أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - على جناج السلامة للمخرج المغربي عزيز سلمي إستعارات صادمة وكوميديا سوداء ولغة سينمائية دالة














المزيد.....

على جناج السلامة للمخرج المغربي عزيز سلمي إستعارات صادمة وكوميديا سوداء ولغة سينمائية دالة


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 896 - 2004 / 7 / 16 - 07:03
المحور: الادب والفن
    


" على جناح السلامة " للمخرج المغربي عزيز سلمي
إستعارات صادمة، وكوميديا سوداء، ولغة سينمائية دالة
عدنان حسين أحمد / باريس
أثار الفيلم الروائي القصير " على جناح السلامة " لمخرجه المغربي عزيز سلمي ردود أفعال طيبة لدى المشاهدين والنقاد على حد سواء، فهو من الأفلام الظريفة حقاً، والتي تنطوي على حس نقدي عالٍ، وسخرية لاذعة للوضع الإقتصادي الذي يعيشه المواطن في المغرب بحيث يضطر الكثير من المواطنين إلى التنقّل من مدينة إلى أخرى بواسطة اللوريات، أو الشاحنات الكبيرة التي تستخدم لنقل الحصى أو الرمل أو التراب أو أكياس الإسمنت وما إلى ذلك، ولكن المخرج وكاتب السيناريو عزيز سلمي أراد أن يكون صريحاً، وواضحاً في تقديم صورة مرآوية لا تقبل الكذب والزيف والرياء. ففي الكثير من المدن العربية لا يجد المواطن العربي أي حرج في إستخدام حتى وسائط النقل المخصصة للحيوانات، بل أن هذه العجلة القلاّبة كانت تحمل خروفاً إلى جانب أناس من مختلف شرائح الشعب المغربي من الشيخ الطاعن في السن، إلى الرجل القروي، وحتى الإنسان المتمدن الذي يرتدي زياً أوروبياً، والمخرج ليس مغالياً في تقديم هذه الصورة المؤسية عن الحياة اليومية المعاشة في الكثير من البلدان العربية. ولكسر إطار الرتابة، أو للتخلص المؤقت من هذه الصورة السوداوية التي يعرفها المتلقي جيداً، لكنه قد لا يتذكرها إلا إذا صادفته بشكل مفاجئ كما حصل في فيلم " على جناح السلامة "، فقد إضطر السينارست والمخرج إلى التنويع قليلاً من خلال صعود إمرأة شابة مع إبنها الصغير إلى جانب السائق لكي يعطى الفيلم بُعداً جنسياً من خلال تحرشات السائق بالمرأة التي حلّت ربطة رأسها، وبدأت ترفع حافة الثوب إلى الأعلى قليلاً كي تكشف بعض مفاتنها للسائق الذي صدمته هذه الإغراءات المُتعمدة بحيث لم ينتبه إلى الطفل الذي بدأ يعبث ببعض أزرار العجلة، وقد ضغط من دون أن يدري على أحد هذه الأزرار التي رفعت الجزء القلاب من السيارة، وظل مرفوعاً والسيارة تسير بحيث سقط الخروف وبعض المسافرين منها على الطريق الإسفلتي، والسائق غارق في نشوة الأجزاء المكشوفة من جسد الفنانة " سعيدة بعدي ". وحينما ترى مفزرة المرور هذا المشهد اللامعقول تلاحقه، وتستوقفه، وتصادر منه العجلة، وتتركه يعود في عجلة أخرى محملة بالخراف. وبالرغم من أن مدة الفيلم لم تجتز تسعة عشر دقيقة إلا أنه قال أشياء كثيرة من خلال الموسيقى التصويرية التي أبدع فيها ناس الغيوان، والصوت الجميل الذي كان ينبعث من شريط التسجيل، ينسجم تماماً مع حركة السيارة وهي تغيب في منعرجات الطريق، وتظهر مثل كائن خرافي محمّل بالبشر الذين تقطعت بهم السبل. ويبدو في جزء منه وكأنه ينتمي إلى موجة أفلام الطريق التي تحتفي بجماليات المكان الذي تطاله الكاميرا السينمائية، وتوظفه من متن العمل الفني. هذا الفيلم الموغل في سخريته حتى في إنتقاء العنوان " على جناح السلامة " الذي لا يشير إلى أي نوع من السلامة وقد تساقط المسافرون على الطريق الإسفلتي الصلد " عشية العيد ! " هذا الفيلم يرتكز على المثل الشائع الذي يقول " خير الكلام ما قلّ ودل ". فالفيلم قال أشياء كثيرة عبر لغة بلاغية شديدة التركيز، قوية الدلالة. أُخرج هذا الفيلم عام 2002، وقبله كان عزيز سلمي قد أخرج فيلماً قصيراً بعنوان " سبق رؤيته " عام 1999. وفي عام 2003 أخرج فيلماً تلفزيونياً أسماه " أسرار صغيرة " كما أخرج فيلم " عايدة " هذا العام.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنية المفارقة الفنية وآلية ترحيل الدلالة في - أحلى الأوقات - ...
- فيلم - عطش - لتوفيق أبو وائل ينتزع جائزة التحكيم في بينالي ا ...
- الصبّار الأزرق ) بين مخيلة النص المفتوح وتعدّد الأبنية السرد ...
- في إختتام الدورة السابعة لمهرجان السينما العربية في باريس
- الطيب لوحيشي: في السينما استطيع أن أكون واقعياً وحالماً
- إختتام الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام
- المخرج طارق هاشم في فيلمه التسجيلي الطويل 16 ساعة في بغداد. ...
- فوز الشاعر السوري فرج البيرقدار بجائزة - الكلمة الحرة - الهو ...
- الكاتبة الهولندية ماريا خوس. . قناصة الجوائز، ونجمة الموسم ا ...
- التعالق الفني بين التناص والتنصيص ..قراءة نقدية في تجربة الف ...
- رفعت الجادرجي يسطو على تصميم لعامر فتوحي في رابعة النهار
- بعد أربعين من صدوره يسبّب- منهاج المسلم - بترجمته الهولندية ...
- التابو في المشهد الثقافي العربي والإسلامي إشكالية التحريم وا ...
- مهرجان السينما العربية في باريس يحتفي بالسينما العراقية، ويك ...
- مهرجان الحلقة التونسي في روتردام
- حوار مع الفنانة عفيفة العيبي : العمل الفني أشبه ببناء عمارة ...
- الفنان صادق الفراجي في معرضه الشخصي الجديد يدوّن ذكريات المد ...
- عفيفة العيبي في معرضها الشخصي الجديد: فنانة ترسم بتقنيات نحت ...
- صالة Ezerman في مدينة دوكم الهولندية . . تحتفي بأعمال الفنان ...
- المخرج السينمائي طارق هاشم: - 16 ساعة في بغداد - مليئة بالذه ...


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - على جناج السلامة للمخرج المغربي عزيز سلمي إستعارات صادمة وكوميديا سوداء ولغة سينمائية دالة