أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم عبد مهلهل - كارل ماركس الروح ...شكل الوجدان ..والهاجس الغامض ...!














المزيد.....

كارل ماركس الروح ...شكل الوجدان ..والهاجس الغامض ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 16:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تمتد الروح بمساحة من الخيال والأطياف المرئية على شكل مشاهد ضوئية متخيلة تبدأ في مرحلتين ، واحدة ناشطة عندما يكون الكائن نشطا ومستيقظا ويمتلك الوعي ، وأخرى وهي في مساحة اقل عندما يمتلكنا النوم والأحلام ... فيما نجهل مصير هذه المشاهد ونفسها عندما يحل الموت على الجسد ، ويقال أن الروح تظل هائمة فوق الجسد المسجى تحت التراب حتى قيام الساعة ..!
أمي افترضت في حكاياتها وهي تود ضبط سلوكنا الحياتي من أجل الصلاة والعلم والصلاح ، وهي ترمق بنظرة قلقة صورة لكارل ماركس ثبتها على الجدار بفضل حماس قراءة الكتب الأولى ...ومرة علقت على الصورة : هذا الرجل أيضا له روح ولكنها معلقة في لحيته .
نضحك ونطلب منها تفسيرا لتعليقها .فترد بحكمة غريبة :رجل مثل نظرته العجيبة لابد أن يريََ روحه لمن ينظر أليه ...!
بقيت كل طفولتي أنظر إلى تلك الروح فلم أعي منها غير معرفة عطر الخبز وتلمس أجفان الممثلات الجميلات في أحلام الليل .ولهذا كنت اعتبر روح هذا الرجل الكوني بعض وقود اللحظة الفاتنة التي كنا نرى فيها رغبة الروح تفوق حتى رغبة الجوع ليتخلص من ألم الدمعة والحاجة والفقر والمظلومية ..!
كانت أمي تقول :عندما يطارد الشوق واحدة سيرغمها على النعاس حتما ..!
ولهذا كان شوقنا إلى تلك الروح يجلب لنا نعاس الكتب والتمني ، فكانت روح الرجل جزء من تواريخ تاهت بين براءة التعلق باللحى وبين رتب رجال الشرطة المصطف على اكف بدلتهم الشتوية كما تصطف خطوط العبور في شوارع المارة ..!
بين نعاس الأمس ونعاس اليوم تغيرت ثقافة الروح كثيرا .كانت روح ماركس في تلك الأزمنة هي روح إباؤنا الطيبون الذين يجاهدون من اجل قوت اليوم فقط . روح سارتر وجيفارا وزهور حسين وأم كلثوم وبرجيت باردو وهند رستم والسياب واراغون وملا عبود الكرخي وبابلو بيكاسو وألن ديلون ورشدي اباظة واناس خلقوا للمعنى كلاما ساحرا في دهشتهم وأشواقهم وكتبهم وأصواتهم وفرشاتهم .
هؤلاء كانت أرواحهم تفترش خواطرنا كما يفترش الوردة عطره لواحدة ملئها الغرام من أجفانها حتى أخمص قدميها ..!
وربما هاجس حداثة الفلسفة التي جاءت بها لحية ماركس هي من كانت توحد أرواح هؤلاء حتى مع اختلاف مذاهبهم وفلسفاتهم ومشاربهم .
لقد صنع الرجل عصرا أخرا من التفكير حرك حتى العقل الديني ليفتش ثانية عن محاججات الوجود الإلهي وهيبته وأزليته . لهذا كنا نستمتع كثيرا في محاورات الجدل القائم بين الدين والماركسية وكنا نعتبرها هاجسا صحيا للكشف عكس ما يعتقد اليوم انه هاجس لصناعة الإلحاد الذي مات مع موت الدولة السوفيتية .وبقى التراث الماركسي مثل خيال مآتم وليس ( مآته ) وربما تريد العولمة أن تجعله ذكرى وتراث ولوحة لزمن شاعري على جدران اللوفر .مادامت دبابات بريمر وكابول وشارون وحسن نصرالله والقرضاوي قد زحفت بالرؤى الجديدة والفتاوى الحاسمة .!
مجد تلك الروح أنها كانت تعيش في الأمكنة التي يسحقها الفقر .وفي ذات اللحظة كانت تعيش في موسيقى رقصات الباليه وعلى أجنحة الحمام .
أما هل عُممت أحلام الروح من قبل مريدها بالشكل الذي ترضي هذه الروح .فهذا صعب أن يجاب عليه ؟
بالرغم من إن الإجابة العاقلة تقول :إن المحاولات كلها وقعت في تعسف التطبيق ومزاج السلطة ودخان البنادق ونصال الحراب وأنانية البعض والمضاد الرأسمالي ...!
تلك الروح وغيرها من الأرواح الشفافة .أدباء . سياسيون .رجال دين .فنانون . عشاق .فقراء .جنود من أزمنة حروب الدمعة . بمجموعها تشكل الهاجس البشري وديموته .وجمع كل هذا الصفاء في ذاكرة واحدة حتما سيحل لغز الروح الصعب ....!
وعليه إلى روح ماركس ومعها كل الأرواح الذي حملة ذاكرتها على مرايا العقل والتفكير والحلم منذ آدم وحتى اليوم ، أحاول أن أضع في الرؤية الشعرية أدناه بعض خيال التصور عن الروح .مدركاً أن نصف الروح نستطيع أن نراه جيدا في دموع أمهاتنا في النصف الأخر في علم الغيب وخلق الرب:

