أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حجازين - الليبراليون ومسألة التطبيع














المزيد.....

الليبراليون ومسألة التطبيع


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 1746 - 2006 / 11 / 26 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يثير بعض من الكتاب والصحفيين العرب قضية العلاقة بين الليبراليين العرب ومسألة التطبيع مع إسرائيل ويعلنون أنه لا توجد علاقة البتة بين التيارات الليبرالية العربية من كونها كذلك ، وبين الدعوة للعلاقات الطبيعية مع إسرائيل التي لا تزال تمعن في سياساتها السادية ضد المنطقة وشعوبها كافة . لذا فهم أي الكتاب والصحفيون يدعون إلى الفصل بين الحالتين على اعتبار أنه لا رابط بينهما ، وهم بالتالي يرفضون تصنيف القوى والتيارات السياسية والأيديولوجية تبعا للموقف من مسألة التطبيع مع إسرائيل .
حجتهم في هذا الأمر هو في توصيف الليبرالية التاريخي . وهم يطرحون الموضوع كالتالي : "الليبرالية كمذهب وفلسفة تدعو إلى سعادة الفرد ورفعة المجتمع وتقدمه ، وهذا المذهب يؤمن بقيم التسامح والاعتراف بحق الآخر في اعتناق الآراء التي يشاء دون إرغام أو قسر فكري أو تسفيه" . ويستطرد أصحاب هذا الرأي أن الليبرالية انطلاقا من مبادئها الأساسية تحترم كافة الآراء الأخرى ، "لذا لم يكن من محض الصدفة أن الديمقراطية الحديثة نمت وتطورت وترسخت بالتزامن والترابط مع ظهور الليبرالية الفكرية والسياسية" . هذا فعلا توصيفا تاريخيا صائبا لليبرالية التي ظهرت في خضم التبدلات والتحولات في المجتمعات الأوروبية إبان الصراع مع النظم السياسية والمؤسسات الاجتماعية والدينية الإقطاعية وحمل هذا الفكر والتوجه الجديد قوى اجتماعية جديدة صاعدة ونابضة تمثلت أساسا بالبرجوازية .
ظهرت الليبرالية في أوروبا في ظروف تاريخية محددة وكان لا بد لها أن تصيغ المجتمع سياسيا وفكريا بقيمها ونظرتها للكون والحياة والمجتمع والمستقبل عند انتصارها وهذا ما حدث فكانت الديمقراطية والحداثة من الثمرات الإيجابية لانتصار البرجوازية على الإقطاع ومؤسساته .
عرفت بعض البلدان العربية في نهاية القرن التاسع عشر وحتى أواسط القرن العشرين هذا النوع من الفكر ، لكن القوى الاجتماعية التي كانت تقف من وراء هذا الاتجاه بقيت غير مؤثرة بل نواة ضعيفة ، ولم يتكرس كاتجاه حاكم حتى نحكم على سلوكه السياسي، لا ندري إن كان مقدرا لها النمو والتطور ، حيث جاءت ظروف منعتها من ذلك فماتت مبكرا ومع ذلك فقد وقف التنويريون العرب وقفة شجاعة وتاريخية في صراعهم مع القوى المعيقة للتقدم والحداثة وأغنوا التراث الفكري والأدبي العربي بما يجعلنا نعتز ونفخر ، ورغم هذا لابد من الإشارة أن هؤلاء كانوا متأثرين خلال سنوات دراستهم في الغرب بالليبرالية وفكرها وثقافتها ولم يكن نتيجة لتطور موضوعي في المجتمعات العربية . نسوق هذا الكلام ليس للتقليل من شأن إنتاجهم ونشاطهم الذي نفخر به كما أشرنا ، لكن للتأكيد مرة أخرى أن الليبرالية هو إنجاز تاريخي لشعوب أخرى حبذا لو ترسخ في تلك السنين في بلادنا.
لم تتكرر عندنا الظروف التي أنضجت النموذج الذي ترسخ في الغرب الأوروبي نظرا للتطور التاريخي للمنطقة . حيث جاءت مرحلة الاستعمار فقضت على أية إمكانية لتطور قوى اجتماعية تأخذ على عاتقها قيادة المجتمع في طريق الديمقراطية والحداثة والليبرالية . وفي مرحلة الاستقلال سادت أنظمة الحزب الواحد أو الحاكم المطلق فأجهزت كليا على تلك الإمكانية .
بناء على ذلك نتساءل من أين وكيف ظهرت القوى التي تدعى أو تدعو نفسها بالليبرالية في البلاد العربية الآن ؟ حيث لم يثبت الواقع أن الليبرالية تنمو في رحم أنظمة متسلطة بل على أيدي قوى تصارع ضد التخلف والتسلط . وتحقق الليبرالية الحقيقية نموها من خلال "شعار دعه يعمل دعه يمر" بينما ظهرت القوى تلك في بلداننا داخل السلطات والأنظمة المناوئة للديمقراطية ومستفيدة من الظروف التي تتيحها غياب الرقابة القضائية والنيابية ومتابعة قضايا الفساد في تكديس الثروات. فلماذا الخلط بين الليبرالية الأصيلة كما عرفتها أوروبا قبل قرون وبين الليبراليين الجدد كما نعرفهم في بلداننا العربية .
فهؤلاء كما هم اليوم ومن دون تعميم مرتبطون بالقطب الواحد وبمراكزه الإعلامية والأيديولوجية المتعددة ، هؤلاء هم بالذات الداعين للتطبيع بكل السبل والوسائل المكشوفة ، لأنهم غير مرتبطين أصلا بمجتمعاتهم وليسوا مطلين على قضاياها ، وحتى أولئك اليساريون الذين غادروا صفوفهم والتحقوا بالليبراليين الجدد كانوا من أوائل المطبعين حتى يرضى عنهم أسيادهم الجدد ويكفرون عن ماضيهم .



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحراء ورمال
- العولمة المفهوم والآثار وسبل للمواجهة-الحلقة -2
- العولمة المفهوم الآثار وسبل للمواجهة حلقة -1
- رؤيا من سفر الرؤيا
- من أجل كنيسة عربية مستقلة
- موت أو حياة نظرية ...الماركسية في البيئة العربية الحلقة الرا ...
- موت أو حياة نظرية..... الماركسية في البيئة العربية الحلقة ال ...
- موت أو حياة نظرية.... الماركسية في البيئة العربية الحلقة الث ...
- موت أوحياة نظرية ...الماركسية في البيئة العربية الحلقة الأول ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني في فلسطين عا ...
- ثمة دواعي لاستقالة الحكومة الاردنية فهل تفعل؟ !


المزيد.....




- بعد تأجيله بسبب الأحداث الإقليمية.. مصر تكشف عن موعد الافتتا ...
- غزة: انقلاب شاحنة مساعدات يخلف 20 قتيلا ومستوطنون يهاجمون قا ...
- -خطيئة كبرى- و-غيمة صيف-.. هكذا علّق حزب الله على قرار تجريد ...
- قبيل -مهلة العقوبات-.. بوتين يستقبل الموفد الأميركي ويتكوف ف ...
- -الموت للجيش الإسرائيلي-.. كتابات مناهضة وإحراق مركبات في سا ...
- -يعملون هُنا وقلوبهم تنبض هناك-
- من -جادة الأسد- إلى -جادة الرحباني-.. تغيير اسم طريق رئيسي ف ...
- الميكروبلاستيك: أي تحديات صحية في عصر البلاستيك؟
- الناسا تسعى لبناء أول مفاعل نووي على سطح القمر بحلول عام 20 ...
- من هو روبرت أوبنهايمر -أبو القنبلة الذرية- التي غيرت مسار ال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حجازين - الليبراليون ومسألة التطبيع