داليا علي
الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 03:38
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الجميع يفكر في تغيير العلم ولكن لا احد يفكر في تغيير نفسه "ليو تلستوي"
نعم الجميع يحاول ان يغير الكون بغرض أن يجد لنفسه مكان, ولكن القليلين من ينظروا لأنفسهم ويغيروا من أنفسهم وبالتالي يوجدوا المكان لأنفسهم بهذا العالم, فكل منا عليه أن يؤمن بان بداخله قوي ومواهب عليه فقط ان يدركها من خلال تصالحه مع نفسه ومن خلال إيمانه الكامل بوجودها ومحاولة البحث عنها وإخراجها والسيطرة عليها... فكل العلوم الحديثة والتي تتمحور حول عملية البرمجة العصبية بأشكال وطرق مختلفة حسب نظريات وتعريفات للعديد من المبدعين في هذا المجال, وان كانت كل هذه الطرق تصب في طريق معرفة النفس وبالتالي استخراج القوي الخفية بها ومن خلالها السيطرة التامة علي المقدرات وتغيير الأفكار والمعتقدات وتوجيهها بايجابية تجعل الإنسان مسيطر علي مصيره و اتجاهه متفاديا أن يكون مجرد رد فعل للقوي المحيطة به, فعن طريق إدراكه التام لتلك القوي ومحاولة السيطرة عليها وتوجيهها وإعادة برمجتها في الاتجاه المرغوب به يكون الإنسان هو المسيطر والموجه لقدراته وبالتالي المتحكم في مستقبله الفكري والذهني والعاطفي وبالتالي المالي
ويحضرني هنا ما جاء بكتاب السر ... حيث يتكلم عن ان كل فكرة نفكر بها تشكل قوة, وهذه القوة تجتذب الأفكار والمتشابهة لها وبالتالي ان كانت الفكرة سلبية تجتذب بالتالي الأفكار السلبية وعلي العكس أن كانت ايجابية تجتذب الأفكار الايجابية
وعليه ان كنا غير متحكمين او واعين لما يمر بعقولنا من أفكار تتحكم بنا وتتملكنا من خلال اجتذاب الأفكار المتشابهة لها, وكانت هذه الأفكار سلبية نجدنا ننجذب لا إراديا في الاتجاهات السلبية وبالتالي نكون منفذين لا متحكمين في أقدارنا واتجاهاتنا, والأسوأ ان نتحول لمغنطيس جاذب لكل السلبيات التي تدعم هذه الفكرة, فالسر هنا يكون في قوة الجذب
ولذلك من المهم ان نعرف دائما أين تتجه بنا أفكارنا وان لا نستسلم لها بل ان نكون المتحكمين فيها وبالتالي توجيه قوتها الجاذبة لاجتذاب الايجابيات التي تدفعنا للإمام
وعلينا ان ندرك ان كل فكرة في حد ذاتها قوة, قوة جاذبة, ولنأخذ مثال هنا ولنحاول تذكر مواقف مشابه او رصد مواقف مشابهه مستقبلية لتتحقق من النظرية, فلو كنا في طريقنا لمكان ما وكنا ممن يضع في فكره دائما العقبات ويتوقع المشاكل بالطريق, ويتوقع المشاكل في ايجاد مكان للوقوف, فلا بد وبلا شك سوف تقابل المشاكل في الطريق ولن تجد مكان للوقوف, بينما ان اعدت برمجة عقلك ولم تفكر في غير ان الطريق سيكون رائع وانك برغم الزحام الشديد لكنك ستجد المكان بلا شك, لا تتعجب فسوف يكون ...
ان كنت في طريقك لمقابلة مديرك وتبدأ في تخيل شتي المشاكل من المقابلة فلا جدال بان المقابلة ستكون محملة بالمشاكل بينما العكس صحيح..
وعليه فعلينا ان نحاول التواصل مع النفس ومعرفة أفكارنا والتحكم بها قبل ان يتحكم بنا العالم المحيط بنا من خلال الأفكار التي تتسرب لنا ولا ندركها فنتركها تتحكم بنا
علينا ان ندرك ان بداخلنا قوي لا محدودة تنام بداخلنا وكل ما علينا هو إيقاظها والتحكم بها لتغيير أفكارنا وبالتالي نوعية الحياة التي نحياها علينا ان نطلق جماحها هذه القوي ونجعلها موضع التنفيذ نتحكم بها في أفكارنا وبالتالي في تحديد ما تجتذبه هذه الأفكار وما يعود علينا منها. فكل القوي والمصادر التي نحتاجها لتحويل جميع أحلامنا لواقع موجودة بداخلنا وكل ما علينا هو ان نمد أيدينا لإخراجها وإطلاق هذا المارد الجبار الذي يعيش بداخلنا
ولكن كيف....
