أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ابراهيم حجازين - موت أو حياة نظرية ...الماركسية في البيئة العربية الحلقة الرابعة















المزيد.....

موت أو حياة نظرية ...الماركسية في البيئة العربية الحلقة الرابعة


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:54
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


اليسار العربي...... أزمة في التنظيم
حتى يساهم اليسار العربي في هذه العملية عليه أن يقوم إلى جانب تبنيه لفكر وسياسة جديدين بإعادة النظر بآلياته التنظيمية على أسس ديمقراطية عصرية تقبل التعدد داخله وتنظمه فالإطار السياسي الذي لا يقبل الديمقراطية داخله لا يمكن أن يعمل من اجل الديمقراطية في المجتمع .وليس سرا أن اليسار العربي ينوء تحت ثقل إرث تنظيمي يعرقل عملية التجديد الحقيقي الذي يطالب به اليساريون المستعدون للعمل السياسي والتنظيمي من جديد وفق آليات ديمقراطية .
ففي مجرى تشكل اليسار العربي تاريخيا انتقلت إليه الصيغة الروسية للحزب ومبادئه التنظيمية التي نشأت في الظروف الروسية ، هذه الصيغة تمثلت بالمركزية الديمقراطية وما يتفرع عنها طقوس تعزز من سيطرة القيادة وتكبح جماح أي تفكير أو نشاط ابداعي .
لم تخرج رؤية ماركس للحزب وآليات عمله عن سياق توقعاته بانتصار الثورة الاشتراكية المقبل، والعمل من أجل انتشار فهمه لحركة التاريخ في صفوف العمال، وشكل العلاقة التي تحكم موقع ودور العمال وعلاقاتهم المتبادلة فيما بينهم ومع الإدارة في المصانع الضخمة التي ستنشأ نتيجة لنمو الرأسمالية ، وتطلب ذلك التأكيد على الطابع المركزي الاحزاب العمالية . لكننا بلاحظ أن الاحزاب التي تشكلت بعد ماركس وهي أحزاب الأممية الثانية وتابعها فريدريك إنجلز صديق ماركس تجاوزت العديد من مفاهيم ماركس فيما يخص بنيتها وآليات عملها التنظيمية . فهذه لم تعرف المركزية الديمقراطية ولم تشر أيضا لدكتاتورية البروليتاريا وهذا يفسر بتطور الديمقراطية وتوطد مفاهيمها في المجتمعات الأوروبية الغربية . أما الحزب الروسي فشكلت الرؤية الماركسية للحزب الخلفية النظرية لتجربته التنظيمية ولتصورات لينين الأولية عن الحزب ، إلا ان ذلك تأثر باوضاع روسيا الخاصة وبلورت في النهاية الطراز الروسي للحزب (البلشفي) وعمم ثم فرض على باقي الأحزاب الشيوعية في العالم .
فواقع روسيا الاستبدادي القيصري اقتضى أقصى أشكال العمل السري على الحركات الثورية ، كما كانت تجربة البلاشفة التنظيمية متاثرة بالشكل التنظيمي الموروث من الشعبيين الروس والتي تميزت بالإنعزال والارهاب كما تاثر النموذج البلشفي بالبيرو قراطية التراتبية ذات الجذور العميقة في المجتمع الروسي . انعكس كل هذا وشكل وصاغ طابع الحزب البلشفي ويمكن تفسير موقف لينبن الرافض للصيغة المارتوفية الواسعة للعضوية في الحزب ولمقولته عن الحزب الحديدي ومنظمة المحترفين التي سيقلب بها روسيا رأسا على عقب . وربما عزز هذا النهج لينين والبلاشفة الآخرين أن الثورة على الأبواب . لذا لم يكن صدفة أنه قد صاغ مبدأ المركزية الديمقراطية عام 1906 أي في خضم الثورة الروسية الأولى . لكن لينين لم يثبت عليه فقد تراجع عنه وأعاد الإعتبار له تبعا للحالة العامة في روسيا ولتحالفاته مع الأجنحة الآخرى في الحركة العمالية الروسية . فبعد انتصار ثورة أوكتوبر بدأت علاقات انفراجية – ديمقراطية داخل الحزب وتشكلت العديد من المنابر والكتل والتيارات حتى عام 1921 عندما أقر المؤتمر العاشر تجميد كافة الكتل الحزبية والمفارقة كانت أن هذا المؤتمر نفسه قد أقر السياسة الاقتصادية الجديدة التي تتطلب المزيد من الديمقراطية في الحزب والمجتمع . وكان بالتالي من السهل على ستالين أن يمنع الكتل نهائيا بدل تجميدها وان يوقف العمل بسياسة النيب وان ينجح في توجهاته لإقامة سلطة شمولية مستبدة في الدولة والحزب ،ثم كرس النهج في صيغة النظام الداخلي للحزب الروسي عام 1934 واعتمد من باقي الأحزاب الشيوعية .
