أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا علي - السلام والتصالح مع النفس















المزيد.....

السلام والتصالح مع النفس


داليا علي

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 16:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هربا من زخم العمل, وسعيا وراء ضرورة تجديد الخلايا وبعث طاقات النفس المسحوقة في ضجيج المدينة ومشاغل العمل وهموم الأيام, هربنا في رحلة نيلية ما بين الأقصر وأسوان. ما أجملك يا نيل أسوان. ما أقدرك علي جلي طبقات وطبقات من تلوث سمعي بصري نفسي ووجداني لا قبل لنا علي الفكاك منه طالما دورنا في دوامة الحياة و العمل...
وعندما ينجلي بعض من ذاك الزخم ويدخل القلب تدفقات متتالية من شعاع شمس أسوان ويزيل انسياب مياه النيل شيء من تلوث البصر. وصوت انقسام مياهه الهادي مرتطمة بجسد المركب مزيلة تلوث سمعي من ضوضاء عربات تصم الأذان بالعاصمة... ومع نسمة باردة علي سطح السفينة بينما صوت عبد الوهاب في شجن ينطلق بالجندول والنهر الخالد... ونحن نتصفح صور اليوم علي الكمبيوتر وتعليقات مرحة من المجموعة سرحت بخيالي.. ما أجمل هذا العالم. ما أجمل الخلق البشر ما أجمل الحياة ما أجمل نغمات الحب في القلب ما أجمل الدنيا.... جنسيات مختلفة هنا كلها اتفقت علي المتعة اتفقت علي الإحساس بالجمال...نهارا في المعابد منبهرين بكل اله ... ملتفين حول الجعران يطوفون به أملين في خرافات ارتبطت به,,, متحول قين حول البسين من يسبح ومن يستمتع بجمال وقوة مع حنو الشمس بعد العصر... لغات مختلفة أفكار مختلفة والكل سعيد مقبل علي الحياة راغب في الأخذ بكل متعها... وليلا في حفلات راقصة في براءة يختلط فيها الجميع في بعض الألعاب تتوحد فيها اللغات مع نغمات الموسيقي والرغبة المشتركة في المتعة... جميلة هذه الحياة, جميل جو المحبة والتوءم هذا... كل هذا جعلني اسرح قليلا بفكري وأخذني التفكير إلي....
لو نظرنا للآخرين بعيدا عن الأديان. لو نظرنا له كانسان ككائن حي يحمل كل الصفات الأساسية للإنسانية النقية الطبيعية والفطرية, سنجد ان الإنسان وان اختلف لونه وفكرة وعقيدته فلن يختلف في فكرة الإيمان,,, والإيمان ليس بالضرورة إيمان بإله فقد يختلف البشر فيما بينهم في نوعية ما يؤمنوا به ولكن يتحدوا في فكرة الإيمان نفسه بفكرة بالله بنظرية بشيء ما يعطي لفكرة ووجوده معني وبعد معين. وكما ان اللغة هي ما يعرف طبيعة الأشياء التي يتفق عليها الأفراد و وتعرفها, فسنجد ان كلمات مثل الحق والباطل والخير والشر والرضا والسخط لها نفس المدلول بين بني البشر وان اختلف التعبير والتوصيف لحدود كل كلمة ومعناه ولكنها بالنهاية تمثل القيم الأساسية التي لا يختلف عليها البشر في المدلول وبالتالي انعكاسها في النفس البشرية للبشر. وبذلك لا يختلف البشر جميعا في السعي للخير والحق للحصول علي الرضا والسعادة والراحة النفسية وان اختلفوا في عملية السعي هذه واختلفت طرق الخير بين فرد والأخر ولكن مهما اختلفت الطرق في السعي والتعبير فالنتيجة تكون واحدة للتعريف نفسه وبالتالي النتيجة فكل ما يمثله وكل الأفعال تصل بالإنسان للراحة النفسية والتصالح مع النفس والرضا وتعطيه الشعور الجيد فتستقيم النفس وكل ما هو يمثل الشر والضرر يعطي الشعور بعدم الرضا والصراع مع النفس وبالتالي السقم النفسي والمرض.... فمدلول كل كلمات الخير والصواب وأفعالها ترتبط بالمعتقد الخاص بالإنسان وبما يؤمن به وبالتالي تسعي لراحته النفسية من خلال إيمانه ويكون الغاية النهائية السلام النفسي لتحقيق ما نؤمن به وان اختلفنا فيما نؤمن به وبطريقة الوصول له,,, مع الأخذ في الاعتبار ان المعني المعطي للفظ والمدلول المرتبط به واحد وبالنهاية معهما اختلفت عقائدنا وأساليبنا ففي النهاية غايتنا واحدة وهي في مجملها غاية نبيلة تسموا بالنفس البشرية... حيث إننا وان اختلفنا عقائديا فكلنا بشر وكل البشر حسب العلم النفسي والمرض النفسي يسقمهم ويشفيهم نفس العلة ونفس السبب أي أن تعريف الخير والشر واحد وان اختلف الأسلوب واختلفت العقيدة واختلف ما يؤمن به الشخص... وكلها تؤدي بالإنسان للوصول لجنته الخاصة ولواحته الخاصة للخلاص وأقدس أماكنه التي يجد فيها الراحة والسكينة والتصالح مع النفس