أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم كاصد - مقاهٍ لم يرها أحدٌ














المزيد.....

مقاهٍ لم يرها أحدٌ


عبدالكريم كاصد

الحوار المتمدن-العدد: 2940 - 2010 / 3 / 10 - 12:46
المحور: الادب والفن
    


1-


مقهىً عند الجسر
تؤمّهُ القوارب فجراً
تنتظر
تنتظر
ثمّ ترحل فارغة
دون مجاذيف
أين تٌرى ترحلُ القوارب؟


2-


المقهى الذي جرفهُ النهر يوماً
بزبائنهِ
وكراسيّهِ
وطاولاتهِ
ها هو الآن يهبط عند الجرف
شجرة تنبتُ في جبهتهِ،
كالقِرن
شجرة في العراء


3-


في طفولتي
ثمة مقهىً لا أتذكّر منه أبداً
غير جلد ثعلب أبيض
يلتصق بالحائط
عند الباب
بوجهه الصغير
وعينيه المغمضتين
وغير أشباحٍ تكاد أن تعثر بالهواء
...............................
لعلّهُ مقهىً أبصرتهُ في الحلم!


4-

مقهىً
تقابله دكة
ونهر
عند الدكة ثمة منْ يجلسُ يرتشف الشاي
ويحدّق في مرآة المقهى
حيث تمرّ الحوريات
(في الشارع أم في النهر؟)

المقهى ماعاد هناك


5-


المقهى لم يعد في مكانه
الشارع لم يعد في مكانه
الناس لم يعودوا في أماكنهم
حتى الموتى غادروا إلى قبورٍ أخرى
عمّ تُرى تبحثُ
أيّها العائد؟


6-


لا أدري ما الذي يسرّ في هذا المشهد
ثلاثة مشنوقين تتدلّى أرجلهم في الهواء
وشجرة وحيدة
وناسٌ يحتشدون
وقد يفضّل الجلوس بعضُهم هناك
في المقهى الذي يقابل الشجرة
محدّقاً
في الأرجل التي تتدلى في الهواء
الأرجل التي ستهبط بعد قليل
لتغادر المكان إلى الأبد

7-

مقهىً يقطعه الشارع نصفين
التخوت على جانبيه
تمتدّ
ولا تنتهي أبداً
- "أين تنتهي التخوت؟"
قال الطفل
وقد اصابه الدوار


8-


مقهىً بعيد
أستعيده شجرة
سقفها ورقٌ وغصون
وكراسيّها خشبٌ
والذين يؤمونها
يُؤثرون الجلوس خفيفينَ
فوق الغصون



9-


المقاعد لا تثغو أبداً
فهي صامتة
تحدّق في النهر طوال النهار
كأنها تنتظر أحداً
لكنّها فجأة في المساء
تهبط النهر
مقعداً..
مقعداً
مالئة الجوّ بالثغاء


10-


السفينة الراسية عند النهر
المحاذي للسوق
لم تعد سفينة
منذ أن فاجأها الصيف بالبياض
وصُفّت عليها المقاعد
وجاء إليها الذين يمرّون
دون أن ينتظروا صفيرَها ثانية


11-


هنا المقاهي بعدد الأرصفة
أنا وظلّي
كثيراً ما نقتسم طاولة واحدة
دون أن نملّ الانتظار
(انتظار منْ؟)
أحياناً يغادرني ظلّي
فلا أكترث
(أين يغادرني ظلي؟!)


12-

ذلك المقهى الموشك على الطيران
كمركبة فضائية
لم أرهُ حين عدتُ إليه
ولم أرَ روّادهُ .. أصدقائي
أين هم الآن؟
في أيّ كوكب تُرى؟


13-


مقهىً أعرج
يقف على حافة نهرٍ بساق واحدةٍ
ولا يغادرها أبداً
حتى تقترب تلك الشجرة
سابحة في الليل
لتصير له ساقاً ثانية


14-


الشمس
غارقة،
تستغيث بالقوارب
والنهر
ما أشدّ وحشته!
وقد ضاع
ثمة ضوء
ينطفئ الآن
لعلّه مقهى!


