نعرفُ كثيراً , يُعيقنا عن تعلّم اللازم ) .
والفيلسوف ميخائيل نعيمة يقول : { من كان لا يُيصِرْ غير محاسنهِ وعيوب غيرهِ , فالضرير خيرٌ منهُ } .
اليوم حسدتُ في سِرّي الأخوان المسيحيين , لأنّهم يملكون البابا / بينيديكت السادس عشر الذي يملك من الجرأة والشجاعة بأنْ يعترف بتجاوزات القساوسة في الكنيسة الكاثوليكية الإيرلندية ضد الأطفال , قبل عشرين عاماً , ويعتذر للضحايا وذويهم ويأمر بالتحقيق في تلك الجرائم .
لماذا لا نعترف نحنُ المسلمون مثلاً بجرائم مماثلة ,وغالبيتها أقدم في زمانها بكثير من قضية إيرلندة ؟
الإعتراف بالخطأ يقود الى السلام النفسي حتماً والتحرر من كاهل ذلك الخطأ ,حسب فكرة السيد المسيح الذي يقول { الحق يحرركم } .
يقول فيلسوف : { إذا وّجدتَ السلام في نفسكَ , فستجد مكان للآخرين في عقلك } .
لماذا غضب الأتراك ل فكرة الإعتراف بجريمة الإبادة ضد الأرمن مطلع القرن الماضي؟
بعض مشايخنا تعلموا فكرة الأعتذار عن الجرائم التأريخية ويطالبون البابا بتقديم إعتذار عن الحروب الصليبية .
حسناً , لو كانت هذه فكرة معقولة ومقبولة لهم , هل يجوز الكيل بمكيالين ؟
ألا يتطلب الأمر , إعتراف مقابل بسبي اليهود وطردهم من جزيرة العرب قبل 14 قرن ؟
ألا نعترف بغزو مصر ونشر الإسلام فيها بالقوة وكسر شوكة أهلها الأصليين..الأقباط ؟
هل كانت دول شمال أفريقيا كلها مسلمة منذ زمن آدم ( الذي كان بطول 65 ذراع ) ؟؟
طيّب بلاش الماضي , حتى لو قلنا اللي فات مات بتعبير أحبتنا المصريين ,
ألا نعترف اليوم بما يجري ضدّ إخواننا المسيحيين في كثير من دولنا الإسلامية ؟
البارحة كانت جلسة جديدة في المحكمة المصرية لقضية جريمة ((نجع حمّادي)) , التي قَتلَ فيها مجرم محترف ستة شباب خرجوا من قداسهم الديني في عيدهم قبل شهرين .
طبعاً تأجلت القضية , وستبقى هكذا حتى تتبخر تدريجياً , هل هذا عدل ؟
............
الكل يعلم أن مصدر تشريعاتنا الدينية وحتى كثير من قوانين الأحوال المدنية مصدرها الشريعة , النابعة من الله بتعبير الأديان الإبراهيمية , ومن الرجال المقدسين , ك بوذا وكونفوشيوس بتعبير الأديان الفلسفية .
وتساؤلاتي هي :
ماذا لو جلس ممثلون عن جميع الأديان في مؤتمر عالمي في فرنسا مثلاً ليقرروا مايلي :
التوصل الى حالة صحيحة أو يوتوبيا أو إتفاق وإعتراف عام من الجميع , بالجميع
ومناقشة كل نقطة على حده , منذ خلق الأرض والكواكب... الى خلق الإنسان نفسهِ
شرط أن تكون هناك لجان علمية , بشكل مجمع علمي , تكون لها الكلمة الفصل في القرار النهائي .ويفضّل أن تتكون من علماء معروفين ومقبولين من الغالبية .
قد يطول إنعقاد هذا المؤتمر سنين طويلة , وربّما يبقى لعدة أجيال , لكنّه حتماً في يوم سيصل الجميع الى إتفاق نهائي إذا كان العلم والعقلانية هما المسيطرين على الموقف .
وقبل أن أسمع أصوات المعترضين , أتسائل :
ما الذي يخيفكم من العلم وإنجازاتهِ وطرقهِ ؟
أليست سعادتكم الحالية جاءت عن طريق العلم وليس الدين ؟
أليست السيارة والطائرة والتلفاز والموبايل والكومبيوتر ,منتجات علمية ؟
هل نخدع أنفسنا بسعادة نفسيّة مؤقته , وغالباً قلقة ويشوبها الشكّ ؟
ونقول حتماً هناك قوة ستجازي الصابرين والمستضعفين يوم القيامة ؟
لو كان الأمر كذلك , لم نكن لنشهد كثرة الطغاة أمثال صدام في عالمنا الإسلامي, فلو كانوا يتحسبون لملاقاة ربّهم , ما فعلوا جرائمهم الفظيعة .وبعد موتهم يسميهم البعض شهداء !
في الواقع , إنّهم يستغلون سذاجة الشعب ويأمرون وعّاظهم بزيادة جرعة التخدير الشعبية دائماً .
.................
كل عام وجميع الأمهات بخير , بمناسبة عيد الأم... ست الحبايب , ياحبيبة , يا أغلى من روحي ودمّي .
كل عام وأخوتنا الأكراد بخير بمناسبة عيد النوروز , عيد الحرية عندهم .
كل عام والجميع بخير بعيد الربيع والجمال في كل مكان .


تحياتي لكم



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجومي من النساء
- مَنْ ينتصر , رغباتنا أم ظروفنا ؟
- الحوار المتمدن / تعليقات صريحة وعقلانية
- يا لصفاقة البعثيين
- الفراعنة على العرش الأفريقي
- عمليات التجميل , هل دائماً ضرورية ؟
- كارثة هايتي وزلزالنا النفسي
- الثورة القادمة ...للنساء
- مَنْ نَسأل في أمورنا الجنسيّة ؟
- مع مصر ضدّ طغيان حماس والإخوان
- من آردي الى العظام الخشبية..هل تطوّر الإنسان ؟
- الموت ...في سيول جدّة
- عاشوراء ... والثورة القادمة في إيران
- الباسيلوساوروس .. في وادي الحيتان
- مشاهدات عن حبيبتي ..مصر
- ماذا تُريد إيران الملالي ؟
- في الطريق نحو ...وادي الحيتان
- ما أشجعكّ يا توني بلير !
- القذافي...مارشات عسكرية...خطاب
- إذا ساءت أيّامُ المرءِ ,ساءت أخلاقهُ


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - إحالة الأديان إلى المتاحف