ايهما افضل ملكية دستورية او جمهورية وراثية ؟ ؟ -- 2

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 17:29
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

رئاسات العراق الثلاث نموذجا ...

اليوم اعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات نتائج فرز الاصوات لحوالي 65%من المصوتين وكانت النتائج محصورة بين اربع متنافسين كبار وهم التحالف الكردستاني في الشمال.. وائتلاف دولة القانون والعراقية والوطني العراقي.. انا كمواطن لايهمني من سيفوز ومن سيخسر ..بقدر ما يهمني ان الجميع رفعوا شعار التغيير للسنوات الاربع القادمة ورفضهم للمحاصصة...ولكن مع الاسف يبدوا انهم لايحترمون وعودهم .. التحالف الكردستاني يصر على ترشيح الرئيس الطالباني لرئاسة الجمهورية وائتلاف دولة القانون للاستاذ نوري المالكي .. والعراقية للدكتور علاوي .. وكأن العملية أصبحت طابو لاشخاص معينين ..هذا الاسلوب بالتفكير يؤسس لنظام يشبه النظام اللبناني الفاشل ( نظام يشعل الحرب الاهلية بين مكونات الشعب بين اونة واخرى ولا احد من مكوناته راضي عن هذا النظام ).. العراقيون عندما شاركوا في الانتخابات من اجل التغيير يؤكدون على انهم يراهنون على التجربة الديمقراطية وينشدون لتأسيس نظام برلماني ديمقراطي حقيقي ومشابه لما معمول به في الديمقراطيات الغربية .. ومما يبدوا للمتابع والمراقب لا يبدوا ان هناك نية للتبديل او التغيير نفس الرموز والاشخاص يسعون للبقاء في مناصبهم ولايريدون السماح لغيرهم لتجريب حظه ( عادت حليمة لعادتها القديمة ) وهذا يعني انه على كل عراقي شريف ان يناضل ويرفض نظام يحجز رئاسة الجمهورية للاكراد ورئاسة الوزراءللشيعة ورئاسة مجلس النواب للسنة ..هذا نظام متخلف ويعزز التفرقة القومية والطائفية بين ابناء الشعب الواحد ويجب ان نعمل لتأسيس دولة العدالة والمساواة والقانون بين ابناء الشعب العراقي بغض النظر عن الدين او القومية ..وهذا الامل الوحيد لبناء العراق الجديد .. والا سيبقى الامن مفقود والاستقرار معدوم .. وربما العودة الى حكم الحزب الواحد والقائد الضرورة .. وشعبنا لازال غير مصدق انه تخلص منهما .. النظر عن الدين او القومية ..وهذا الامل الوحيد لبناء العراق الجديد .. والا سيبقى الامن مفقود والاستقرار معدوم .. وربما العودة الى حكم الحزب الواحد والقائد الضرورة .. وشعبنا لازال غير مصدق انه تخلص منهما .. ويتخوف من مجيء حزب ديني ليحل محل حزب البعث .. وهذا محتمل جدا اذا استمرت العملية السياسية على هذا المنوال ...
العراق ومنذ سقوط العهد الملكي يسير من سئ الى اسوء هذا الراي نابع عن قناعة شخصية لما عاصرته طيلة حياتي ,, ولكي اوضح الصورة لاخي القارئ .. العراق قبل الاحتلال البريطاني في الحرب العالمية الاولى كان عبارة عن ولايات تابعة للحكم العثماني والمفروض به حكم اسلامي وخلافة اسلامية يسودها العدل والساواة ان لم يكن بين كل مكونات الشعب على الاقل بين المسلمين .. ولكن واقع الحال يؤكد عكس ذلك حيث كان العراق كالبقرة الحلوب للدولة العثمانية كان مهملا وبذلت الدولة العثمانية الجهود الحثيثة لتتريكه مما دفع بقية القوميات للتمرد على هذا الحكم واللجوء الى بريطانيا للتخلص من هذا النظام وبعد ان خسرت تركيا الحرب ضد الحلفاء .. انشأت بريطانيا نظام ملكي دستوري ديمقراطي في العراق .. واختاروا الملك فيصل الاول لتنصيبه ملكاً على العراق .. ان خيار بريطانيا هذا كان من افضل الخيارات لمصلحة العراق والعراقيين وهنا يجب عليّ المقارنة بين الاحتلاليين البريطاني للعراق عام 1917 والاحتلال الامريكي عام 2003 ونتائجهما.. الاحتلال البريطاني اسس لانشاء دولة ملكية دستورية ديمقراطية وبدأ من الصفر.. بينماالاحتلال الامريكي دمر دولة بناها العراقيون خلال قرن تقريباً من الزمان.. وكل الساسة الامريكان يعترفون انهم اخطئوا في قراراتهم تجاه العراق .. اليوم وبعد سبع سنين عجاف .. ان تعيين السفير بريمر كحاكم مدني وعلى اساس انه خبير في مكافحة الارهاب .. اثبت هذا الرجل ان انه خبير في ايجاد وتهيئة البيئة المناسبة لانتشار الارهاب .. ولو نفترض ان الموما اليه كان جاهلا لطبيعة المجتمع العراقي واخطـأ في قراراته التي تحمل نتائجها اولا الشعب العراقي وثانيا الشعب الامريكي نفسه .. على الامريكان ان العراق لو احسن التعامل معه واولها احترام ارادة الشعب العراقي الحقيقة في البناء والاعمار والتقدم العلمي والحضاري (وهذا ليس بجديد على شعبنا ) سيصبح العراق وشعبه الجوهرة في تاج الامبراطورية الامريكية المقبلة وكما كانت الهند جوهرة التاج البريطاني .. ولكن بشرط اساسي ان تدرك ان ما يروجه اصدقائها واعوانها ومريديها والذين جاءت بهم بعد الاحتلال وسلطتهم على رقاب الناس وهم ( عبارة عن تجار سياسة لاهم لهم الا البقاء في السلطة ونهب اموال الشعب ..وبوصف دقيق هم لصوص ونصابين ودجالة .. طبيعي ليس كلهم .. العض منهم يحب العراق ويريد الخير له ولكنه قيد بالمحاصصة والتوافقية المفروضة عليه ) واقولها بصراحة واعتقد ان كل الاخوة المخلصين والشرفاء المستقلين من العراقيين يتفقون معي .. ان شعبنا ليس ارهابيا ولكن اخطاء الامريكان .. والخونة من العراقيين ,, والجهل والفقر والظلم هي التي دفعت بالعراقيين ..لاتخاذمواقف ليست من طبيعته .. على الامريكان التعلم من البريطانين وكيف تعاملوا ثورة العشرين ..الانكليز كانوا محتلين وثار الشعب ضدهم ولكنهم لم يفتحوا سجون كبوكا وكروبر وغيرها من مئات السجون السرية والعلنية ..ويقال ان عدد من تشرف بزيارة سجن بوكا من العراقيين منذ فتحه وحتى اغلاقه 350 الف عراقي .. اضافة الى الممارسات الخاطئة الاخرى .. وخلاصة ما اريد قوله ان شعبنا العراقي ليس عدوا للشعب الامريكي او البريطاني او غيره من شعوب الارض .. لقد وعدت الادارة الامريكية شعبنا بنظام ديمقراطي حقيقي لانظام محاصصة لحساب عوائل معينة كما هو الحال في الشمال والوسط والجنوب ..( بالامس القريب كان صدام وعائلته في الحقيقة هم من يمتلكون مقدرات العراق وما حزب البعث الا اداة طيعة في يديه لتحقيق مأربه واطماعه الشخصية كبقية الزعماء العرب .. واليوم شعبنا المظلوم وحتى عائلته نتحمل اخطائه ) نريد دستور وقانون يمنع كائن من كان ان يحتكر السلطة ويتمسك بالمنصب كما يفعل الطالباني او غيره من الساسة وهم معروفين .. واؤكد على ضرورة تصليح الادارة الامريكية لآخطائها وتسمع نصيحة السيد هنري كيسنجر الذي نصح الادارة الامريكية بضرورة لمساعدة العراق للخروج من ورطته ومأزقه الحالي ووضعه وحسب اهميته الاستراتيجية العالمية المستقبلية والتي يستحقها بجدارة .. وان لاتراهن على القيادات الحالية التي استوردتها من الخارج ولاتعتمد نتائج الانتخابات الحالية لربما تكون غير دقيقة..و ان تساعد على ضخ دماء جديدة وقيادات جديدة واحزاب جديدة لبناء مجتمع ديمقراطي حقيقي .. لاصوري كما هو اليوم .. وما ستفرزه الايام القادمة ..
.. واتمنى على الرئيس الطالباني ان يستريح بعد هذا العناء الطويل ويدون مذكراته .. ويعطي درسا للاخرين بان المنصب ليس هدف وانما وسيلة لخدمة الشعب .. وافساح المجال للاخرين افضل من التمسك بالكرسي .. لقد سمعت من صديق لي حكمة يا حبذا لو يفهمها سياسيو العهد الحالي .. سبق ان قرأها على احد تماثيل الشاعر الالماني غوته في المانيا وهي ( في البدأ لم تكن الكلمة .. في البدأ كان العمل ).. شبعنا كلام وسفسطة ووعود لاتنفذ .. نريد العمل .. نريد القدوة .. نريد الاثرة .. نريد الوفاء للفقراء والمعدمين .. لانريد احزابا وقيادات تاريخية .. نريد قيادات تؤدي واجبها وترحل بسلام لاقيادات متوارثة اب عن جد .. كما يحدث في الغرب لاكما يفعل العرب .. وللحديث صلة ....
حفظ الله العراق وأهله

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات