أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ابراهيم حجازين - على هامش خبر لقاء بايدن نائب الرئيس الامريكي مع مؤسسات مجتمع مدني؟؟اردنية














المزيد.....

على هامش خبر لقاء بايدن نائب الرئيس الامريكي مع مؤسسات مجتمع مدني؟؟اردنية


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 17:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يندرج لقاء نائب الرئيس الامريكي جو بايدن مع من وصفهم بيان السفارة الامريكية الامريكية في عمان بممثلي مؤسسات المجتمع المدني الاردنية في سياق اهتمام امريكي غير مسبوق بالانتخابات البرلمانية المقبلة . الادارة الامريكية الحالية مثل سابقاتها تتدخل في الشأن الداخلي الاردني وتتابع مع الحكومة الاردنية ملفات الاصلاح كشرط لاستمرار المساعدات الامريكية، وكأن الادارة الامريكية الحالية التي تستمر على نهج سابقاتها تهتم فعليا بالاصلاح السياسي في بلادنا .. لكن لقاء بايدن يكتسب اهمية وخطورة اضافية, فهو الاول لمسؤول امريكي بهذا المستوى يلتقي اشخاصا يدّعون تمثيل المجتمع المدني الاردني.
هذا المصطلح" مؤسسات المجتمع المدني" .هو مصطلح إشكالي في بلداننا ولا يعبر عن واقع ملموس والاصح هو تسمية هذه المنظات بالمؤسسات الاهلية رغم ان بعض الباحثين يرون ان المصطلحين متطابقين، لكن الامر ليس كذلك .فمؤسسات المجتمع المدني هي تلك التي تنبثق وتتشكل تعبيرا عن حاجة المجتمع المدني الذي هو حصيلة تطور وتقدم اجتماعي واقتصادي جوهره عملية التغير التاريخية في المجتمع وانتقاله من مجتمع تسود فيه العلاقات الاجتماعية التقليدية : اقطاعية كانت كما في اوروبا او قبلية عشائرية كما هي في الشرق بسسب طابع الانتاج الريعي وتحوله الى مجتمع برجوازي او مجتمع متقدم تسوده العلاقات القائمة على ترابط المصالح التي تحتمها طبيعة الانتاج الحديث المديني وليس التقليدي وبالرغم من ان المجتمع الاردني هو مجتمع انتقالي وعناصر بنية المجتمع المدني موجودة لكنها ليست مهيمنة بدلالة ضعف هذه العناصر التي تشكل في المجتمعات المتقدمة قاطرة للتطور الاجتماعي وهذا مفقود عندنا وفي اغلب البلدان العربية، ففي مجتمعاتنا نفتقد للقوى الاجتماعية الحية الناشطة كما كانت عليه البرجوازية في اوروبا في كفاحها ضد الاقطاع وكبانية للمجتمع الجديد. عامل نستدل من خلاله على ذلك هو غياب الديمقراطية في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية .فكم نجد من المهنيين مثلا وهم من حملة الشهادات الجامعية يصوتون مدنيا في نقابتهم على الاكثر اما في الانتخابات البرلمانية فهو يصوتون على اساس رابطة الدم على الاغلب او على اساس التحالفات العشائرية ان وجدت أو على اساس طائفي او مذهبي وذكوري جندري، وهذا تعبير عن الاستلاب الذي يتملك عناصر المجتمع المدني ضعبفة البنيان والتاثير لأسباب سياسية وتاريخية متعلقة بطريقة نشأة المجتمعات العربية الحديثة.
لذا نجزم انه في بلادنا لا يوجد مجتمع مدني وحديث، وجل ما يوجد مجتمع نما حول النواة السياسية التي شكلت دول المستقبل بحكم طبيعة بناء الدولة خاصة في المشرق العربي كنتيجة للتدخل الاستعمار ومخططاته، وبالتالي فإن المؤسسات المنبثقة عنه ارتبطت تاريخيا بهذا البناء غير الطبيعي، وبناء عليه فإن المؤسسات الموجودة في الاردن ويطلق عليها مؤسسات المجتمع المدني هي ليست كذلك لأن المجتمع المدني الحقيقي الاصيل غير موجود وما يسمي مؤسسات مجتمع مدني هي في الحقيقة مؤسسات مجتمعية ظهرت ونمت في ظل مراحل سابقة فرضها اسياق العام للصراع الذي ساد في العالم خاصة بعد الحرب العالمية الثانية والنضال في مرحلة التحرر الوطنية والأمل بالوحدة القومية.
والمؤسسات الاهلية كما أسميناها نوعين: نوع يضم العناصر المدنية في المجتمع الاردني والتي تشكلت للدفاع عن مصالح او افكار معينة وهي الاحزاب والنقابات والجمعيات الخيرية او منظمات تدافع عن حقوق الانسان وغيرها على أساس يرى اعضاؤها انها مفيد للتطور المجتمع والدفاع عن مصالحه او مصالح فئات او طبقات معينة وهي أساسا نمت في ظل المراحل السابقة في مجتمعاتنا، ونوع ظهر بعد مرحلة سقوط العالم اسيرا للطغيان الامريكي في ظل أيديولوجية المحافظين الجدد واستراتيجية التوغل في بلداننا لتفكيكها واخضاعها للمصالح الامريكية ، وإلا كبف نفسر ان تاريخ نشاة هذه المنظمات يتطابق مع اعلان بوش الاب عن نظامه العالمي الجديد في بداية التسعينات وفرض المعاهدات السلمية والعدوان على العراق عام 1991وكان إقامة مثل هذه المنظات إحدى وسائل فرضه على العالم .
ومما يدعو للتساؤل ان الحكومات والسلطات في بلداننا قادرة على ترسيخ قواعد المجتمع المدني كونها نواة السستم السياسي الذي اوجد مجتمعه، إلا اننا نراها تتحوط منه وتعمل على إفشاله لأن المتنفذين من الطبقات المهيمنة يرون في وجود هذا المجتمع وتأصلة خطرا داهم حيث حينها يكون الوعي والتنظيم والرقابة الشعبية والانتخابات البرلمانية الفاعلة .وبحكم عداء السلطات للمنظمات الوطنية يجري وضع سياسات معادية للتطور الديمقراطي بفرض قوانيين مشوهة للحياة الاجتماعية والسياسية مثل قانون الاحزاب والانتخابات والاجتماعات العامة والمطبوعات. لكن المفارقة ان هذه الحكومات تدعم المنظمات التي أنشئت على اساس المصالح الخارجية حتى لا تثير انتقادات المجتمع الدولي(الولايات المتحدة) لذا نرى ان سياسة المحاباة تجاه هذه المنظات مستمرة وحين تتجراء هذه المنظات على اوضاع داخلية تستفز الحكومات يتم توجية الضربات للمؤسسات الاهلية الوطنية ،ففي العقبة مثلا تم قمع عمال الموانئ الصيف الماضي وكانت احدى الذرائع ان المضربين ينفذون أجندة اجنبية ..وهكذا .ألا يكشف لقاء بايدن مع النوع الثاني من هذه المنظمات التدخل السافر لإدارة الامريكية في شؤوننا الداخلية تمهيدا لزحف الديمقراطية الامريكية المحموم على المنطقة؟ وألا يعني ذلك أيضا ان أجندة الإدارة الحالية لا يختلف إلا شكلا عن اجندة ما سبقها من إدارات؟ سؤال أجابت عنه مواقف هذه الإدارة فيما يخص التوسع الاسرائيلي في بناء المستوطنات في فلسطين والانتخابات العراقية.



