مقاطعة الحرة ......... لماذا ياحضرات ............ ؟؟!!

كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 800 - 2004 / 4 / 10 - 11:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

من أجل قطع الطريق على كل من يريد أن يتصيد في الماء العكر أقول :
إنني كنت وما زلت ضد الامبريالية الامريكية وضد سياستها القديمة والجديدة القائمة على نهب ثروات البلدان الأخرى والتعامل مع أنظمتها بشكل براغماتي وبما يحقق مصالحها فقط , وخاصة في البلدان العربية وكيلها فيها بمكاييل مختلفة كما هو حاصل في فلسطين والعراق . ولكن حتى يكون نضالنا مجد ضد استعمارها الحديث, وتصب محصلته في خدمة قضيتنا العادلة يتطلب منا فهم حركة التاريخ وقوانينه الاجتماعية على ما أعتقد .
يجب التفريق بين أمريكا الرسمية وأمريكا الشعبية , بين قيادة بوش الحالية وبين المظاهرات الشعبية الأمريكية التي جابت غالبية ولاياتها منددة بالحرب على العراق , يجب أن نعلم أن أمريكا كما قال عنها بطرس غالي ,ديمقراطية في الداخل , ديكتاتورية في الخارج , والمطلوب منا كعرب الآن إسماع شعبها صوتا غير صوت الصراخ والشتائم كما كان الحال أيام الحرب الباردة , وهذا يشكل تراكما باتجاه الضغط على قيادتها وتعريفا أجود للعالم بمعاناتنا مع سياستها الخارجية .
لدينا مثال حي الآن هو قناة الحرة التي بدأت بالبث الموجه للعرب هذا العام .
من حيث المبدأ. هل إذا كانت تلك القناة تعتمد الرأي والرأي الآخر في عرضها للمشاكل العربية ولدى القاتمين عليها ثقافة تحترم العقل بالحد الأدنى ,تجب مقاطعتها ؟ . أصحاب الدعوة مثقفون سوريون لم يطالبوا على الأقل بإصلاح قناة التلفزيون العربي السوري وخطابها السياسي المتخشب وثوابته الممجوجة والمكروهة وإعلاناته التي تزداد تواترا كلما أحست أدارتها بأن برنامجا ما له جمهور عريض مثلا, مما دفع بكثير من المواطنين للانفجار وتحطيم تلفزيوناتهم إضافة الى أعصابهم ( بالمناسبة أنا لا أعلم إذا كانت دعايات التلفزيون العربي السوري حول "العلك " تحديدا من أجل صحة أسنان ونظافة فم المواطن السوري أم لجعلنا نبدو أمام العالم نحب اجترار لعابنا كالخراف ) , وهل قناة الحرة أيضا أسوأ من قنوات روزانا التي تنتقل من عرض الغانيات الى التذكير بالصلاة عبر الآذان .
تذكرني دعوة المثقفين بمقاطعة الحرة بالغمز واللمز على قناة الجزيرة أول انطلاقاتها كونها تروج بضاعة أمريكية وتدس السم بالدسم وتقوم القيامة ولا تقعد في سوريا عندما يتصل أحد مذيعيها بمححل سياسي اسرائيلي , والآن وبعد مسيرة تلك القناة تبين أنها تخدم القضايا العربية هي ومثيلاتها من الفضاثيات الخليجية أكثر من أحزاب قومية مدعومة من بلدان الدول "الديمقراطية الثورية" سابقا مثل سوريا وليبيا ومصر والعراق واليمن .
نعود لقناة الحرة إذا كان بإمكاننا استغلالها كمنبر للتعريف بقضيتنا هل تجوز مقاطعتها ؟ , هل يتوهم هؤلاء المثقفون أن الحرة سلعة اقتصادية يجب الطلب من المواطن العربي مقاطعتها ودعم بضائع بلاده؟ إذا كان الأمر كذلك فهي ثقافة بائسة حقا .
1الدعوة أتت أصلا بعد مساهمة شيخ المناضلين السوريين فيها رياض الترك والاتهامات قيلت علنا مثل, كيف عرفوا رقم هاتفه . وقد أثار المخرج محمد علي اتاسي الموضوع في مقابلته الأخيرة مع رياض في ملحق النهار .
س : يحضرني هنا سؤال عن سبب قبولك بإجراء مداخلة عبر الهاتف في برنامج مخصص للشأن الداخلي السوري من على تلفزيون "الحرة"، هذا في الوقت الذي تداعى فيه العديد من المثقفين العرب والسوريين لمقاطعة هذه الفضائية الممولة مباشرة من الإدارة الأمريكية؟
ج - دعني أقول بداية أني أحترم خيارات هؤلاء المثقفين وأثني عليها، لكني كرجل سياسي يحاصرني الإعلام الرسمي السوري، ويصبح من واجبي إيصال مواقفي السياسية إلى أبناء بلدي من على جميع المنابر الإعلامية في الخارج عندما تطلب إستضافتي، وخصوصا عندما يكون حاضراً في البرنامج شخصية تعبر عن وجهة النظر الرسمية، كما كانت الحال عليه في برنامج "الحرة". ومن ثم هل ممثل السلطة الذي إستضافته "الحرة" في البرنامج نفسه، أكثر حصانة وطنيا مني؟ مع ذلك، أنا اليوم جاهز لمقاطعة فضائية "الحرة"، لكن شرط أن يسمح لي تلفزيون بلدي بالتعبير عن آرائي من خلاله، ولو لدقائق معدودة.
دائما يوقع المخرج محمد علي شيخنا بمطبات يصعب عليه الخروج منها .
لماذا ياشيخنا الأكبر وأنت المشهود لك بالجرأة والشجاعة وقول الحق تثني هنا على خيارات لاتستحق ذلك ؟
لماذا تعلن أنك جاهز لمقاطعة الحرة إذا سمح لك تلفزيون بلدك بالتعبير عن رأيك . على العكس من ذلك عليك استغلال أي قناة حتى ولو كانت أمريكية للتعبير عن رأيك كما فعلت بالضبط مع الحرة .

كامل عباس
اللاذقية /9 /4 /2004

#كامل_عباس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل