أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - مَنْ ينتصر , رغباتنا أم ظروفنا ؟















المزيد.....

مَنْ ينتصر , رغباتنا أم ظروفنا ؟


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 23:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كتابهِ الرائع / خوارق اللاشعور , تحدث العلامة د. علي الوردي قبل ستة عقود
عن الإلهام الذي ينبثق من اللاشعور أو ما أسماهُ العقل الباطن .
وعن القوى الباراسايكولوجية التي تنبثق من أغوار النفس ثم يكون لها أثر لا يستهان بهِ في نجاح المرء أو نبوغهِ أو تفوّقهِ مستقبلاً .
إنّه لا يؤكد على وجود الحظ , بالطريقة السائدة بين الناس في كل صغيره وكبيرة .
لكنّهُ أيضاً لاينفي وجودهِ ,كجزء من تلك القوى الخارقة عند بعض البشر .
وكذا رأيهِ عن الروح , حيث لا يميل الى إثبات وجودها , ولا الى إنكارها أيضاً.
فهو يقول أنّ المؤمن بوجود الروح كالمُنكِر لها , كلاهما أولي تعصّب في الرأي
والأفضل عندهُ ترك الأمر للتطور والتقدم والإكتشافات العلمية والتجارب في هذا الخصوص .
ويصنّف الوردي القوى العقلية الى صنفين :
العقلُ الواعي ( الظاهر) , ومستقرهُ الدماغ .. الذي يقوم بوظيفة التفكير والقرار فيه .
والعقل الباطن ,الذي يتخصص بتلك الأمور النفسية كالحظ والحسد والتفاؤل والتشاؤم
والإيحاءات المختلفة والقدرة على التنويم المغناطيسي وما شابه ذلك .
و تُجرى تجارب كثيرة لتحديد مركزالعقل الباطن عند الإنسان .
وهناك نظرية حديثة تُشير الى أن معظم الأمراض مثلاً منشأئها نفسي وليس عضوي .
وتوجد مراكز للعلاج النفسي بأستخدام اليوغا أو الموسيقى أو الإيحاءات لتخليص الشخص من عقدة معينة أو خوف أو رهاب من شيءٍ ما .
ومن الدول العربية المهتمة بهذا المجال هي دولة الكويت .
لكن العقلين الظاهرِ والباطن لا يعملان معاً وفي آنٍ واحد , فعمل أحدّهم يٌعيق الآخر .
وهذا يشبه وجود مصدر كهربائي واحد لجهازين منفصلين , ودون أسلاك وتقسيمات خاصة سيمكننا من تشغيل أحدهم فقط في لحظة معيّنة .
إنّ الرغبات التي نفكر بها في عقلنا الظاهر , عندما لاتتحقق على أرض الواقع ,
(بسبب القهر السياسي أو الإجتماعي أو الديني أو حتى القصور الشخصي والتردد )
تتحول الى العقل الباطن لتنام هناك في إحدى زواياه المظلمة ,
وتصبح رغبات مكبوتة أو منسية أو مقموعة .
وبعد فترة معينة ( وحسب طبيعة الشخص ) , سوف ينسى العقل الواعي تلك الرغبة .
لكن العقل الباطن يحتفظ بها , وهو يدفع الإنسان لتحقيقها حتى دون التفكير بها .
{ملاحظة : حدث هذا الأمر معي شخصياً في حالة هجرتي الى السويد }
فالرغبات البشرية (غير المنجزة ) لاتموت دوماً , بل أحياناً تختفي في العقل الباطن الذي يتولى فيما بعد مساعدة الشخص المعني على تنفيذها .
.........................
ثم يتحدث الوردي عن الأمواج الكهرومغناطيسية , وإحتمالية وجود بلايين الأنواع من تلك الأمواج .
بينما قبل قرن من الزمان كان العلماء يعرفون سبع سلالم من تلك الامواج الكهربائية فقط
( هي أمواج الطيف اللوني المعروفة ) .
وبعد إعلان العالم ماكسويل نظريته عن طبيعة الضوء الكهربائية , توالت إكتشافات أنواع عديدة من الموجات ,فاكتشف هرتز الأمواج اللاسلكية ,ثمّ إكتشف رونجتن الأشعة السينية وتلتهم مدام كوري بأكتشافها لعنصر الراديوم الذي يبث ثلاثة أنواع من الإشعاعات أحدها سميّ أشعة كاما وهكذا توالت تلك الإكتشافات لأنواع جديدة دائماً من الموجات.
كان العلماء سابقاً يعتقدون بوجود ما أطلقوا عليه (( الأثير )) ,كضرورة لازمة لإنتقال كل أنواع الموجات .ودليلهم أنّ الموجات الصوتية لاتنتقل في الفراغ ,بل تحتاج وسط مادي .
ثمّ تبين فيما بعد أنّ الامواج الكهرومغناطيسية ,لاتحتاج وسط مادي لذلك الإنتقال السريع .
والتي هي بسرعة الضوء , أي 300 ألف كم في الثانية تقريباً .
ثمّ جاء آينشتاين وأثبت خطأ ذلك الإفتراض أصلاً, وأنّ الأثير هو مجرد وهم .
فالفراغ بمفهوم آينشتاين شيء له وجودهِ وكيانهِ الذاتي ومواصفاتهِ وأبعادهِ الأربعة وهي :
