أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل عباس - ترخيص بحمل السلاح مرتين














المزيد.....

ترخيص بحمل السلاح مرتين


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 898 - 2004 / 7 / 18 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة مهداة الى الصديق – ابو بيار –

+....... الصيد وسواس مثل العشق , أغرمت بالصيد مع أنني كنت الأقل موهبة فيه بين أترابي داخل قريتي , جرى ذلك إثر رميي أول عصفور بالمقلاع من أعلى الشجرة . عندها شعرت بلذة غريبة . بعد تلك الواقعة رحت أتبع ابن خالي الذي يرمي الطير من كبد السماء, ويحمل بنقية اشتراها له أهله طمعا بمزيد من مرق اللحم مع البطاطا .
جلس مرة في عز القيظ يتفيأ تحت شجرة سنديان داخل القرية وأنا مقابله أنظر الى البندقية نظرة مؤمن داخل محراب , أشفق علي وناولني البندقية ورجاني الا أبعد عنه .
داعبتني يمامة , ما كنت أسدد عليها حتى تطير , وأنا لست كابن خالي حتى ارميها وهي طائرة, فالنتيجة معروفة سلفا , سرقتني , أصبحت بعيدا عن القرية والغابة , كيف انشقت الأرض وأخرجت من جوفها زوجا من الشرطة وهم على أحصنتهم !! صاحوا بي ركضت أمامهم , لم يلحقوا بي الا في داخل بيتنا بعد أن ارتميت بحضن والدي .
ساقوني انا والوالد الى المخفر , بتنا ليلة في استضافتهم وقد حلم بنا الباري فقد تبين أن البندقية تحمل رخصة شرعية
...................................................................

_........ بعد عشرين سنة من الخدمة كموظف بسيط مستقيم من الدرجة السابعة , وجدت نفسي داخل هذا القاووش, بعيدا عن أسرتي وأطفالي , حولي وحوالي ماهب ودب, حشاشون , قتلة , مزورو عملة , سياسيون من اليمين واليسار , سارقو قوت الشعب , ... الخ
منذ اليوم الأول انتابتني رغبة لا تقاوم كي أعبر عن مشاعري على الورق ولأول مرة في حياتي .
تفتقت عبقريتي عن حيلة لامتلاك قلم . رجوت كبير الحرس أن يحضر لي قلما وورقة كي أتقدم باسترحام مرحب به لدى الادارة وغافلته حتى انتهت نوبته, وجاء بديله فضاع القلم بينهما , جمعت الكثير من أغلفة المعلبات وأكياس الأدوية الفارغة وبدأت رحلتي على الورق أواخر الليل . صرت اقرأ ما اكتب لجيراني فلاقت الكتابة هوى في قلوبهم, ولما كانوا من المدخنين ( والتدخين مسموح ومشجع عليه لمن يمتلك ثمنه ) اتفقوا فيما بينهم على تقديم الغلاف الداخلي الأبيض لي بعد فصله وتجفيفه عن الغلاف القصديري المستعمل للمسابح , من أجل سهولة قراءة ما أكتب بعد أن يأخذ شكله النهائي ,
مرة أخرجونا الى باحة التنفس وعرونا كما ولدتنا أمهاتنا واحدا بعد الآخر وطلبوا من كل واحد إجراء حركتي أمان كي تسقط الممنوعات من دبره , ثم أعادونا الى القاووش لنجد أنهم عثروا حتى على الإبر الممنوعة , كان تفتيشا مفاجئا سبقتني فيه أوراقي وقلمي الى غرفة التحقيق, وشفع لي صدقي عندهم فخففوا عقوبتي الى شهر في زنزانة منفردة مع فلقة يومية بمحاذاة وجبة الظهر .
..............................................................

+......... أكثر من وشاية وأكثر من ورطة وأكثر من توقيف في المخفر لم يمنعني من الوصول الى بندقية ابن خالي , تطور الأمر الى شجار عائلي كاد ان يؤدي الى الطلاق بين الوالد والوالدة , ورضخ الوالد أخيرا بعد ان اشترط علي النجاح تلك السنة في البكالوريا كي يؤمن ما يلزم من نقود لشراء بندقية , جديت واجتهدت ونلت شهادتين في ذلك العام أطرتهما وعلقتهما متقابلتين في البيت .
.........................................................

