أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعد هجرس - مخالب دولية لاتفاقية مكافحة الفساد















المزيد.....

مخالب دولية لاتفاقية مكافحة الفساد


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2922 - 2010 / 2 / 19 - 00:04
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


رأينا في المقال السابق كيف أن دول العالم قد »انتقلت نقلة موضوعية نحو جعل مكافحة الفساد جزءاً لا يتجزأ من سياساتها المعتمدة في مجال منع هذه الجريمة، وبالتالي الانتقال من قبول الفساد إلي ثقافة مغايرة تنبذ الفساد وتدينه«.
هذه النقلة الموضوعية تحققت بنجاح المؤتمر الثالث للدول الأطراف الموقعة علي اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والذي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 8 إلي 13 نوفمبر ،2009 في التوصل إلي »آلية استعراض تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد«.
ورغم أن اسم هذه الآلية ليس »عاطفياً« وليس سهل الفهم، فإن الاتفاق علي تفعيلها حدث تاريخي لأنه يعني ــ باختصار ــ أن الفساد في أي دولة لم يعد محصناً، بل إن هناك متابعة »عالمية« له، وأن الفاسدين والمفسدين في أي مكان سيصبحون من الآن فصاعداً تحت الميكروسكوب العالمي.
وتنويراً للرأي العام بحكاية هذه الآلية تفضل النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ــ الذي رأس وفد مصر في مؤتمر الدوحة ــ بتزويدي بمعلومات مفصلة عنها.
والنقاط البارزة بهذا الصدد هي:
ـ أنشئ بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد مؤتمر للدول الأطراف في الاتفاقية إذ نصت المادة 63/1 من الاتفاقية أن الهدف من هذا المؤتمر هو »تحسين قدرة الدول الأطراف وتعاونها علي تحقيق الأهداف المبينة في هذه الاتفاقية ومن أجل تشجيع تنفيذها واستعراضه«.
ـ أصدر مؤتمر الدول الأطراف الأولي الذي عقد بالأردن 2006 قراراً بإنشاء فريق عامل مفتوح العضوية لاستعراض تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد الهدف من ذلك الفريق هو بحث ما هي أفضل وأنسب الوسائل لكيفية استعراض تنفيذ الاتفاقية.
ـ اجتمع الفريق العامل المعني باستعراض تنفيذ الاتفاقية خمس مرات خلال الفترة من 2007 حتي 2009 بمشاركة جميع الدول الأطراف والدول الموقعة علي الاتفاقية، تم خلال تلك الاجتماعات الإطلاع علي جميع المقترحات المقدمة من الدول حول التصورات الخاصة بشكل الآلية وكيفية عملها.
ـ شاركت مصر مشاركة فعالة في جميع اجتماعات فريق استعراض التنفيذ وعقدت لقاءات ومشاورات إقليمية ودولية مع الدول الأطراف بهدف التوصل إلي اتفاق بشأن الآلية ففي شهر سبتمبر 2009 عقد اجتماع لدول جامعة الدول العربية بهدف توصل الدول العربية إلي اتفاق بشأن شكل آلية الاستعراض وقد انتهي ذلك الاجتماع إلي توصيات مثمرة.
ـ وعلي الصعيد الدولي اتفقت مجموعة من الدول المتشابهة التفكير علي تصور شامل بشأن الآلية والمبادئ التوجيهية للخبراء وتم تقديم ذلك المشروع المقترح باسم المجموعة إلي مؤتمر الدول الأطراف الثالث بالدوحة.. وقد استند ذلك المشروع إلي التوصيات الصادرة عن مؤتمر جامعة الدول العربية.
ـ تضم المجموعة المتشابهة التفكير في عضويتها كلا من مصر ــ روسيا ــ باكستان ــ الجزائر ــ الصين ــ زيمبابوي فنزويلا ــ أنجولا ــ إيران.
ـ علي الصعيد المقابل قدمت مجموعة من الدول الأخري مشروع قرار بشأن آلية الاستعراض، أعضاء تلك المجموعة السويد »بصفتها رئيس الاتحاد الأوروبي« ــ دول الاتحاد الأوروبي ــ تركيا ــ المكسيك ــ بيرو ــ شيلي ــ ليختنشتاين ــ سويسرا ــ النرويج«.
ـ مشروع القرار المقدم من المجموعتين توجد فيه كثير من التشابهات والنصوص المتفق عليها من الجانبين.
ـ يقوم باستعراض كل دولة طرف دولتان من الدول الأطراف وتكون إحدي الدولتين القائمتين بالاستعراض ان أمكن دولة لديها نظام قانوني مماثل لنظام الدولة الطرف التي هي قيد الاستعراض وإن أمكن تنتمي إلي المنطقة الجغرافية نفسها التي تنتمي إلي الدولة الطرف الخاصة للاستعراض.
ـ لا يجوز أن تقوم الدول الأطراف باستعراضات متبادلة »لا يجوز للدولة الخاضعة للاستعراض أن تستعرض احدي الدولتين القائمين باستعراضها«.
ـ يجري اختيار الدول الأطراف المشاركة في عملية الاستعراض عن طريق سحب القرعة.