أولا علينا ان ندرك انه لكي يكون التغيير فعال وحقيقي عليه ان يكون دائم ومستمر اي انه ليس ليوم او فعل واحد ولكن هي قدرات نستخرجها من داخلنا ونتعلم ونتدرب علي استخدامها الدائم ونعي لها دائما. علينا دائما ان نجد الوقت لنتعرف علي أنفسنا ونتحاور معها, علينا ان نتعرف علينا أكثر, نحتاج للحظات من الصمت والهدوء والتعايش مع النفس. ثم نطبق الخطوات الثلاث التالية كما ينصحنا قال أنتوني روبنز في كتابه أطلق قواك الخفية ":
1- ارفع مقاييسك
عليك ان تبدأ برفع مستوي مقاييسك... ولكن كيف... كما قلت اعلم عن نفسك,, من خلال تحديد كل ما تقبله وكل ما لا تقبله كل ما تقدر علي احتماله وما لا تقدر علي احتماله ,, بمنتهي الصدق والتعمق مع النفس ومحاولة اكتشافها فعليا فاي شيء يبدأ بعملية تغيير نفسك, من خلال معرفتك لنفسك من خلال إيمانك بما تريد وإيمانك انك قادر علي تحقيق ما تريد, ومن خلال التحدي الأكبر بمعرفة قدراتك العقيقية وكيف تستطيع الاستفادة منها عن طريق تغيير نفسك ... ابدأ بنفسك كما قال تلستوي .. نفسك فأنت اقوي علي نفسك واقدر عليها
2- غير معتقداتك التي تقف حائلا في وجهك
القناعة .... فان غيرت من نفسك دون ان تكون عندك القناعة انك قادر علي فعل هذا التغيير فانك إنما تعطل نفسك عمدا في واقع الأمر
فرفع المقاييس بدون إيمان تام وكامل وقناعة تصل لحد الإيمان المطلق بأنك قادر لن تكون ألا تعطيل للنفس وبالمقابل تحطيم للنفس, وبالتالي لن تحاول مجرد المحاولة تطبيق ما تسعي له, وستفتقر لليقين الذي يسمح لك باستخراج القوي الخفية داخلك. فقناعتنا كأنها في الواقع أوامر لا تخضع للنقاش تحدد لنا ماهية الأشياء وما هو ممكن وما هو غير ممكن ما الذي يمكن تحقيقه وما لا يمكن تحقيقه
وعليه فتغيير منظومة قناعتنا هو الخطوة الأولي والأساسية في سبيل تحقيق أي تغيير حقيقي ودائم في حياتنا ... تنمية الإحساس بالثقة داخلنا هام جدا الثقة في إننا قادرين علي التمسك وتحقيق المقاييس التي وضعناها وبأننا بلا اي شك سننجح في هذا وان ننمي هذا اليقين داخلنا قبل ان نقدم علي الفعل نفسه.. ولنتذكر هنا السر ... وقوة الجذب للأفكار والمعتقدات فكما قالوا في السر الفكرة التي نطقها تعمل مثل المغناطيس لتجتذب الأفكار المشابهة وبالتالي تتحول لحقيقة
وعلينا ان نتأكد بأننا دون تغيير القناعة فأننا قد نرفع من مقاييسنا ما نشاء ولكننا لن نقدر علي الوصول لها او تحقيقها بدون تغيير القناعة وسنظل ندور وندور في أفلاك ابعد ما تكون عما نرغب فيه, وبالتالي لن نكون قادرين علي دعمها بقناعات راسخة تدعم القول بالفعل
3- بدل استراتيجياتك
لكي تصل لما تريد عليك ان تستخدم أفضل إستراتيجية لتحقق هذه النتائج,,, عليك ان تتقن استثمارك العاطفي فكل ما نفعله يستهدف في الواقع تغيير الطريقة التي نحس بها,, علينا ان نتحكم في الأحداث ولا نجعل الأحداث هي التي تتحكم فينا وبالتالي نكون تحت رجمتها, عليك ان تتقن استثمارك البدني... وان تتقن استثمار علاقاتك العاطفية والعائلية والعملية والاجتماعية,,, عليك ان تتمكن من عمل علاقات نوعية مع نفسك أولا ثم مع الآخرين وإعطاء قيم اعلي لحياتك و توقعاتك من هذه الحياة والقواعد التي تتحكم في لعبة الحياة هذه وأخيرا أتقن استخدام أمورك المالية... عليك ان تدرك ان المال ليس هو الغاية فليست الغاية في ملاحقة الثروة بل عليك ان تبدل قناعتك ومواقفك وتدرك ان المال إنما هو وسيلتك للمساهمة في الدور المطلوب منك وليس الغاية في حد ذاته لتحقيق السعادة... وهذا يصل بنا للنقطة الهامة والتي نهدرها دائما ألا وهي إتقان استثمار الوقت.. كيف تجعل منه حلفا لك بدل من ان يكون عدوا لك يهرب منك وتهرب به حياتك
علينا جميعا ان نتعلم أساليب التحكم في قوانا الداخلية واستخراج هذه القوي واستخدامها بما يفيدنا ويحول حياتنا من الضعف والانصياع للقوة والتحكم وبالتالي الحصول علي السعادة والرضا
#داليا_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