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حان الوقت لتأسيس نقابة للمعلمين في الاردن
- جحافل ديمقراطية الاحتلال
- مشاركة في الحوار الدائر في الاردن حول حزب التقدمين المنشود
- سبق صحفي سيناريو تدمير المهد كيف سمح بوش بقصف كنيسة المهد
- أزمة اليسار في بلادنا ..هل توجد أفاق للخروج منها
- علم الآثار الفلسطيني القديم ميدانا لعلاقات العرب والغرب-الحل ...
- علم الآثار الفلسطيني القديم ميدانا لعلاقات العرب والغرب-الحل ...
- علم الآثار الفلسطيني القديم ميدانا لعلاقات العرب والغرب-الحل ...
- علم الآثار الفلسطيني القديم ميدانا لعلاقات العرب والغرب-الحل ...
- تغييب الديمقراطية: مدخل للتوطين وتهديد للسيادة الوطنية
- عبودية الجسد أم تماهيه مع العقل ؟اسئلة مفتوحة
- نهاية فرد فريد
- الاختبار المنزلي كاستراتيجية تعلمية/ واقع وآفاق
- همسات إلى صديقي مؤيد: هذا ما قاله الراوي على لسانه
- بعل يستطيب القرابين الجديدة
- الكونفدرالية تطل برأسها من جديد
- ديالكتيك الصراع ومشروعية المقاومة
- هل يوجد تقرير فينوغراد عربي
- العراق بين ما هو قائم وما هو قادم
- الليبرالية الجديدة والإصلاح السياسي - الجزء الأول


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ابراهيم حجازين - على هامش خبر لقاء بايدن نائب الرئيس الامريكي مع مؤسسات مجتمع مدني؟؟اردنية