وبالتالي مع الغير ومع عالمه كله.... فهي الغاية التي يسعي إليها كل إنسان في كل عمل يقوم به, وبذلك يتفق البشر مرة أخري علي الجنة والراحة النفسية وان اختلفوا علي الطريق للوصول لها باختلاف وسال الخير وان كانوا لا يختلفوا علي تعريف هذا الخير كميزان أساسي للنفس البشرية في طريق وصولها للجنة الخاصة بتلك النفس. وبالتالي بالنهاية كطبيعة البشر فلا يستقيم العقل والوجدان والنفس بالتالي الا بالعمل الإنساني الذي لن يختلف أي ان كان إيمانه عليه فالنفس البشرية لا تستقيم إلا في اطر إنسانية واحدة. فالتعريف العام للأساسيات المحددة للحق والباطل والخير والشر لا يختلف عليها أي ان كان إيمان الإنسان وبالتالي فلن يختلف أي إنسان علي ان الحب يحيي القلوب والكراهية تميت القلوب وعلي ان الدفاع عن الضعيف والحفاظ علي الحياة وإحياء الجمال بكل صورة ومساعدة الضعيف وغيرها هي الخير وان القتل والإيذاء للأخر في النفس والجسد والظلم هو الباطل وهو الشر بعينه... وان الغاية هي ان يدرك المرء بكل عمل يقوم به جنته الخاصة أي ان كان شكلها قدس أقداسه المكان الأعلى الذي يحصل فيه علي السلام النفسي والسلام مع النفس وبالتالي مع الآخرين. لو أدرك البشر ان هذه هي الغاية وهي ما تجمع الإنسان وما توحد القلوب وما تجعل الإنسان ككائن متفرد ومختلف عن سائر كائنات الكون. لو أدرك وامن الجميع بان الإنسان لكي يكون إنسان فهو يسعي لهذه الواحة المقدسة لا يختلف فيها البشر فيما بينهم بغض النظر عن الوسيلة التي يتبعوها للوصل لها وبغض النظر عما يؤمنوا به حيث يختلف الآلهة بيننا ونختلف في طرق تقربنا لها ولكننا بالنهاية نتوحد في الهدف الا وهو الراحة والسلام مع النفس وإننا كلنا كبشر لا تسلم نفوسنا إلا بالخير والعدل ... وان كان لكل قاعدة شواذ ولذلك سنري من فسدت نفسه وسقمت وتاهوا في أوهامهم وبالتالي بعدوا عن واحتهم المقدسة وجنتهم فيشذوا وتختلط في عقولهم معايير الخير والشر ... لو أدركنا جميعا هذا لما راينا هذه المشاكسات والمجادلات والاختلافات التي تسقم النفس وتبعدها عن الحق والسلام الداخلي... ولو بدأنا بأنفسنا خاصة في مكان مستنير مثل هذا المكان الذي يمثل باب وشباك وبوابة واسعة لتقديم أفكارنا ومشاركة الفكرة والمعلومة. لو بدأنا بأنفسنا وقصدنا من كل فكرة وكلمة نقدمها ان نصل لتلك الغاية وبالتالي تكون وسائل تعبيرنا ما هي الا طريق نمده لتأكيد فكرة اتقافنا علي المبدأ واختلافنا في الوصول له والتعبير عنه.. اتفاقنا علي إننا بشر وان لكل منا الحق فيما يؤمن به وبأسلوبه في عمل الخير والوصول للحق مع الاتفاق علي شكل هذا الحق وان غايتنا جميعا الوصول لجنتنا وراحتنا وسلامنا مع النفس وبالتالي فلنعيش وندع غيرنا نعيش.. وان تجنبنا العمل علي إزاحة الأخر وإيذائه هو في حد ذاته السبيل الوحيد لنصل جميعا لراحتنا النفسية وتصالحنا مع أنفسنا ومع الآخرين.. لو توقف كل منا وفكر فيما يقول ويفعل والهدف منه وهل ما يفعله يقربه ام يبعده عن جنته ... لو توقف كل منا لما رفع إنسان سيف كلمته او أفعاله في وجه الأخر. لو توقف كل إنسان لوجد ان كل سيف يرفعه يبعده عن أمانه وجنته وواحته وسلامه النفسي ان كل سيف يرفعه يزيد من الشحنات السالبة بداخلة ويؤجج به مشاعر الغضب ويؤذي به جوهرة النفسي بتشوهات قد يعجز حينما يكل من رفع السيف عن إزالتها فلا يرث من تلك المعارك الا ندوب في النفس يصعب شفائها.. لذلك فيجب ان يري كل منا الأخر كانسان وليثق كل منا في ان الأخر يسعي مثله لجنته وان لكل منا طريقته وفهمه ولكن الغاية واحدة بالنهاية وهي الخير والحب وبالنهاية أليس كل إنسان مكلف بنفسه وسيحاسب علي عمله مفردا. فلم لا نتقبل الأخر أي ان كان مبدأه ولونه وإلهه طالما هدفنا واحد الا وهو الحب والخير وان نجعل من المكان الذي نعيش فيه جنه تسعنا كلنا, ولا ادري لم علينا ان ننكر ونهدم الأخر لكي نكون ... وبالنهاية لا نون إلا بالأخر ....
لا افهم ولم افهم وسعيا للاحتفاظ بجمال النيل وبراحتي النفسية وواحتي التي أوصلني بها النيل العظيم وهذه الرحلة الجميلة, سعيا للاحتفاظ بتلك اللحظة الطول فترة تركت هذه الأفكار وعدت للنيل أتأمله أمله ان يأخذني لطريق أخر وكلمات أخري بعيد عن هذه الأفكار الكبيرة ولذلك اتركها لكم ...