_......... أكثر من تفتيش واكثر من وشاية واكثر من عقوبة لم تستطع إبعاد القلم عني, كان يجد الطريق الي بالنهاية . أخيرا اقترح علي أحد السجانة صاحب حظوة لدى إدارة السجن, تقديم طلب للسماح لي بقلم شرعي يكون تحت المراقبة ووافقت فورا .
بت انتظر على أحر من الجمر مجيئ الموافقة التي تأخرت حتى جاءت فجأة كالعادة عندما فتحت الكوة الصغيرة بالباب الأسود الحديدي ونودي علي كي أوقع على الشهادة ,
..................................................................

+.......... يسمح لحامل هذا الترخيص باقتناء بندقية من نوع فرنسي – عيار 6ملم على أن يتم تجديد الترخيص كل ستتة أشهر كما أن عليه التقيد بالتعليمات الواردة أدناه وإلا تعرض للعقوبات المنصوص عنها كما يلي
1- استعمال البندقية في الربيع يؤدي الى غرامة مالية مع سجن ستتة أشهر
2- استعمال البندقية لصيد طير الحسون الصغير والجميل, يؤدي السجن ثلاثة اشهر
3- مجرد أشهار البندقية في شجار داخل القرية يؤدي الى السجن سنتين
4- إطلاق النار من البندقية على شخص ما, عقوبته السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة .............................................................

_......... يسمح لصاحب هذا الطلب استعمال قلم من- نوع فرنسي - ويتم تبديله كلما انتهت العبوة القديمة, واستعماله في غير محله يعرض صاحبه للعقوبات التالية
1- استعمال القلم من اجل الاتصال بين القواويش عقوبته زنزانة منفردة مع فلقة يومية لمدة شهرين
2- استعمال القلم من اجل الاتصال بين السياسيين داخل القواويش تعرض صاحبه لتحويل جرمه الى جرم سياسي
3- استعمال القلم من أجل شرح مايدور هنا للعالم الآخر عقوبته السجن المؤبد في تدمر مع الأشغال الشلقة
###############################

ياسيدي ياسيدي أتعهد لكم باحترام النص ولكن بالله عليك اشفع لي كي يكملوا جميلهم
- اوضح ماذا تريد أيها المشاغب
- لقد حددتم لي الدريئة والطريقة التي علي اتباعها في التسديد, وبقيت الدريئة وهمية
- حاكيني عربي
- أرجوكم السماح لي بالورق
- اغرب عن وجهي أيها الوغد وألا سحبت الرخصة . تدبرأمرك كما في السابق .

لا باس لن يبخل علي أصحابي المدخنين .



#كامل_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأضرب في هذا المقال عصفورين بحجر واحد
- هل هذا المال حلال أم حرام ؟
- مهيار وحيدا على قارعة الطريق - قصة قصيرة مهداة الى الصديق أك ...
- متى نتحول نحن السوريين من رعايا إلى مواطنين ؟
- من الذي أتى بالدب الأمريكي إلى كرم العراق ؟؟ ومن الذي يقوده ...
- الهم بارك وزد في شهادات البعثيين السوريين القدامى
- دفاعا عن المعارضة السورية
- لمن يجب أن يوجه الاتهام ؟!م
- السياسة والأفيون
- تعميق المدرسة البكداشية في سوريا على طريقة تعميق مارتوف ل بل ...
- مدرسة الواقعية الاشتراكية وتجليها في - داغستان بلدي -
- القيادة الفلسطينية لا ترقى الى مستوى نضالات شعبها
- عن أي تحديث وتطوير يتكلمون ؟؟!!
- لماذا تحول العقل البشري من نعمة للإنسان الى نقمة عليه ؟؟!!
- رابطة العمل الشيوعي في سوريا - عرض – تحليل - نقد
- قراءة ثانية في كتاب صدام الحضارلت
- التروتسكية والستالينية داخل سوريا في خندق واحد ضد الامبريالي ...
- حزب لكل الطبقات الاجتماعية أ م حزب لطبقة بعينها ؟؟
- نحو حزب شيوعي سوري من طراز جديد
- مقاطعة الحرة ......... لماذا ياحضرات ............ ؟؟!!


المزيد.....




- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- صدر حديثا : -سحاب وقصائد - ديوان شعر للشاعر الدكتور صالح عبو ...
- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل عباس - ترخيص بحمل السلاح مرتين