أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد هجرس - العلم يا ناس!!















المزيد.....

العلم يا ناس!!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2940 - 2010 / 3 / 10 - 15:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا يحتاج الأمر إلي ذكاء خاص لاكتشاف أن عجلة الإصلاح قد توقفت تماما، واصيبت بالشلل »الرباعي« في معظم انحاء العالم العربي. وأن الآمال التي راودت الناس منذ عام 2004 - حين تم اقرار »وثيقة الإسكندرية« - بدأت تتبخر تدريجيا عاما بعد آخر.. حتي كادت الآمال الضائعة ان تتحول إلي احباط ويأس.
ولم يكن ممكنا للمؤتمر السابع للإصلاح العربي - الذي احتضنته مكتبة الإسكندرية في الفترة من 1 - 3 مارس الجاري - ان يتجاهل هذا الواقع العربي المرير.
ولذلك فإن السؤال الرئيسي الذي طرحه العنوان الذي عقد المؤتمر السابع للإصلاح العربي في ظله هو: أي دور للعرب في هذا العالم الجديد؟
لكن السؤال - علي أهميته القصوي - ليس جديدا، بل انه كان.. بشكل أو آخر - الموضوع الرئيسي للمؤتمر السادس للإصلاح العربي الذي عقد في نفس المكان ونفس الزمان لكن العام الماضي وكان عنوانه »العالم العربي بين الحاضر والمستقبل«.
ومنذ ذلك يقول الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية - في تقديمه للكتاب الذي تضمن عرضا لأعمال المؤتمر السادس - ان هذا المؤتمر »يأتي ليستكمل ما بداه مؤتمر الإصلاح الأول في مارس 2004، وما تبعه من مؤشرات وإذا كانت مؤتمرات الإصلاح طوال السنوات السابقة قد سعت إلي تكوين رؤية عامة للإصلاح في الوطن العربي، وتقديم طرح عميق لجوانبه وأدواته وأهدافه ووسائل تنفيذه، فان المؤتمر السادس للإصلاح العربي الذي عقد بمكتبة الإسكندرية في مارس 2009، استهدف توجيه رسالة واضحة للمجتمعات العربية بضرورة النظر إلي الحاضر كطريق حتمي إلي المستقبل وانه مما يترتب علي تشابك المشكلات، وتداخل معوقات التقدم في العالم العربي ضرورة ان تكون هناك نظرة مستقبلية للإصلاح.
واتذكر انني - وكل المشاركين في المؤتمر السادس - توقفنا مبهورين - منذ عام - ونحن نشاهد العرض المذهل الذي قدمه إسماعيل سراج الدين عن التطور الهائل الذي يشهده العالم بدءا من »تنظيم إنترنت فيما بين الكواكب« يربط بين المريخ والأرض وباقي الكواكب وانتهاء بمشروع يقوم علي الربط بين عقل قرد في أمريكا وإنسان آلي في اليابان من خلال قراءة الموجات الكهربائية في خلايا مخ القرد.
هذه مجرد أمثلة للثورة المدهشة التي يعيشها العالم »المتقدم« الآن.. بينما العالم العربي لا يزال ينام ويصحو علي »فتاوي« تتعلق بأمور عجيبة مثل مواصفات الحجاب والنقاب.. وشرعية وصول المرأة إلي الجلوس علي منصة القضاء في مجلس الدولة!!
ورصد المؤتمر - منذ عام ايضا - أن العالم السياسي تعاد رسم خريطته ايضا من جديد، حيث الصين أصبحت تضاهي اليابان في منطقة شرق آسيا، وفي المطالبة بمكانتها في الساحة العالمية، كما يشهد العالم قيام مجموعة من الدول النامية مثل البرازيل والمسكيك وغيرهما بالمطالبة بدورهما والمشاركة في الساحة السياسية كذلك فان الساحة الأمريكية تشارك في الساحة العالمية بفعالية كما في جنوب افريقيا.
أما بالنسبة للعالم العربي فلنا ان نتساءل: أين نحن الآن من حركة التواصل تلك؟
وكانت الاجابة علي هذا السؤال هي: »اننا مازلنا بعد عشرين سنة بعد الحرب الباردة نعيش العالم القديم، عالم مجموعة 77 ومجموعة عدم الانحياز.. وبالاضافة إلي ذلك توجد تحديات اضافية تعوق عملية الإصلاح في العالم العربي، فمازال اربعون بالمائة من أبناء الدول العربية يعانون من الأمية الابجدية ولذلك ليس غريبا ان نجد أنفسنا في ذيل الأمم في مجال البحث العلمي لدرجة ان ما تنشره إسرائيل من أبحاث علمية يزيد عما تنشره الأمة العربية مجتمعة.
كل هذا كان مجرد غيض من فيض وجزء يسير من رؤية نقدية شاملة لتردي الأحوال في العالم العربي وإصرار النخب الحاكمة العربية علي مناوأة الإصلاح والتغيير في كثير من الحالات وفي معظم المجالات.
