أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حجازين - تغييب الديمقراطية: مدخل للتوطين وتهديد للسيادة الوطنية















المزيد.....

تغييب الديمقراطية: مدخل للتوطين وتهديد للسيادة الوطنية


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 2752 - 2009 / 8 / 28 - 07:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تغييب الديمقراطية نهج سائد في كافة من الدول العربية لكن هناك بلدان منها تجري فيها انتخابات نيابية ومع ذلك فإن هذه الانتخابات وفق المعايير الديمقراطية ليست كذلك، بل نستطيع القول انها شكلية ومزيفة ولا تحقق الحد الادنى من التمثيل الشعبي وتحدث وفق قوانين تكرس هيمنة اصحاب النفوذ، ويتم تبرير ذلك بالحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي ومنع تدخل اطراف خارجية، والتبرير الاسمج يكون عندما تدعي الاوساط الحاكمة ان ذلك من متطلبات المعركة والتحرير. ولكن السبب الحقيقي هو ببساطة ان أصحاب السلطة والنفوذ فيها يستحلون التسلط دون رقابة شعبية أو برلمانية.
والقوى المعادية للديمقراطية في الاردن لا تختلف عن باقي الدول المشار إليها لكن مع اختلاف التبريرات، وهذه القوى متوافقة على رفض إجراء انتخابات ديمقراطية وفق قانون انتخابات عصري وحديث بالرغم من الاختلافات بين ممثليها حول بعض المواضيع والتي يثيروها احيانا لغايات التعمية والتضليل، لكنها وحرصا على مصالحها وارتباطاتها وفزعا من مسائلة ممثليها في الحكومات المختلفة عن سياساتهم التي اوصلت اوضاع البلاد إلى ما وصلت إليه من تردي على كافة الاصعدة، تراها ترفض الانتخابات التمثيلية النزيهة القائمة على اسس ديمقراطية وهي تتذرع!! وتثير الذرائع!! وتنبش في ملفاتها لتثير قضايا الهدف منها عرقلة الاصلاح والتغيير السياسي ولعدم المس بهيمنتها على مجلس النواب وهندسته حسب رغباتها.
مسألة التمثيل وطبيعة قانون الانتخابات هي من القضايا التي تثيرها هذه القوى، عندما ترى ان الاصلاح الديمقراطي والانتخابي اصبح يطرح نفسه على الاجندة الوطنية، فيّظهرون مشكلة هنا وقضية هناك حتى يدفعوا بعيدا أو يدفنوا مثل هذا الاستحقاق. ويفترضون انهم الأفضل قدرة على إدارة شؤون الاردن رغم نتائج سياستهم الظاهرة للعيان مثل انتشار الفساد وتردي الوضع الاقتصادي والارتباك الواضح في إدارة اكثر الملفات سخونة وخاصة ملف التهديدات من جانب الكيان الصهيوني والتي يطلقون عليها (العملية السلمية). وتبرر هذه الاوساط رفضها الانتخابات الديمقراطية تارة بتحجيم الحركة الإسلامية وتارة ما كثر الحديث حوله مؤخرا والمقصود حق العودة والتوطين وكأن تطبيق الديمقراطية يعني التوطين والوطن البديل.
إن مسألة التمثيل في أي قانون قادم الإنتخابات يرتبط ارتباطا لا فكاك منه بالدستور الذي ينص على مساواة الأردنيين دون تمييز وعلى الحقوق السياسية والمدنية للمواطن الاردني وفي نفس الوقت الحفاظ على استقلال الاردن وسيادته.
لم بقترح اليسار أو القوى الديمقراطية أبدا إلا فانونا ديمقراطيا وعصريا،وكل ما قدم كان عبارة عن اقتراحات قائمة على اجتهاد يأخذ بعين الاعتبار ما تم ذكره أعلاه ودائما كان يرى ان مثل هذا القانون يجب ان يستند إلى اتفاق شعبي ووطني لا أن يسلق سلقا أو ان يظهر هكذا فجأة بقدرة قادر كما حدث مع قانون الصوت الواحد الذي أعاد مجتمعنا إلى مرحلة ما قبل الدولة وعمق من الهويات الفرعية والجهوية والطائفية وهي الخطر الداهم على الوحدة الوطنية.
الهدف من عرقلة مساعي الاصلاح السياسي الديمقرطي ابقاء نفوذهم والانتفاع من مواقعهم في مواقع القرار، لكن الغريب في ما يثيرونه من عراقيل هو اعتبار بناء الديمقراطية وترسيخها مدخلا للتوطين لذلك هم يصرون على تمثيل مجزوء للشعب الاردني كما جرى حتى الان مع تجربة الصوت الواحد الذي أخل بالتوازن المجتمعي في كافة مناطق الاردن.
التوطين وتصفية حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة خطر قائم وهو سياسة تتبناها الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني هدفها جعل قضية اللاجيئين الفلسطينيين الذين انتزعوا من أراضيهم ووطنهم استحقاق عربي وبالاخص فلسطيني واردني ، فلسطيني لأن الشعب الفلسطيني سيخسر ارضه وحقه غير القابل للتصرف في العودة وتصفية قضيته نهائيا، واردنيا يعني ان الاستحقاق على إسرائيل يصبح استحقاقا اردنيا تمهيدا لابتلاعه كما ابتلعت فلسطين.وهذه حقيقة معروفة.
لكن الأخطر يتاتى بالذات من حرمان اللاجئين الفلسطينيين الذين هم مواطنين اردنيين من حقهم في التمثيل، إن الطرح الذي يقول بحرمان جزء من الشعب الاردني تحت ذريعة الخوف من التوطين والوطن البديل هو المدخل للتوطين وتهديد للسيادة الوطنية الاردنية، ويثير الكثير من الاسئلة المشروعة منها: كيف سيقاوم هذا الجزء من الشعب الاردني مع باقي الاردنيين مخطط التوطين وتصفية حقه في العودة والحفاظ على سيادة الاردن الوطنية إذا كان محروما من حقوقه التي نص عليها الدستور،وكيف سيكون هؤلاء جزءا من حركة تغيير الاوضاع المعيشية والاجتماعية التي يعيشها الشعب بمجموعة نتيجة السياسات الحكومية المعروفة، أيعقل منطقيا ان يطلب منهم المشاركة في الدفاع عن الاردن وسيادته وهم مستلبون سباسبا رغم انهم لن يفوتوا مثل هذه المعركة لأنهم يدركون ان التصدي لمخططات العدو ضد الاردن يقربهم خطوة من حقوقهم الوطنية في العودة وتقرير المصير، إن الخشية الحقيقية من هذا الطرح المناقض للدستور ان يكون هو المدخل للتوطين والوطن البديل لا العكس.
فرفض التوطين واسقاطه يتطلب مشاركة الجميع، كل المتضررين منه في عمل وطني موحد وهذا يعني مشاركة الجميع في الحياة السياسية بشكل متساوي، ان حرمان ذلك الجزء المعني والمقصود اللاجئين من حقوقهم الدستورية يعني اضعاف جبهة المناوئين للتوطين وهذا ما يرغبه دعاة التوطين والمتواطئين في تنفبذه. ولذا يشك المرء بحسن نية من يضع التوطين والوطن البديل مقابل تحقيق الديمقراطية والتي لن تكون كذلك في حالة تمرير مطالبهم. ولهذا علاقة بمسألة يتغافل عنها هؤلاء، وهي ان التوطين لا يقبل به احد، لكن وإن اصبح خطرا داهما فهذا يعني ان قوى داخلية تدعي الحرص على الاردن برفض الاستحقاق الديمقراطي، متواطئة في مشروع التوطين وإلا فما معنى رفض الديمقراطية اذا كان كل الاردنيين بكل فئاتهم الشعبية يرفضون التوطين وما يرتبط به من مصائب.
فالديمقراطية توطد الوحدة الوطنية وليس العكس، فالأصل هو مواجهة الاخطار التي باتت تهدد الاردن وفلسطين اما عكس ذلك فيكشف عن الارتباط مع مراكز خارجية ومدخل للتوطين، ويتحقق فقط بتشويه الحياة السياسية كما شوهت سابقا بالصوت الواحد حيث حرم الشعب الأردني من التمثيل النيابي الصحيح ووصلت اوضاعه إلى الدرك الذي وصلت إليه الآن.



