أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - بِسْمِ الياسمينْ














المزيد.....

بِسْمِ الياسمينْ


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 18:42
المحور: الادب والفن
    


أموتُ كما ولدتُ في الإستعارة
تنفرد بي صورة بإيقاع بَرِّي
مِن حُسنِ حَظِي لا عهد للخيال خياله

يكتمل القمر
ينفجر القلب في حضن المطرْ
كما أيّ قلب يجوز شعرا
لا عهد للمطر غير عهده

ماذا في القمر؟
ككلّ قمرْ
لا شأن له بهلع فجرٍ
بلا قمر ولا مطرْ

أُلَمْلِمُ منامي على منام أمّي الذي خبّأتْه في سريري
كي لا أخجل من الشعرِ
إذا نظر في عينيّ خوفا عليْ

هيَ تعرف جيّدا أنّني أُخفي عنها كلّ ما أكتبْ
هيَ لا تقول للنجوم إنّ الفتى يضيع
بل تُصلح بنفسها عدسات النّجوم نفسها التي
أكسرُها كلّ يوم
لأصلح غدا لستُ منه شيئ

أمّي توصي الحَمّام في بيتنا
كن لطيفا مع وجه ولدي
ولا تقل له أبدا أنت لا تحتاج أكثر من حمّام خيال كلّ يوم
فهو عنيد إلى العظم

لا تقل له إنّ جُرح المطر الأسود
لا يداويه حتى الشعر
لا تقل شيئا كي لا يتمزق ثديي فيه أكثر

أُمّي هي جارتي الوحيدة
تَنهض في منامي :
بسم اللّه، بسم الياسمين،
بسم اللّه، بسم الأكليل،
بسم المطر، بسم البرتقال

ابتعد لحظةً
لا تستعر للمطر القمر
خذ الياسمين والبرتقالة
عن وجهه
وَعودَا بعد المطر
تناولا الفطور معه
والحمّامْ

قل أيّ شيئ أيّها الياسمين
بسم نبات الشتاء، بسم الأنبياء وأمّهات الأنبياء
قل أيّ شيئ أيّها الياسمين
هو ولدي،
لا ذنب له

وتطير النسور من ثديها

ينزف أنفي دماء
فأجد الحمّام ساخنا
ومناديلا بيضاء مؤلمة كَلُيُونة الياسمين

أخرج كمن يمشي بين أسماء لا يعرف عنها
غير غصّة بَاسمة
والقلب يخفق إلى الكتفين
والعينان شاردتان في أيّ شيئ
له رائحة مُطَمْئِنَة

بعد المطر
لم أقلّ لأيّ صباح كن لي
لم أقل لأيّ مساء كن لأمّي وحدها
وخذ روحي
وإنّما وحده الياسمين كان يُنبئني
لستَ أنت الذي سيُحِبّ اليوم
بل كلّ يوم
حتى تتعوّد السّحب على تركك لقلبك
و تتفطن النجوم إلى مبالغةٍ في الإغتسال
كأنّ العاشق جاهز للتقبيل
يستعدّ كلّ يوم إلى موت أكيد
رضيع بحجم القبلة
نصفه طيب ونصفه صلاة

كأنّني لم ألد إلاّ لأعود كما ولدت
غلاف مخاض عليه صورة
نصفها ابتسامة ونصفها قبلة على الجبين

الحياة شعر مزهر بين حاجبيك
يقول يا حبيبي
فتأتي أمّي لوحدها
يقول يا أمّي
فتتطاير أطياف امرأة بين عينيّ
ناعمة جَسور حنون
والتوت الأسود على شفتيها

تأتي قصيدة كأنّها من كوكب بلا قصيدة

لا حقّ لي في النفاذ إلى آخِر الخيال
كأن المطر لم يذهب
والقمر لم يبتعد
كأنني لستُ الذي معي
وليس لغير سواي غريب
ولستُ لأمّي إلاّ ما لست لغيرها
رغم أنّها تُغيّر كل ليلة إسم الياسمين
لتقترب الحبيبة من شفتيّ
وترتاح أمّي
من كلّ شيئ

وترضي بأن تصبّ لي الحليب في البريد
و أن يظل ثديها باردا كالجليد
ليعرق الياسمين في نهد الحبيب

وأن تحلم بحفيد
نصفه طيب ونصفه
تُسَمِّيه إبن القصيد
وتناجيه في الحَمَّامْ
بسم اللّه بسم الياسمين
إحفظه لي، هذا الحبيب إبن الحبيب

وليكن شاعرا لأمّه
إبنا لحبيبته أخا لأخيه
وأمّا أنا فَلِي الياسمين
الذي بين يديْ

حباّت المطر لم تعطف
وظلّت تُعاطف بعضها البعض
وَرْدُ البرتقال أعلى
والياسمين أقلّ قليلا

بجوارهما عاطفة واقفة
تعصف بين أحضاني
قل بسم الياسمين أين الحبيبة
فالمجاز يضيع بين ثلاثتنا

كأني أقول
بسم الياسمين
أين الحبيبة
يرتعد البرتقال
والمطر يغمر فمي
يطفو كالياسمين قلبي

أسلّم للخيال القصيد
كي لا يموت البرتقال غرقا
في المجاز

وأهذي في جوار الحفيد
بسم الياسمين
من منّا إبن أمّي
من منّا حبيبي؟؟
يا حبيبي...

صلاح الداودي،



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أتمنّى أقلّ من قبلة بالهارمونيكا
- كلّ النسيان أُحبّكِ
- والحياة لم تحترم أحدا
- وراء كلّ النساء إمرأة
- بآخر الشعراء سأضحّي ولن أسامح؛ بآخر الشهداء سأسامح
- ياء التعبير
- وليكن نفقا في السّماء تمرّ به
- كالرّضيع الذي ضيّع ثدي أمّه في كلّ قصيد
- ويلٌ للحبّ الذي لا يعجبه شيئ
- بسيط بساطة الموسيقى
- بنفس القلب سأحبّك
- هذه مدينتكم
- موعد على لسانك
- فكرة عن حُبّ المعاودة في صورة -أُحبّكِ-
- أُحبّكِ الصُّغرى
- أستطيع أن أحبّك
- كيف لا أحبّك وأنا أحبّك
- -إذن- العاطفيّة
- لا وقت لديّ كي لا أحبّك
- الأشعّة ما فوق السوداء


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - بِسْمِ الياسمينْ