#داليا_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفارق بين المسلمة الحجبة والملحدة السافرة في الحقوق والواجب ...
- حوار مع صديقتي الملحدة ... تكملة
- مناقشة مع صديقتي الملحدة
- النظرة الدرونية والغضب من القردة والخنازير
- فلسفة التعليقات وطورلاب القرد وعبعزيز
- سيدات عربيات يقدن الطائرات ويدربن علي الطيران - هل فعلا كما ...
- قررت أكون رقاصة في بار ...مادام ما فيه جنة ولا نار (وعلى ذمة ...
- القرد وطرلاب محمود عبد العزيز
- الفارق بين الرقي الانساني الشماتة الخاصة بثقافة الكراهية في ...
- المعلومات ونشر المشاعر السلبية إيذاء للنفس
- إلي اين تقودكم ثقافة الكراهية
- ثقافة الكراهية
- الضمير والعقل ,,,,, والخير والشر والصواب والخطأ
- هي التي غيرتني ....... غيرتني لأنها أحبتني وما أحببت انأ نفس ...
- استخدام الميزة النسبية للانسان عن الحيوا - النفس والضمير
- داروين........واين نحن من الحيوان
- البحث العلمي وقصة زواج عائشة المكررة
- العلم,الاكتشافات والنظريات ثم الاختراعات تعريف الاخلاق والمث ...
- هذا تشويه للعقل وليس انتحار للعقل
- المرأة في الاسلام -2 


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا علي - السلام والتصالح مع النفس