أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - أيهما أهَم : المُتنزَه أو الحُسينية ؟!














المزيد.....

أيهما أهَم : المُتنزَه أو الحُسينية ؟!


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 23:25
المحور: كتابات ساخرة
    


في " حي البنوك " في بغداد كانت هنالك قطعة أرض مساحتها (1500) متر مربع مُخصصة أصلاً في التصميم الاساس كمتنزه وسط المحلات السكنية ، وكالعادة اُهملتْ القطعة الفارغة لتتحول الى مَكبٍ للنفايات أزعجَ أهالي المنطقة وسببَ لهم الامراض والمشاكل . أثمرتْ مُراجعات المواطنين المستمرة خلال السنوات السابقة للدوائر المعنية وخصوصاً أمانة بغداد ، في تخصيص عدة ملايين من الدنانير وفعلاً تحولتْ المزبلة الى حديقةٍ خضراء مُسيجة وفيها بعض الالعاب البسيطة والمراجيح ، وأصبحتْ مُلتقى الاطفال والعوائل والنساء من محيط المنطقة ومتنفساً وحيداً لهم للترويح والحركة .
يبدو ان هذا الامر لم يعجب البعض من " شديدي الايمان " فطلبوا من أمانة بغداد والوقف الشيعي والجهات الاخرى المَعنية بعد جمعهم مئات التواقيع ، تحويل " متنزه الميثاق " هذا الى " حُسينية " بذريعة حاجة المنطقة لها ! . وبالمُقابل بادرَ أهالي الحي القريبين من المتنزه الى مراجعة امانة بغداد والمُطالبة بالإبقاء على المتنزه على حالهِ . فقررتْ الامانة إيقاف معاملة إنشاء الحسينية بصورةْ مؤقتة الى حين البت النهائي في الموضوع .
ان هذا المثال على بساطتهِ و محدوديتهِ يُعّبرُ عن [ الصراع ] بين التمدن المتمثل بالمتنزه وبين التخلف على شكل الحسينية . ايها الاخوان : الجوامع والحسينيات والصوامع والكنائس كلها على الرأس والعين ، ولكن الزمن تَغير ولم يَعُد الجامع او المسجد هو المكان " الوحيد " الذي تتوفر فيهِ إمكانية الوضوء او الاستماع الى الوعظ الديني او الدعوة الى الصلاة او إجتماع المؤمنين ، فالعصر الحديث وّفرَ وسائل كثيرة لتعويض كل ذلك وأكثر من خلال التقدم العلمي والتقني ، فالمرء يستطيع ان يُصلي في البيت وبالمواعيد الدقيقة ويستمع الى أحسن الوعاظ والأئمة على الفضائيات وإذا أراد ان يجتمع مع أقرانهِ المؤمنين فهنالك مئات الغرف على البالتوك او الفيس بوك ! . لا أعتقد ان الذهاب الى الجامع او الحسينية أمرٌ بالغ الأهمية أو يُزيد من أجر المؤمن .
ولكن يبدو ان إبتلاع المسؤولين للكثير من " المناطق الخضراء " داخل الاحياء السكنية والمُخصصة اصلاً للحدائق والمتنزهات ، وتحويلها الى بنايات وعمارات لهم ، ليس في بغداد وحدها بل في كافة المحافظات في العراق ، ليس كافياً ، فجاء الدَور على المتأسلمين لكي يحولوا البقية الباقية الى دورٍ للعبادة . اخواني اهالي حي البنوك الافاضل ، لاتقبلوا مُطلقاً ان يتحول متنزه الميثاق الى حسينية ، وانا مُستعد لتوقيع تعهد بتحمل " الإثم " المُترتب على ذلك في الآخرة !



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد وبغداد في المرحلة القادمة
- سائق التكسي والإنتخابات
- المعارضة الكردستانية والموقف من بغداد
- حذاري من الغرور
- النجيفي وحركة التغيير
- المطبخ السياسي العراقي
- قفشات إنتخابية
- لو .. إعتذرَ نوشيروان وطلبَ الصفح
- الشوفينيون الجُدد في الموصل والحافات الخطِرة
- الحكومة القادمة برئاسة - رائد فهمي - !
- الإنتخابات العراقية : محافظة البصرة
- الإنتخابات العراقية : محافظة دهوك
- الإنتخابات العراقية : محافظة كركوك
- الإنتخابات العراقية : محافظة نينوى
- الإنتخابات العراقية ، محافظة بغداد
- أخلاقية موظفي الدوائر الحكومية
- متى سيُزّين نُصب - سلام عادل - إحدى ساحات بغداد ؟
- بترايوس البعثي واللامي الإيراني !
- بعدَ ضرب - تخت رمل - إعلان نتائج الإنتخابات القادمة !
- ديمقراطية الطماطة الفاسدة !


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - أيهما أهَم : المُتنزَه أو الحُسينية ؟!