أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم حجازين - هل يوجد تقرير فينوغراد عربي














المزيد.....

هل يوجد تقرير فينوغراد عربي


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:43
المحور: كتابات ساخرة
    


تقرير فينوغراد هو الحدث الرئيسي الذي يشغل المنطقة هذه الفترة ، وتداعياته ستستمر ربما لسنوات عديدة أو بالأحرى تداعيات الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على لبنان العام الماضي ستستمر لسنوات عدة على كيان العدو أو في البلاد العربية . أعلنت المقاومة في حينه عن انتصارها بعد الحرب لكن البعض استمر في غيه مناكفا ومستهزئا بهذا الإعلان مؤكدا هو الأخر على هزيمة لبنان والمقاومة وحتى اليوم لا يزال كتبه المناطق الخضراء التي تضم السفرات الأمريكية وسفارات إسرائيل أو مكاتبها القنصلية في العواصم العربية يصرون على مواقفهم رغم الاعتراف الإسرائيلي بالهزيمة، ويصرون على رفضهم لأي مقاومة للعدوان على اعتباره بركات من جانب العدو والتصدي له يعتبر الكفر بعينه ولا يجوز حتى التطرق لفكرة فشل العدوان فكيف جازاك الله أن نقول بالنصر على العدوان. اعتاد هؤلاء المرتزقة على الهزيمة وهم عنوانها فكيف سيقبلون بالنصر .لكن كان رأي الإسرائيليين مختلفا .
جاء أخيرا الإقرار الإسرائيلي بالهزيمة وتبدو التداعيات الداخلية الإسرائيلية خطيرة وكبيرة، ما يعتبر مؤشرا قويا على عمق الأزمة التي تعيشها إسرائيل بسقوط هيبة الردع التي تميزت بها تاريخيا، على أيدي مقاومي حزب الله، بل أن ما تسرب عن النسخة السرية من التقرير تشير أن اللجنة قد نصحت بعدم شن حروب جديدة لمدة خمس سنوات على الأقل ما يدل على تأصل روح الخوف والذعر في أوساط المستوطنين الذين يدركون أن مشروعهم على أرض فلسطين لا يتحمل الهزيمة مرة أخرى .
المواطنون العرب يترقبون أيضا بفارغ الصبر إفراج لجنة فينوغراد المحتمل عن خفايا التورط الرسمي العربي في الحرب الإسرائيلية، ويرون أن إدارة الرئيس جورج بوش تلقي بثقلها لمنع نشر الجزء المتعلق بهذا الأمر خوفا من التداعيات المفترضة على الحكومات الحليفة والتي تعد نفسها وشعوبها للالتحاق بالمغامرة الأمريكية الجديدة في إيران وذلك في محاولة أمريكية لطمس دور الحكومات العربية في العدوان حين وقفت مشجعة المعتدين الأمريكيين والإسرائيليين في حرب تموز الماضية ومحاصرة المقاومة اللبنانية .
الحكومات العربية تلتزم الصمت ويخيم الخوف والذهول عليها من نتائج التقرير وتتساءل إلى أي مدى ستصل إليه الأمور في إسرائيل خاصة وان هناك ترابط في المصالح قائم بين الطرفين يرفض رفضا باتا ولو مجرد الإشارة إلى قدرة الحركات الشعبية والمقاومة على التصدي للعدوان مما يشكل مثالا ونموذجا يقتدى به يعيد الأمل للشعوب بالنصر وإلحاق الهزيمة بمخططات العدوان والتصدي للحكومات العربية التي اعتادت تغييب الجماهير عن المشاركة في القرارات التي تتصل بحياتها ومستقبلها .
وتتساءل الأوساط الشعبية العربية ماذا لو كان هناك لجنة فينوغراد عربية تحقق بأسباب التردي الحاصل في البلاد العربية والهزائم التي المستمرة التي تصيب الأمة أو على الأقل لمحاسبة الحكومات العربية في الصمت على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني أو في اغتيال القائد الفلسطيني ياسر عرفات أو في التمهيد ومساعدة المعتدين الأمريكيين في الهجوم على العراق منذ بداية التسعينيات والحرب الأخيرة عام 2003 او العدوان على لبنان الصيف الماضي . لاحتاج الأمر للجان عديدة من طراز فينوغراد ولسنوات طويلة من البحث والكشف لبسط التفاصيل لأن الشعوب العربية في قرارة نفسها تعرف حقيقة الأوضاع .
نحن بدورنا منذ الحرب العدوانية على لبنان دعونا الحكومات العربية للاستقالة لأنها لا تملك استراتيجية للدفاع عن الأمن القومي العربي ولا تعبير عن المصالح القومية بل عن مصالح فئات قطعت مع الأرض والشعب وارتهنت لمصالحها الخاصة والشركات والمؤسسات المرتبطة بالولايات المتحدة .
وقلنا أنه أصبح واضحا أكثر من أي وقت مضى أن النظام العربي الذي ساد بعد الحرب العالمية الأولى قد وصل إلى الحائط ، وذلك بعد سلسلة الهزائم التاريخية التي حاقت بالعرب نتيجة التشرذم والتجزئة والتخلف وغياب الديمقراطية الحقيقية التي تتوق الشعوب العربية لممارستها ، والديمقراطية هنا ليست ديمقراطية قنابل الليزر والكذب والتدليس الأمريكيين ، بل ديمقراطية نابعة من المصالح الجذرية للشعوب العربية المتمثلة بالوحدة والتقدم والكرامة .حيث يجري الصراع والتنافس العالمي اليوم على المنطقة العربية بعد أن تخلت الحكومات القائمة العربية طواعية عن سيادتها على أرضها وتركتها عرضة للافتراس من قبل الدول الكبرى والإقليمية ذات الطموح بتوسيع مجالها الحيوي .كل هذا يتم في ظل متغيرات تاريخية ومعطيات دولية جديدة وجوهرها سعي الولايات المتحدة للهيمنة على المنطقة ، وما ورضوخ الحكومات العربية للإرادة الأجنبية بدليل الاتفاقيات المنفردة مع الإسرائيليين واحتلال العراق بتسهيلات من جانب عدد من الحكومات وانتشار القواعد العسكرية الأجنبية على أراضيها إلا دليلا على الموقف الضعيف للدول العربية في معادلة الصراع الدولية .
لكل هذه الأسباب ندعو الحكومات العربية الحالية للاستقالة دون إبطاء بسبب هزيمتها في حرب تموز الماضية ضد المقاومة اللبنانية وبسبب تقرير فينوغراد لتحل محلها حكومات تمثيلية تدعوا إلى انتخابات نيابية ديمقراطية بالمقاييس العالمية المعتد بها وبقانون انتخابات يؤدي إلى إفراز مجالس نواب يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا ويعبر عن أوسع الاتجاهات السياسية والفكرية والاجتماعية ، تنبثق عنه حكومة تأخذ على عاتقها القيام بالإصلاح السياسي المنشود وتمارس صلاحياتها التي اقرها الدستور وتكون مسؤولة أمام مجلس النواب وذلك حتى يقف الهرم على قاعدته على أساس تبادل السلطة . لأن العرب كأفراد شديدو الرغبة في ممارسة مواطنتهم على أرض بلادهم وهو ما لم يمارسوه البتة في التاريخ حتى الآن ، وعكس ذلك أي استمرار الأوضاع الحالية كما هي كأنه لم يجر شي سيجعل الأمور اكثر صعوبة أمام حركة التغير التي ستسير باتجاه أخر معاكسا للحسابات الأمريكية .



