أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حجازين - آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الأول














المزيد.....

آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الأول


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 1837 - 2007 / 2 / 25 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتردد الحاوي ، وفي حالتنا هذه سيدة من إخراج مشروع "الشرق الأوسط الجديد" المعد مسبقا من جعبته التي تحتوي على ما هب ودب من فنون السحر والشعوذة والتدليس ، وذلك في بداية حرب تموز التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان العام الماضي ، فقد تعودنا من هذه الإدارة ومن تلك التي سبقتها على تغطية سياساتها وسلوكها العدواني والهمجي بشعارات وبرامج دعائية أيديولوجية لتحريك أهداف محددة ضمن استراتيجيتها التي لا تحيد عنها أبدا مهما تعددت السيناريوهات المعتمدة .
سعت الإدارة الأمريكية مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي إلى وضع استراتيجيتها الكونية للهيمنة على العالم موضع التنفيذ مغلفة إياها بلبوس النظام العالمي الجديد الذي أطلقه يوش الأب حينذاك .وكان الوطن العربي هو الحلقة المركزية في هذا المشروع الاستعماري ، لذلك كانت أزمة الخليج والحرب على العراق عام 1991.
ومع بدء العملية التي اختطفتها أمريكيا وإسرائيل من أدراج الأمم المتحدة وأطلق عليها جزافا سلمية في مطلع التسعينيات ، خرج علينا شمعون بيريز بمشروع الشرق الأوسط الكبير حيث وبكل صفاقة بشرنا بهيمنة اقتصادية إسرائيلية على المنطقة ، ولم نعدم من صفق له في الأوساط الرسمية والنخبوية العربية وخاصة اليساريين الديمقراطيين الجدد ، حينها وعد بالخيرات التي ستهل على الناس جراء تطبيق مشروعه العبقري ، وأصبح بيريز رمزا للسلام والتقدم وصار يستقبل في العواصم العربية استقبال الأبطال يسير في شوارعها بكل خيلاء تذكر بأباطرة روما ورعاة البقر أسياده الحاليين في واشنطن . حتى حين اقترف مجزرة قانا لم تجد حين ذاك من ينتقده من أولئك المتحضرين من أشياعه في المنطقة بل رقص بعضهم على إيقاع ابتساماته، أولئك الذين كان همهم مهاجمة المتحجرين القابعين في المتاحف حسب تعبيرهم ممن لم يقبلوا باللبوس الحضارية الجديدة التي أنعم بها على المنطقة أسياد العالم الجدد .
ولم يكن المشروع في حقيقة الأمر إلا حلقة أساسية ومركزية من المشروع الأمريكي المسمى النظام العالمي الجديد .ثم أطلت علينا التسمية مرة أخرى بالتوازي مع المجازر التي اقترفتها إسرائيل والولايات المتحدة في فلسطين خلال انتفاضة الأقصى مرة لامتصاص الغضب الشعبي وتخفيف الضغوط على حلفاء واشنطن ومرات أخرى لتشديد الحصار على ياسر عرفات أو التمهيد للهجوم المعد له على العراق وبالفعل عادت الإدارة الأمريكية وطرحته بقوة خلال غزو العراق مضيفة إليه صفة الديمقراطي الذي تزمع تطبيقه في العراق ورأينا بأم أعيننا وذقنا على جلودنا نتائجه على العراق والمنطقة .
لقد ذاق العالم مرارا مرارة السياسات والمشاريع الأمريكية منذ قصف هيروشيما ونجازاكي وحرب فيتنام وهي الآن لا تختلف عن النظام العالمي الجديد ومكونه الأساسي الشرق الأوسط الجديد خاصة نحن العرب وأصبح يعني بالنسبة لنا الموت والقتل والدمار والمزيد من التفرقة والتمزق والتخلف والمجازر وإثارة النزعات الطائفية والدينية واستعمال القوة لفرض المخططات وابتزاز الحكومات والشعوب.
فكل هذه المشاريع تعني الفوضى الشاملة والتي لن يعرف نهاية لها ، طالما استمرت الولايات المتحدة بغض النظر عن إداراتها تنظر إلى العالم بنفس النظرة التي سادت طوال فترة الحرب الباردة دون ان تاخذ بعين الاعتبار المتغيرات التي جرت وتجري على كوكبنا وتتطلب مدخلا جديدا ديمقراطيا وتعدديا في النظر لقضايا العالم الذي يعاني من الفقر وسباق التسلح والحروب وتراجع قيم حقوق الإنسان والتغيرات المناخية الخطيرة وانتشار الأمراض والأوبئة وتزايد التفاوت بين الدول الغنية والفقيرة ، بما يوحي للعقلاء للمناداة بضرورة تكاتف الجهود الإنسانية لمجابهة هذه المشكلات العويصة عوضا عن الجنون المطبق على إدارة الدولة الأكثر قوة في العالم ، وإلا فإن مصير البشرية الدمار .



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الثاني
- عصبة التحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزة دروس من غزة -الحلق ...
- عصبة التحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزة دروس من غزة -الحلق ...
- عصبة التحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزة دروس من غزة -الحلق ...
- (( الرنين ))
- النيو ليبرالية : سمات وسياسات متوحشة ثلاثة عشر عاما من الحصا ...
- نداء إلى الأخوة في حركتي فتح وحماس
- مدخل جديد لدراسة تاريخ عصبة التحرر الوطني في فلسطين الحلقة ا ...
- مدخل جديد لدراسة تاريخ عصبة التحرر الوطني في فلسطين الحلقة ا ...
- رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة قبيل انتهاء ولايته
- المشرف التربوي المدرسي المقيم …… ضرورة في المدرسة الحديثة ال ...
- المشرف التربوي المدرسي المقيم …… ضرورة في المدرسة الحديثة ال ...
- المشرف التربوي المدرسي المقيم …… ضرورة في المدرسة الحديثة ال ...
- المشرف التربوي المدرسي المقيم …… ضرورة في المدرسة الحديثة ال ...
- الاغتصاب... والكابوس
- الليبراليون ومسألة التطبيع
- صحراء ورمال
- العولمة المفهوم والآثار وسبل للمواجهة-الحلقة -2
- العولمة المفهوم الآثار وسبل للمواجهة حلقة -1
- رؤيا من سفر الرؤيا


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حجازين - آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الأول