أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل أنثى - الحلقة 25














المزيد.....

تأملات في تراتيل أنثى - الحلقة 25


محمد سوادي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 02:13
المحور: الادب والفن
    




يحمل الإنسان في داخله ذكريات كثيرة عن ماضيه وهذه الذكريات قد تكون سعيدة وقد تكون عكس الأولى ، وهذا الكم الهائل يحفظه الانسان في ذاكرته التي خلق ووجدها عنده بلا كسب ... وان كان الامر كذلك فكل ما يحكيه يعبر بطريق ما عن تلك الذاكرة والخزين المعلوماتي والحدثي ، الذي يستمد منه متى اراد ذلك...
وفي كل ديوان شعري نرى ان الشعراء يحكون غالبا عن لحظاتهم النفسية في مواطن شتى وهم بذلك يجعلون من ذاكرتهم مصدرا مهما لهذا الخلق الشعري ...
وتراتيل انثى احد هذه الدواوين التي غلبت عليها تلك الذكريات بماضيها وما حل فيها ، فهي في اغلب تراتيلها تتحدث عن محطات مختلفة من حياتها بطريقة سريالية رمزية ، وهو ما لاحظناه في تاملاتنا السابقة ، الا ان الذي يلفت النظر هنا ان شاعرتنا جعلت في موضوع الذكريات امرا هو اشبه بالنقيض بل هو نقيض بعينه ذلك النقيض الذي لا يجتمع في محل واحد ...
ان ذلك المخزون الذي استعانت به شاعرتنا صادر من تلك الذات ، المزودة بذاكرة ، فاذا تعطلت هذه الذاكرة فبمن تستعين شاعرتنا ، ومن اين تتذكر تلك الاحداث فان كانت ذاكرتها تتارجح بالجراح ...

لتمنحنا ذاكرة
تتارجح بالجراح
( مقطع من القصيدة 4 تباركنا الجراحات )

فهي ذات الوقت تشكو من تلك الذاكرة وتصفها باوصاف شتى :
فهي تارة ذاكرة عقيمة

على ذاكرتي العقيمة
( مقطع من القصيدة 2 يمارسني الصحو )

وتارة اخرى هي ذاكرة بليدة

وذاكرة بليدة
( مقطع من القصيدة 23 سراب )

وثالثة هي ذاكرة ضريرة

في ذاكرتي الضريرة
( مقطع من القصيدة 25 مرايا )

ورابعة تصفها بالعاثرة

ومن ذاكرتي العاثرة
( مقطع من القصيدة 27 تميمة )

وانت تلحظ ان تلك الذاكرة تعطلت تماما من خلال تتابع الحدث عليها وما تفرزه تلك المحطات الزمانية من نتائج ورغم ذلك نراها ترسل نداء الى من تناديه

تسال عنك المارون
هل يذكرني
( مقطع من القصيدة 25 مرايا )

وهل انت تذكرينه بتلك الذاكرة حتى تطلبي منه ان يتذكرك يا شاعرتنا ، وما هو هذا الكيان الذي يسير في الارض وهو لا يشعر بذاكرة داخل روحه ... ومن اين هذه الالهامات الشعرية ، وهذا هو الفيصل في تراتيل انثى وقد لمسناه سابقا ، ان في تلك التراتيل ذاتين تتكلمان وتشكل احداهما حاجزا للاخرى في بعض اللقطات ، وهو امر طبيعي فالانسان موجود متعدد القوى ، وبتلك الطبيعة تولد الاضداد ، اذن فايهما هي فاطمة ومن هي الشاعرة ومن هي التي مرت عليها الاحداث متوالية ومن هي تلك التي تركناها خلفنا تبحث لترى قبسا من نار ...
سلسلة من التضاد وجدت لتكون ( تراتيل انثى ) تراتيل هي ما تتحدث به فاطمة بينها وبين نفسها وهما تلكما الذاتين واي واحدة تتغلب تظهر القصيدة وفق ذلك المسيطر ...
وبتمعن قليل نلحظ الكثير من المقاطع التي يحسبها القارئ كاملة الا ان فيها نقاطا فارغة وهذا وان كان دليلا على ابداع شاعرتنا الا انه دليل على تلك الفراغات التي تركت تبعا لذلك النزاع .
وان كانت تلك الذاكرة عقيمة او عاثرة الا انها لاتزال تذكر الكثير من محطات تلك الحياة التي اوصلتها الى ان تكون فاطمة الفلاحي ، وهي ذكريات مؤلمة سبق وان عرفناها في حلقاتنا السابقة

حين تحرقني الذكريات
( مقطع من القصيدة 2 يمارسني الصحو )

ذكريات محرقة تخص شاعرتنا وهي اعلم بتلك الذكريات ولا بد ان تكون هناك ذكريات سعيدة تسترجعها شاعرتنا لتولد توازنا في ذاتها يجعل منها امراة مقاومة ضد التيارات الاخرى

تغدقني انكساراتي
بعطر الذكريات
( مقطع من القصيدة 18 وجع )

عطر صنع على يد مبدع عراقي واستنشقه العالم .

والى لقاء في موضوع جديد وحلقة جديدة



#محمد_سوادي_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السّري الرّفاء - شاعر الرومانسية = 2 =
- سيدي يا يسوع
- السّري الرفاء - شاعر الرومانسية ( 1 )
- تأملات في تراتيل انثى - الحلقة 24
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 23
- تأملات في تراتيل انثى الحلقة 22
- أرسميني لوحة
- تأملات في تراتيل انثى - الحلقة 21
- ارسميني لوحة
- تاملات في تراتيل انثى - الحلقة 20
- جاءت الي ...!!!
- القانون الانتخابي سرقة لاصوات الناخبين
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 19
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 18
- تأملات في تراتيل انثى - الحلقة 17
- تاملات في تراتيل انثى - الحلقة 17
- تاملات في تراتيل انثى الحلقة 16
- نظرة يتيم
- بلد الماتم والجماجم
- بلد المآتم والجماجم


المزيد.....




- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...
- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...
- عرض جزائري لمسرحية -الدبلوماسي زودها-
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161.. مواعيد ...
- علماء الفيزياء يثبتون أن نسيج العنكبوت عبارة عن -ميكروفون- ط ...
- بعد نزول مسلسل عثمان الحلقة 160 مترجمة عربي رسميا موعد الحلق ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سوادي العتابي - تأملات في تراتيل أنثى - الحلقة 25