الفرات ...النهر ومدينة الناصرية* ..!

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2932 - 2010 / 3 / 2 - 21:13
المحور: الادب والفن
    

1
مفردة ( مرات ) حين تبدل ميمها الى فاء ..تصير فرات ...!
ولكن الفرات يبقى ولمرات لاتحصى ..
يمر أمام المدن ..
والمدن لاتعطيه سوى عطشها ..!

2
شَرَبَنا الفرات قبل أن نَشرَبَهْ ..
عاش في الشرايين كما دم دمعة في سيلان الخدود ..
كلما بكى ...النخلُ مناديله ...!

3
هو النهر خلقهُ الله للعطش فقط ..
ولأغاني الزنازين ...!

4
الفرات النهر الوحيد في الدنيا يمشي بعاكزين ...
بسبب جروح الموج الاتية من رصاص اغاني الصيادين ..

5
يقع الفرات على ضفاف الناصرية ..
وحين يعطش ..يشرب من دموع امهات المدينة اللائي شطرتهن الحروب نصفين ..
نصفٌ الى الله ..ونصف لرسائل عشق ابنائهن .!

6
الانهر لاتبكي ...
إلا حين تئن المدن من عطر الجفاف ...
وكذا الفرات ..
يجف ...
وعلى ارصفته يصنع الفقهاء خرافة الشُرب من المحيط ..!

7
النهر يشبه طفولتنا وكهولتنا ومساء النعش...
عندما نفقد وطنا في ذاكرة صديق ...
نحن نبكي ..
والفرات الجميل ...
له ضحكة من ألم .!

8
تقع الناصرية على ضفاف الفرات ...
مكسرة اضلعها من حنين حناجر الفقراء ..
وكلما الله صنع حضارة جديدة ..
نذكرُ الدنيا بأن الحرف هنا ضاجع الطين بعاطفة الجسد والروح والغناء .!

9
كل فرات حياة ...
وكل ناصرية ..
دمعة شهيد ..
وخراب يرتدي زفة العرس احمرا خجل في خواطر حاكم المدينة ....!

* الناصرية : جنوب العراق ( 360 كم جنوب مدينة بغداد ) بناها الوالي العثماني مدحت باشا 1869 ميلادية .لايميزها في هاجس مدن الدنيا كلها سوى تفرد حنجرتها في الغناء ولون اللوحة التشكيلية وصناعة الساسة المقدرين لأعواد المشانق .وهي المدينة الوحيدة في الدنيا بارعة في صناعة الجنود والشهداء والشعراء ايضا ...!

المانيا 2 مارس 2010

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل