أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - سائق التكسي والإنتخابات














المزيد.....

سائق التكسي والإنتخابات


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2945 - 2010 / 3 / 15 - 12:15
المحور: كتابات ساخرة
    


خلال الحملة الدعائية للانتخابات الأخيرة ، وبالتحديد في يوم 2/3/2010 كنتُ عائداً الى البيت من مركز المدينة عصراً ، وكعادة معظم سائقي التكسي عندنا في دهوك وربما في عموم مدن العراق ، فانهُ لايُبالي مُطلقاً ب "راحة " الزبون او ( العِبري ) او مراعاة شعورهِ او خصوصيتهِ ، فتراه اي سائق التكسي أما يُدخن ونوافذ السيارة مُغلقة وعندما تتأفف او تحاول ان تفتح النافذة يقول لك بكل برود : ماذا هل تنزعج من التدخين ؟ وإذا شرحتَ له ان القانون يمنع ان تدخن في السيارة لانه ضار ليس بك فقط بل بالمواطن الراكب معك ... يُقاطعك قائلاً ان هذهِ القوانين سخيفة وشُرعتْ لكي لا تُنفَذ وان ابو زوجته عمره خمسة وثمانون سنة وهو يدخن منذ سبعين عاماً ولا يزال في كامل صحته وإذا لا تصدق فانه مستعد ان يأخذك اليهِ الان إذا لم تكن مستعجلاً ! . وطبعاً بالكاد تستطيع سماعه لان صوت المسجل او الراديو يكون عادةً مرتفعاً ومزعجاً إضافةً الى " الهورنات " التي يتفنن بإطلاقها كُلما مّرَ بأحد معارفهِ الكُثر !.
أطلقَ صاحبنا عبارةً بذيئة عندما مّرتْ قافلة من السيارات في الجهة المُقابلة وهي ترفع أعلام وشعارات احد الاحزاب الدينية المُشاركة في التنافس الانتخابي ، قلتُ لهُ لماذا انتَ حانقٌ عليهم ؟ اجاب بعصبية : لن نقبل بان يكون هؤلاء " أسيادنا " ! ، هؤلاء ال.... الذين لم يناضلوا ولم يفعلوا شيئاً في السابق يريدون اليوم ان يصبحوا كباراً علينا ؟ لن نسمح لهم بذلك ! . قلتُ له : اولاً ليس من حقك ان تشتمهم ، ثانياً هذهِ هي الديمقراطية التي تُتيح لهم وللجميع ان يعملوا من اجل ترويج افكارهم وطروحاتهم ، وللعلم انا لا اميل اليهم مُطلقاً ، ولكني اعتقد بان لهم الحرية للعمل من اجل وصول حزبهم الى السلطة عبر الانتخابات ، ثالثاً الى متى نظل تحت رحمة " الاسياد " و " الكِبار " الذين تتشدق بهم ؟ لااريد ان اتفلسف عليك او اعلمك ولكن الاحرى بك ان تلتزم بالقوانين ولا تدخن في السيارة ولا ترفع صوت المسجل ولا تستعمل الهورن بدون مناسبة ولا توزع شتائمك على الآخرين ، عندها سيحترمك الجميع وتكون " سيد " نفسك !
كنا قد إقتربنا من منزلي فطلبتُ منه الوقوف ، فقال بنصف ابتسامة : بعد هذه " الرزالة " الناشفة اريد ان اعرف من اي عشيرةٍ انت ؟ ومَنْ ستنتخب ؟ قلتً قبل ان اترجل : سوف ابحث عن مرشح لايُذيل اسمه بلقب عشائري ، ولا اريده ان يكون " سيداً " علي او " كبيراً " !. لا اعتقد ان السائق فهم كلامي او إستساغه ، رفعَ يده مودعاً وتحرك مبتعداً .
في عدة مناسباتٍ اخرى ، حيث يسألك سائق التكسي : مِن اين انت ؟ وسيستنتج من جوابك من اي العشائر انت ، وهل المدينة او القرية التي انت منها مشهورةٌ بالشراسة والقوة والعنف ، وتبعاً لهذا الصيت سيتعامل معك ! ، فاذا كنت من قريةٍ فيها القتلُ شيء عادي والانتقام شائع ، فسيكون حذراً في إختيار كلماتهِ لئلا يحصل ما لاتحمد عقباه ! ، اما إذا كنتَ من مركز المدينة ولا تتفاخر بإنتسابك الى عشيرةٍ كبيرة ، فسيأخذ راحتهُ معك ويُبدي آرائه " القّيِمة " فارضاً عليك الإستماع الى دُررِ " أفكارهِ " السمجة وطروحاتهِ الفجة و" تحليلاتهِ " السخيفة ! .
إذا أردتَ ان تعرف أشياء صادقة عن " واقع " مدينةٍ ما ، فما عليك إلا ان تتبادل الحديث مع سائقي التكسي ، فهُم خير دليل على مفردات هذا الواقع .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة الكردستانية والموقف من بغداد
- حذاري من الغرور
- النجيفي وحركة التغيير
- المطبخ السياسي العراقي
- قفشات إنتخابية
- لو .. إعتذرَ نوشيروان وطلبَ الصفح
- الشوفينيون الجُدد في الموصل والحافات الخطِرة
- الحكومة القادمة برئاسة - رائد فهمي - !
- الإنتخابات العراقية : محافظة البصرة
- الإنتخابات العراقية : محافظة دهوك
- الإنتخابات العراقية : محافظة كركوك
- الإنتخابات العراقية : محافظة نينوى
- الإنتخابات العراقية ، محافظة بغداد
- أخلاقية موظفي الدوائر الحكومية
- متى سيُزّين نُصب - سلام عادل - إحدى ساحات بغداد ؟
- بترايوس البعثي واللامي الإيراني !
- بعدَ ضرب - تخت رمل - إعلان نتائج الإنتخابات القادمة !
- ديمقراطية الطماطة الفاسدة !
- صندوق النقد الدولي والكلاب السائبة في البصرة !
- كيف يكون النائب مُمَثِلاً للأغلبية - الصامتة - ؟!


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - سائق التكسي والإنتخابات