تلائمت هذه الصيغ وجوهرها المركزية الديمقراطية مع البنية البطريركية المتخلفة للمجتمعات العربية ، فهذا المبدأ كرس الشللية والجهوية على اختلافها .فغابت الديمقراطية وحل مكانها المركزية البيروقراطية وعصمة القيادة وجرى تغييب الكادر والأعضاء عن صياغة سياسة الأحزاب واصبح اختيار الكادر على أساس الولاء للقيادة لا على أساس الكفاءة وصارت تحل الخلافات بالطرق المعروفة إما بالانشقاق أم بالطرد أو بالإخضاع من خلال الترهيب والترغيب .فساهم ذلك في تدني الوعي الفكري والسياسي الذي كانت تعاني منه أصلا هذه الأحزاب .
أخيرا ....من أجل يسارجديد
لم تبرر حركة المتغيرات التي جرت في العالم على مدى القرن الماضي وجهة نظر ماركس ولينين ، بل وجرت عكس تنبؤاتهم ، فحدثت تغيرات عميقة في كافة المجتمعات وظهرت بدل الطبقات والفئات الاجتماعية التقليدية طبقات وشرائح اجتماعية جديدة ذات جذور اقتصادية وخلفية ثقافية مختلفة ومرتبطة بأحدث إنجازات التكنولوجيا وأصبح العالم أكثر صغرا وأكثر ترابطا بفضل التدويل الحاصل للإنتاج والراسمال وانتشرت قيم ومفاهيم حديته فلم يعد الإنسان على في سير عملية اتخاذ القرار على الصعيد العالمي من الناحية الموضوعية مجرد تابع لأقلية في السلطة بل أصبح يشارك في اتخاذ القرارات وتنفيذها على مختلف المستويات ومن خلال منظمات مجتمعية ومدنية (رغم محاولات الاتجاهات الليبرالية الحديثة لإلغاء دور العامل المجتمعي والتراجع عن المكتسبات الديمقراطية وتعزيز الآليات الثقافية والنفسية للاستلاب ) الأمر الذي ينعكس على تطور المجتمع وسلوك أفراده فيصبح الأنسان أكثر مسؤولية في التعامل مع القضايا والأحداث الهامة بالاضافة أن الديمقرطية والمطالبة بها لم تعد مقتصرة على الدول المتقدمة .
هذه العوامل تتطلب بناء علاقات ديمقراطية داخل المجتمعات العربية تاخذ بها قوى اليسار في حياتها الداخلية لتتيح المجال للتمايز وصراع الأفكار كمصدر للتطور وحركة الفكر والإبداع وتشكل في آن واحد ضمانة للتعددية الفكرية والسياسية داخلها وفي المجتمع أيضا ، ومن هذا المنطلق تعتبر الاشكالية التنظيمية من االمسائل التي يجدر حلها في البداية لمعالجة باقي جوانب الحالة على طريق الإحياء والتغيير والتجديد لفكر يجدر ان يبقى حيا مقاتلا وناقدا نفسه كوسيلة لتطوره.
في هذه الحالة فقط نستطيع ان نامل بدور جديد وواقعي لليسار العربي يقطع علميا مع نهجه السكوني ويساهم مع باقي القوى الحية في المجتمع في الدفاع عن الاستقلال الوطني والقومي ومن اجل الديمقراطية والتنمية ومستوى لائق لمعيشة الناس وإعادة توطين العقل في مجتمعاتنا وتجذي النظرة العلمية للواقع والتصدي لسياسات العولمة على الصعيد المحلي والعربي والمساهمة مع باقي شعوب الأرض في مواجهة طغيان القوى الأكثر عدوانية في تاريخ اليشرية :الليبراليين الجددعلى اختلاف جنسياتهم .



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت أو حياة نظرية..... الماركسية في البيئة العربية الحلقة ال ...
- موت أو حياة نظرية.... الماركسية في البيئة العربية الحلقة الث ...
- موت أوحياة نظرية ...الماركسية في البيئة العربية الحلقة الأول ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية الفلسطينية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني ف ...
- العلاقة الأردنية في ضوء خبرة عصبة التحرر الوطني في فلسطين عا ...
- ثمة دواعي لاستقالة الحكومة الاردنية فهل تفعل؟ !


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ابراهيم حجازين - موت أو حياة نظرية ...الماركسية في البيئة العربية الحلقة الرابعة