الطول والعرض والإرتفاع والزمكان . (والأخير: هو إتصال الزمان بالمكان كلياً دون إنفصال ) .
وهكذا بواسطة نظرية آينشتاين يمكننا تفهم وجود الأمواج العديدة في الكون وبقائها سابحة في الفضاء الى درجة ينادي بعض العلماء اليوم بأستدعاء وإستحضار الأمواج الصوتية لبعض مشاهير البشر , كالأنبياء مثلاً , ومن ثمّ سؤالهم عن أقوالهم الأصلية والمباديء التي دعوا إليها ووصاياهم وما شابه
في محاولة لحل إشكالية الاختلافات البشرية الحالية حول الأديان وأتباعها ومعتقداتها .
............................
أمّا عن تأثّر الإنسان بأفكار محيطهِ ومجتمعهِ فهذهِ واضحة وسهلة الفهم , ومَنْ منّا لايتأثر ؟
وأدناه مثال لشاب تركَ تدينهِ ,و هجر الدين , لكنّه وقع ضحية لوساوس المحيطين بهِ من أنّ الشيطان سوف يتلبسّه أو يسحره , ناسياً أنّ الشيطان نفسه وهم من تلك الأوهام الكثيرة التي تملأ حياتنا اليومية .
وهذا جزء من جواب الدكتورة وفاء سلطان لهُ عندما طلب مساعدتها في شرح تداعيات حالتهِ وسألها : هل أنا مسحور فعلاً ؟ فقالت لهُ :
نعم يا عزيزي... أنتَ مسحور !
فكل ما يؤمن به الإنسان يراه,وليس شرطاً أن يكون موجوداً حقيقة على الأرض .
سأروي لك قصة كي تفهم ما أقول:
كنت أستمع مرّةً إلى مقابلة مع والد شاب فلسطيني فجّر سيارته المفخخة بعد أن صدمها بأحد باصات النقل الداخلي في اسرائيل، وقتل خمسة عشر شخصا.
كان الأب يصفُ قصّة ابنهِ بفرحٍ شديد مُهللاً لشجاعتهِ فقال :
لقد قاد إبني السيارة المفخخة ووصل بها إلى الموقف، ولكن الباص تأخّرَ عن موعدهِ في ذلك اليوم .
إتصل إبني بقائدهِ يخبرهُ بأن الباص تأخّر،
فأصّر القائد على أن يعود دون أن يفعل شيئا كي لا يلفتَ الأنظار إليه.
ويتابع الأب بسعادةٍ بالغة , لكن إبني رفضَ أن يعود , وقال لقائدهِ
"لا أستطيع أن أعود فحوريتي ترقصُ على غطاء المحرك أمامي ,
وتُشير لي بيدها كي آتي إليها"....ثمّ أضافَ الأب :
ظلّ إبني منتظراً... ولم يستطع أن يترك حوريتهِ, حتى آتى الباص وفجّر سيارته بهِ
عزيزي:
قد تسألني: هل رأى هذا الشاب حوريته ترقص على غطاء محرك السيارة؟
وجوابي: نعم !
إنها الهلوسة العقلية، فالغسيل الدماغي يفعل فعل المخدرات التي يطلق عليها Hallucinogens
...............................
إنّ الإنسان هو صنيعة عوامل متعددة ومتنوعة ومتضادة غالباً .
منها الظروف الخارجية المحيطة به بأنواعها .
ومنها قدراتهِ وإمكانياتهِ وطموحاتهِ الشخصية وتحمّلهِ للمصاعب وجرأتهِ عليها .
من الأقوى ؟ ومن سينتصر ويقرر المصير ؟
هذا ليس ثابتاً وواحداً مع الجميع .
والخاسر في تقرير مصيرهِ ليس بسبب فشلهِ الشخصي دائماً , فهناك أحياناً عوامل خارجية طاغية في قوتها تكاد لا تُقاوم يطلق عليها الناس إسم القدر ,لجهلهم بمصدرها .
ومع ذلك تبقى رغباتنا وطموحنا هي العامل الأهمّ حتى لو إستراحت في العقل الباطن الى حين .
يقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه :
إذا وجد الإنسان ما يعيش من أجله ... سيتحمل كلّ شيء

تحياتي لكم
رعد الحافظ
26 /02 / 2010



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن / تعليقات صريحة وعقلانية
- يا لصفاقة البعثيين
- الفراعنة على العرش الأفريقي
- عمليات التجميل , هل دائماً ضرورية ؟
- كارثة هايتي وزلزالنا النفسي
- الثورة القادمة ...للنساء
- مَنْ نَسأل في أمورنا الجنسيّة ؟
- مع مصر ضدّ طغيان حماس والإخوان
- من آردي الى العظام الخشبية..هل تطوّر الإنسان ؟
- الموت ...في سيول جدّة
- عاشوراء ... والثورة القادمة في إيران
- الباسيلوساوروس .. في وادي الحيتان
- مشاهدات عن حبيبتي ..مصر
- ماذا تُريد إيران الملالي ؟
- في الطريق نحو ...وادي الحيتان
- ما أشجعكّ يا توني بلير !
- القذافي...مارشات عسكرية...خطاب
- إذا ساءت أيّامُ المرءِ ,ساءت أخلاقهُ
- مشاكل الأرض الرئيسة
- قانون دولي للأديان


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - مَنْ ينتصر , رغباتنا أم ظروفنا ؟