المدهش.. أن هذه »البكائيات« تكررت - حرفيا - في المؤتمر السابع الذي شاركت فيه منذ أيام ووصل الحال في آخر جلسات المؤتمر - التي أدارها الدكتور خالد عزب - أن أحد المتحدثين من المغرب صاح قائلا »إن النظام العربي مريض مرضا عضالا.. وليس له من دون الله كاشفة« وأن الأمة العربية »شجرة خبيثة اجتثت من جذورها فما لها من قرار«.
ودلل علي السفه في إدارة الخلافات العربية العربية بخسارة كل من الجزائر والمغرب 19 مليار دولار سنويا بسبب المشاكل الحدودية العبثية.
كما دلل علي النفاق العربي في رفع شعارات وحدوية قولا وانتهاكا فعلا بحقيقة بسيطة جدا ورمزية للغاية هي أنه لا توجد سفارة عربية واحدة ترفع علم الجامعة العربية إلي جانب علم الدولة لعربية.. أي دولة عربية، في حين نجد علم الاتحاد الأوروبي يرفرف فوق سفارات كل الدول الأعضاء في الاتحاد.
ورغم ان الدكتور إسماعيل سراج الدين حاول - في كلمته الختامية - التخفيف من النغمة المحبطة من أحوال العرب، وحاول زرع بذور للأمل فانه لم يستطع تجنب الاعتراف بالتراجع الرهيب للعقل والعقلانية في العالم العربي الذي نعيش فيه اليوم، حتي مقارنة بأحوال العرب في العصور الوسطي حيث كان ابن الهيثم يقدم إسهاما حقيقيا واضافة حقيقية للعلم وفي نفس الوقت كان أبو العلاء المعري يملأ الدنيا بأفكاره وأشعاره ويصول ويجول ويحلق في سماء الابداع إلي درجة »الشطحات« دون ان يقول له أحد: ثلث الثلاثة كم؟
وهو ما لا يمكن لأحد في يومنا هذا ان يقول عشر معشاره!!
ولاحظ سراج الدين - بحق - البعد عن الثقافة العلمية الحديثة، ولاحظ بالمقابل التهافت علي إقحاما الدين فيما لا علاقة به مستنتجا ان »زيادة الطلب علي الفتوي تعطيل للعقل« ومطالب بـ »احترام الاسلاف لا تقديسهم«.
ورغم كل هذه الظواهر السلبية المخيفة لم يشأ إسماعيل سراج الدين ان يزيد الدنيا ظلاما في عيوننا فأعرب عن أمله في ان يكون المؤتمر السابع »منعطفا مهما في أعمالنا من النقد إلي تشكيل صورة لمستقبلنا« مؤكدا ان »صناعة المستقبل بأيدينا«.
وهذا صحيح.. لكن بشروط.. معلومة وموصوفة.. لكنها موضوعة - مع سبق الاصرار والترصد - في ثلاجة الأحلام العربية المؤجلة.. إلي أجل غير مسمي.. في ظل الوفاة الأكلينيكية للإدارة السياسية.
وبصرف النظر عن »البكائيات« أو قصائد »المديح«.. فان المؤتمر السابع للإصلاح العربي يكفيه أنه اطلق صيحة تحذير جديدة خلاصتها ان مصر والعالم العربي سيواجهان مشاكل وتحديات جديدة وخطيرة.. وانهما سيحتاجان - في مواجهة هذه المشاكل وتلك التحديات إلي أقصي درجة من »العلم«، فكلما قال نهرو منذ اربعينيات القرن الماضي فان »المستقبل للعلم وأصدقاء العلم«.. بينما نحن نهرول الآن لركوب قطار الخرافة واللاعقلانية.. فهل هذا معقول يا ناس؟!!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الدولة يحكم ب -وأد- المصريات!
- مخالب دولية لاتفاقية مكافحة الفساد
- معاقبة صحفَّية.. بسبب أمانتها المهنية!
- حتي القضاة.. معرضون للخطأ
- سعد هجرس : الخرافة تسيطر على فكر المصريين والعقل يتراجع
- هناك شيء عفن.... فى البرلمان!
- تحذير دولى للنائمين فى العسل .. مصر... دولة فى وضع -حرج-
- بدلاً من خطاب الشكوى .. وبديلاً عن استراتيجية المراوغة
- وقائع خطيرة تستدعي وضع النقاط علي الحروف .. من الذي يحمي كل ...
- قبطى.. لامؤاخذة!!
- ترجمة -جوجل- .. الشيطانية!
- ترجمة جوجل -غير الشيطانية-
- تعامل مصر -الخشن-.. مع قوتها -الناعمة- .. محمد صالح .....الآ ...
- نجع حمادى.. - حقل الأرز- الذى أصبح -مزرعة ذئاب-!
- مبادرة «شق» الإخوان (1)
- مبادرة «شق» الإخوان (2)
- ممنوع الدخول: توارد الخواطر بين -الإمارة- و-الحارة- و-النقاب ...
- علاقة مسمومة: ظلم عواطف حميمة.. واستفزاز مجتمع فقير
- الدعائم الأربع لحرية الصحافة فى مصر
- هل كان مفروضاً أن يكون مصر حامد أبوزيد.. لاعب كرة؟!


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد هجرس - العلم يا ناس!!