15-

مقهىً
تلتقي عنده الطرق
وتفترق
في الليل
تؤمّهُ الذئاب
وفي النهار
النهار الطويل
- يا للهول -
تختلط الأشباح فيه بالبشر


16-


الحافلات مضت
سائقوها مضوا
الطاولات فرغت
والكراسيّ أيضاً
السماء فرغت
لا أحد هناك
صحراء...
لماذا المقهى إذن؟


17-

مقهىً ناءٍ
يسوّره الماء
وتحرسه الفزّاعة
(ممّن؟)
وقد دخل العصفور الآن
وحطّ على كتف الفزّاعة
مقهىً ناءٍ
لا يحرسه أحدٌ


18-

في يومٍ ما
في مقهىً
لم أعرفْ أنّهُ مقهى أشباحٍ
أمضيت نهاري
لم يزحمني أحدٌ
أو يوقظني أحدٌ
(حين غفوتُ قليلاً)
أو.....
كانوا يأتون ويمضون
ويخشون..
الهمسَ
تراهم يخشون الحيطان؟
تراهم يخشون..
تراني شبحاً أيضاً؟


19-

أراد محمد خضير مرّة أن يهبط النهر لينادي على حوريةٍ كي يُجلسها في مقهى الدكة إلاّ أنّ صديقاً منّا ضحك كثيراً وكان الأوّل من غادر معها
.............
لم نرَه بعد


20-


القفص
ذاهباًُ، آيباً
تؤرجحه ببغاء
لن تهدأ
حتى لو غادر كلّ الناس
وشبّ حريقٌ في المقهى؟


21-


مقهىً
ما دخلتهُ يوماً
إلاّ وكانت نراجيله وحدها
تئزّ
(أين روّادهُ؟)
قال لي عبدالأمير الحصيري فيما بعد
إنه مقهاه

22-


أوه..
يا لذاك المقهى
كم يبدو بعيداً..!
كيف ترى أجتازُ إليهِ صحارى سنواتي
لألامسَ سدرته الواقفة أبداً
عند الباب


23-


كم يضيق صالح الشايجي بالمقاهي ..!
حاملاً قطاره السريع في جيبهِ
ليقلّنا جميعاً
إلى أوّل بارٍ في الشارع


24-


ثمّة مقاهٍ تنبتُ كالفطر أيام الحرب
مرّة
كانت الحرب تقترب
ومقهانا يتسع ويتسع
مكشوفين للطائرات
طائرات..
طائرات..
ونحن ننمو كالفطر
ونحدّق..


25-

في محطةٍ نائيةٍ
ثمة كرسيّ
وقدح شاي
ولا قطار هناك
أو مسافرين
المقهى وحدهُ!


26-

يا لهدوء قلبي
بعد العاصفة!
أية عاصفة؟
فنجان القهوة
يلمع في الشمس
والكرسيّ
في الفراغ



#عبدالكريم_كاصد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هايكو: جاك كيرواك
- لعبة واحدة، اثنتاعشرة قصيدة، والشاعر العربيّ في المنفى
- من مختارات هارولد بنتر الشعرية
- الشاعر خارج النص: قصائد مختارة
- الشاعر خارج النص:الفصل الخامس
- الشاعر خارج النص: الفصل الرابع
- الشاعر خارج النص: الفصل الثالث
- الشاعر خارج النص: الفصل الثاني
- الشاعر خارج النص: المقدمة والفصل الأوّل
- غابات الماء أم غابات الأخطاء؟
- الأيديولوجيا لا تأسرني - حوار: عدنان البابليي
- ترجمات إليوت إلى اللغة العربية
- ما أوسع المقبرة.. ما أضيق الجبل!
- نوافذ
- مرثية
- أربعون فدّاناً- ديريك والكوت
- هنالك في مالمو
- شهادة أم شهادتان: القسم الثاني
- شهادة أم شهادتان: القسم الأول
- قصائد قصيرة


المزيد.....




- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم كاصد - مقاهٍ لم يرها أحدٌ