#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبودية الجسد أم تماهيه مع العقل ؟اسئلة مفتوحة
- نهاية فرد فريد
- الاختبار المنزلي كاستراتيجية تعلمية/ واقع وآفاق
- همسات إلى صديقي مؤيد: هذا ما قاله الراوي على لسانه
- بعل يستطيب القرابين الجديدة
- الكونفدرالية تطل برأسها من جديد
- ديالكتيك الصراع ومشروعية المقاومة
- هل يوجد تقرير فينوغراد عربي
- العراق بين ما هو قائم وما هو قادم
- الليبرالية الجديدة والإصلاح السياسي - الجزء الأول
- الليبرالية الجديدة والإصلاح السياسي - الجزء الثاني
- إنها جريمة بحق الأردن ..وكانت نهاية المشهد
- الامبريالية لا تزال اعلى مراحل الرأسمالية – الحلقة الأولى
- الامبريالية لا تزال اعلى مراحل الرأسمالية – الحلقة الثانية
- صفحات من نضال اليسار -5 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار -4 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار –3 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار -1 الذكرى الخمسون لإلغاء المعاهدة الأرد ...
- صفحات من نضال اليسار -2 الذكرى الخمسون لإلغاء المعاهدة الأرد ...
- آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الأول


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حجازين - تغييب الديمقراطية: مدخل للتوطين وتهديد للسيادة الوطنية