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين ما هو قائم وما هو قادم
- الليبرالية الجديدة والإصلاح السياسي - الجزء الأول
- الليبرالية الجديدة والإصلاح السياسي - الجزء الثاني
- إنها جريمة بحق الأردن ..وكانت نهاية المشهد
- الامبريالية لا تزال اعلى مراحل الرأسمالية – الحلقة الأولى
- الامبريالية لا تزال اعلى مراحل الرأسمالية – الحلقة الثانية
- صفحات من نضال اليسار -5 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار -4 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار –3 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار -1 الذكرى الخمسون لإلغاء المعاهدة الأرد ...
- صفحات من نضال اليسار -2 الذكرى الخمسون لإلغاء المعاهدة الأرد ...
- آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الأول
- آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الثاني
- عصبة التحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزة دروس من غزة -الحلق ...
- عصبة التحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزة دروس من غزة -الحلق ...
- عصبة التحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزة دروس من غزة -الحلق ...
- (( الرنين ))
- النيو ليبرالية : سمات وسياسات متوحشة ثلاثة عشر عاما من الحصا ...
- نداء إلى الأخوة في حركتي فتح وحماس
- مدخل جديد لدراسة تاريخ عصبة التحرر الوطني في فلسطين الحلقة ا ...


المزيد.....




- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم حجازين - هل يوجد تقرير فينوغراد عربي