ـ يجوز إعادة سحب القرعة مرتين علي الأكثر ويجوز تكرار سحب القرعة أكثر من مرتين في ظروف استثنائية.
ـ إلا أن من أهم نقاط الخلاف بين المجموعتين هو تمسك مجموعة الدول المتشابهة التفكير أن يتم تمويل عمل الآلية من الميزانية العادية للأمم المتحدة أما بشأن تدريب الخبراء فيكون من التبرعات في حين أن المجموعة الأخري التي تتزعمها السويد رئيس الاتحاد الأوروبي فإنها تتمسك أن يكون تمويل الآلية من التبرعات.. وقد رفض الوفد المصري الذي شارك في جميع الاجتماعات الخاصة بفريق الاستعراض وكذا مؤتمر الدول الأطراف ان يكون تمويل الآلية من التبرعات نظراً لأن ذلك سيؤثر علي حيادية الآلية وسيشكل خطورة علي استمراريتها بانتظام واضطراد وطلب تبرعات من الدول التي من الممكن أن تفرض شروطها وتؤثر علي نزاهة الآلية.
ـ ومن ضمن النقاط الخلافية أيضاً نشر السيرة الذاتية للخبراء قبل إجراء القرعة إذ أكدت مجموعة الدول المتشابهة التفكير علي حق الدول التي ستخضع للمراجعة أن تطلع علي السيرة الذاتية للخبراء حيث سيتم نشر قائمة بأسماء الخبراء تتضمن سيرتهم الذاتية وانتماءاتهم ومجالات خبرتهم.
في حين تمسكت المجموعة الأخري بحذف كلمة »انتماءاتهم«.
ـ أما بشأن مدي إمكانية نشر التقرير النهائي الخاص بالدول الخاضعة للاستعراض.. وهل يكون ذلك بالنص الكامل أم الاكتفاء بملخص.
ـ خلال مؤتمر الدول الأطراف الثالث بالدوحة تم اقرار آلية الاستعراض وصدر قرار انشاء الآلية في صورته النهائية حيث نص القرار ان تمويل الآلية وأماناتها من الميزانية العادية للأمم المتحدة في حين أن الزيارات الميدانية والدورات التدريبية للخبراء تمويلها من التبرعات وبشأن السيرة الذاتية للخبراء فقد انتهي القرار إلي أن يتم قبل سحب القرعة نشر قائمة بأسماء الخبراء الحكوميين، تتضمن معلومات عن خبراتهم المهنية ومناصبهم الحالية، ومناصب أو وظائف أخري ذات صلة ومجالات الخبرة اللازمة لدولة الاستعراض.. وان تقرير الاستعراض يظل سريا في حين أن الملخص التنفيذي يتم ترجمته إلي لغات الأمم المتحدة الست وينشر مع تشجيع الدولة الطرف قيد الاستعراض علي نشر تقريرها الاستعراضي أو نشر جزء منه.
ـ نجحت مجموعة الدول متشابهة التفكير في تمرير معظم بنود المشروع المقدم منها نظراً لأنه كان متوازناً فعلي سبيل المثال كان يؤكد علي حق المجتمع المدني في المشاركة في عملية الاستعراض أثناء إعداد التقرير وكان أيضاً يتمسك بأن يكون تمويل الآلية من الميزانية العادية للأمم المتحدة حتي تعمل بانتظام واضطراد دون توقف.
ـ خلال عام 2010 سيتم سحب القرعة لاختيار الدول الخاضعة للاستعراض والدول التي ستقوم بعملية المراجعة للدول الخاضعة للاستعراض وسيتم ارسال القائمة المرجعية للتقييم الذاتي للدول لملء بياناتها ثم يقوم الخبراء بمراجعتها وتحليلها وطالب استفسارات إضافية إن كان وإذا وافقت الدولة الخاضعة للاستعراض سيستكمل الاستعراض المكتبي بزيارات ميدانية أو بعقد اجتماع مشترك في فيينا.
>>>
وبعد توجيه الشكر للمستشار عبدالمجيد محمود علي هذه المعلومات القيمة.. نواصل في مقالنا القادم التوصيات المطروحة لكيفية التجاوب المصري الأفضل مع هذه المستجدات.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاقبة صحفَّية.. بسبب أمانتها المهنية!
- حتي القضاة.. معرضون للخطأ
- سعد هجرس : الخرافة تسيطر على فكر المصريين والعقل يتراجع
- هناك شيء عفن.... فى البرلمان!
- تحذير دولى للنائمين فى العسل .. مصر... دولة فى وضع -حرج-
- بدلاً من خطاب الشكوى .. وبديلاً عن استراتيجية المراوغة
- وقائع خطيرة تستدعي وضع النقاط علي الحروف .. من الذي يحمي كل ...
- قبطى.. لامؤاخذة!!
- ترجمة -جوجل- .. الشيطانية!
- ترجمة جوجل -غير الشيطانية-
- تعامل مصر -الخشن-.. مع قوتها -الناعمة- .. محمد صالح .....الآ ...
- نجع حمادى.. - حقل الأرز- الذى أصبح -مزرعة ذئاب-!
- مبادرة «شق» الإخوان (1)
- مبادرة «شق» الإخوان (2)
- ممنوع الدخول: توارد الخواطر بين -الإمارة- و-الحارة- و-النقاب ...
- علاقة مسمومة: ظلم عواطف حميمة.. واستفزاز مجتمع فقير
- الدعائم الأربع لحرية الصحافة فى مصر
- هل كان مفروضاً أن يكون مصر حامد أبوزيد.. لاعب كرة؟!
- قبل أن نسير فى جنازة الصحافة التى أحببناها
- الأذان فى مالطة.. وسويسرا!


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعد هجرس - مخالب دولية لاتفاقية مكافحة الفساد