أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم عبد مهلهل - بعاذرا ..حقول عباد الشمس .................!














المزيد.....

بعاذرا ..حقول عباد الشمس .................!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 00:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم تكن هناك أمكنة في خارطة الأرض اجمل من أمكنة القرى الزراعية التي تحتضن في صباحاتها ضوء الشمس ونعاس الطيور والحقول التي تنسج من ندى الفجر تأوهات غرام بيوت الطين والقصب وموسيقى يتركها الليل مبعثرة بين الأجفان كما تتبعثر النجوم على جسد السماء .!
بعاذرا قرية غالبية سكانها من أبناء الطائفة الايزيدية ...تعيش أحلامها بهدوء طقوس أهلها عندما يجاهدون بصبر وصمت وإيثار على صنع يومهم كمن يدفع بالحياة إلى الأمام .فقط لتمضي دون أن يلوثها هاجس المحاججة والتخوين والموت .ولهذا هم يقولون لضيفهم أي كانت رؤاه ومذهبه :عش معنا كأنك نحن .ولكن لا تضع أسئلتك في طقوسنا .فالضرع لن يترك حليبه أبداً.
وعليه أنا ضيف المكان علي أن احترم الطقس وصاحبه وامضي لتأمل الصباح هنا وقد طرز خاصرته بحقول مذهلة السحر وقد اتشحت باصفرار عباد الشمس ورسمت للناظر هيبة المشهد وشفافيته ويقابلها قي المنظور مدا آخراً من حقول القمح والشعير ليتحدا في أجفان أفق ازرق لتقول لك بعاذرا :استرح مع عينيك وأحلامك وحين تفارقني تذكر دهشة صباحاتي وطيبة أهلي وبساطة الحياة عندما الجبل خاصرتها ودمعة مغتربيها غطاء لالف حلم لأيزيديين هاجروا عن قراهم .فقط لاجل أن يهربوا من الفقر وتشاحن القوى والتقسيم الجغرافي لأحلامهم أيام غابت الدولة عن كوردستان وصارت حما مستقلا .فبقي الأيزيديون بين إدارة الموصل العربية .واربيل الكردية .وبعاذرا لأنها الأقرب إلى محافظة دهوك انتمت إلى حكومة كوردستان .....!
أناس بعاذرا بشر حضارتهم ما يجيء به اليوم وما بتوسده ليالي الزوجات بعد فصل مضن من عمل شاق في الحقول أو المدن القريبة أو بعض أهل بعاذرا يعتمدون على ما يرسل أبناء المهجر فيعشقون القيلولة على السطوح والتمتع بالحقول وهي تمد ناظرها إلى الجبال البعيدة ...
أنا أيضا مسكت قيلولتي ونسجت مع الصباح تراتيل الناس هنا في عبادتهم بعض أخيلة الشعر .ذهبت معهم إلى أساطيرهم وتقاليدهم ومعتقدهم .ونصت جيدا لفقه المعتقد الذي عندهم .فتذكرت صديقا من ملتهم كان معي أيام الجيش في ذات ملجا الحرب واسمه جبل نافخوش حسو من ريف سنجار .الذي كلما أساله :من انتم :يقول :أسال كهنتنا ورجال الدين وكتبنا ؟
دائما هناك من يتحاشى ليرضي شيئا من الفضول ،حتى مضيفي حاجي صبري لم يتحدث لأنه يقول أن في المعتقد فقه لا يعرفه بسطاء الناس هنا .وهو منهم ...
ولأني مع قول سقراط :معتقد الناس في عيونهم ، تركت أسئلتي وذهبت إلى لحظات صباحات القرية .اشرب منها ثمالة التأمل ومع صياح الديك ادوزن ذكريات الأزمنة التي مضت وأحاول أن اجمع كل أجفان أميرات أساطير المكان في قلب وردة عباد الشمس ،ثم أمد يدي إلى ذلك القلب واتحسس خفقته ،فأجد فيه يوما بتعاقب تواريخه يمر هنا ،فيما الناس في بعاذرا لا تسجد في أحلامها سوى لسماء صافية وروح تحلم بصباح لا يخترقه الرصاص .......!

ألمانيا 20 كانون الثاني 2010



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بيت النبي إبراهيم .........ع
- طشت خردة ..لثلاثاء دام ٍ في العراقٍ....!
- نجم مندائي في جفن الأخضر ....!
- المندائية ( الضوء بثوبه الروحي الأخضر )
- كاتم الصوت ..وكاتم السر ..وكاتم الدمعة ..................... ...
- شيء عن الجمال ...
- على رمش نبي وجنح قديس ..
- العراق المندائي ...والعراق السريالي ..
- جفن الوردة .وهي ..وهو ..والمفخخة ........!
- من اسرار الرؤيا المندائية للكون ...!
- طين مندائي .يصبغ لوحة بيكاسو بالعشق..!
- تهدجات مندائية - عراقية..!
- هذا الحلو قاتلني ..ياعمة ...!
- الانتحاري الجزار ..وبرياني المنطقة الخضراء ...!
- انف كيلوباترا ...انف بول بريمر
- خطاب الرئيس القذافي وشيء من الهوى
- الرمل ..قراءة لذاكرة عاطفة الخيمة ( الأم )
- بوذا ( جسد الوردة ، الضوء ، المرأة )...
- الروح ...وأزل بقاءها في المكان
- شيء ..من مساءات الفردوس ..


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم عبد مهلهل - بعاذرا ..حقول عباد الشمس .................!