1
الروح ، هي الطيف الذي يلازمنا بخيال الزمان ، اللحظة الحالية وما قبلها وبعدها ، وكل جسد له طيف ، وكل طيف له وعي وقيمة .جمع الوعي بالقيمة هو الروح ...
وقديما قالوا : روحك في عقلك .
قيل والمجنون :هل هو دون روح ...؟
قالوا :المجنون هو الروح في مراحلها العليا .
قيل فلماذا هو بدون ثبات ...؟
قيل :لأنه يعيش هيام المطلق ومثواه الفردوس سوى كان مؤمنا أو يعبد الحجر...

2
من هيام الغرام يصنع البوذي روحه ..
كهنة بابل صنعوا أرواحهم من رموش الآلهة ..
المسلمون أرواحهم بآيات جبريل بمكيتها ومدينتها ...
في المحصلة ..
حتى العلم يقول :الروح هو الأيمان بشيء لايرى ولكننا نحسهُ...

3
مكنني مساء في تاج محل أن اكتشف عظمة روح المكان ...
أدركت إن الوفاء لشيء اسمه الأنثى يخلق للروح عشقا أسطوريا ..
ومن هذا العشق أخذت عفشي لسفرة أبدية أردت فيها أن ابتعد خفافا عن هذا اللغو الماجن المسمى عولمة ..
وفي النهاية تشعر روحي بخيبتها عندما ترغمني أمي على تبديل القمر الفضائي في الصحن اللاقط ..
لاتذكر الصعلوك البصري الذي قال:
يالتعاسة الزمن ..
أرواحنا معلقة في رموش مذيعات التلفاز....!

4
غيبني ونساني ..
وكلما ذكرته ..
حك رأسه وهجاني ..
ما باله وكأنه سهى ..
وأنا الذي فرشت له أصابعي ليكتب كل قصائده .تاه مع روحه ..
فتيهنا معه ..
ومع التيه غزتنا الدبابات..!

5
الروح أن نكون في المكان القصي ..
جالسون على عرش الورد ونتأمل أيامنا ..
كم من أصدقاء ذابوا فيها تحت الشمس المحرقة ..
وكم من الأباء لفظوا أنفاس الخبز ..
فيما نحن دعاة الثقافة ..
نلهوا بالكلمات لنتحاشى زمجرة الرب والحرب والأزمة المالية ..
وما تبقى ..
تاه في بازار اصفهان ...



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعاذرا ..حقول عباد الشمس .................!
- في بيت النبي إبراهيم .........ع
- طشت خردة ..لثلاثاء دام ٍ في العراقٍ....!
- نجم مندائي في جفن الأخضر ....!
- المندائية ( الضوء بثوبه الروحي الأخضر )
- كاتم الصوت ..وكاتم السر ..وكاتم الدمعة ..................... ...
- شيء عن الجمال ...
- على رمش نبي وجنح قديس ..
- العراق المندائي ...والعراق السريالي ..
- جفن الوردة .وهي ..وهو ..والمفخخة ........!
- من اسرار الرؤيا المندائية للكون ...!
- طين مندائي .يصبغ لوحة بيكاسو بالعشق..!
- تهدجات مندائية - عراقية..!
- هذا الحلو قاتلني ..ياعمة ...!
- الانتحاري الجزار ..وبرياني المنطقة الخضراء ...!
- انف كيلوباترا ...انف بول بريمر
- خطاب الرئيس القذافي وشيء من الهوى
- الرمل ..قراءة لذاكرة عاطفة الخيمة ( الأم )
- بوذا ( جسد الوردة ، الضوء ، المرأة )...
- الروح ...وأزل بقاءها في المكان


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم عبد مهلهل - كارل ماركس الروح ...شكل الوجدان ..والهاجس الغامض ...!