أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - المانحون لا يثقون بالحكومة اليمنية














المزيد.....

المانحون لا يثقون بالحكومة اليمنية


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 10:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


باهت وملل وبتمثيل دولي ضعيف جدا كان المؤتمر الذي أنعقد في الرياض لدراسة سبل تعزيز وتشجيع الدول المانحة للإيفاء بوعودها تجاه اليمن ودعمه ماديا بعد أن تبين للجميع أن المشكلة الأساسية التي أخرجت كل المشاكل الحالية هي حالة الفقر المستعصية التي تمر بها البلاد منذ سنين طويلة ، فاليمن معروف عنه أنه دولة لم تستطيع ولو لفترة بسيطة تحقيق الحد الأدنى من الرفاهية لمواطنيه سواء كانت هنالك حروب أم لم تكن سواء كان سعر النفط مرتفع أم منخفض يبقى دائما وأبدا المواطن اليمني في حالة ضيم وفقر شديد .

حضر المؤتمرون إلى الرياض وبيدهم شرط واحد فقط للإيفاء بما تعهدوا به سابقا وهو ضرورة تعزيز سبل مكافحة الفساد حتى يضمنوا بأن الأموال التي ستدفق لن تذهب إلى جهات أخرى ، فكان الرد الطبيعي من اليمن بأنه لا مجال لمناقشة مثل هذه الأمور بحجة أنها أمورا سيادية ، وقد يدهش البعض من هذا الرد في وقت قد يلاحظ أنه هنالك تنازل عن سيادة البلاد تجاه الطائرات والقاذفات الأمريكية التي قامت سابقا بقصف قرى ومساكن مدنيين بحجة مطاردة القاعدة ، إن هذا التناقض الصاخب بفجاجته يدل على أن السيادة التي يتم التحدث عنها ما هي إلا التابو المحاط بكرسي الحكم والمقربين منه ، لأن محاربة الفساد حتما سيطال النظام الحاكم و الغارق فيه حتى أذنيه بينما قتل المدنيين وانتهاك سيادة وحدود البلاد من قِبل أطراف خارجية يأتي في أطر أخرى ويسقط في مفاهيم مختلفة لدى الذهنية الحاكمة بل ربما قد يراها البعض أنها تعزيز لسلطته ونفوذه في الحكم .

لا توجد مشكلة تؤرق المؤتمر الشعبي العام إلا مشكلة التحدث عن محاربة الفساد ، رغم أن معظم مشاكل اليمن وحلولها تكمن في هذه النقطة تحديدا ، الهدر الغير معقول للمال العام والتصرف فيه كأن إرث عائلي وتوزيعه حسب الولاءات وحرمان مناطق أخرى منها كنوع من أنواع العقوبة سبب وسيسبب مشاكل عصية ، كما أن رائحة الفساد التي تفوح من جيوب الكثير من المسئولين هي بحد ذاتها ميزانية تستطيع أن تفعل الكثير لو تم وضع تلك الأموال في أماكنها الصحيحة ، أقول أن هذا الهدر الغير مقنن وعدم وجود جهاز محاسبة فعال جعل سمعة اليمن ورئيسها تحديدا يتمتعون باسوء سمعة يمكن لدولة أو لرئيس دولة أن ينالها ، كما أنه أس البلاد ومركز خروج كل الكوارث .

الغريب في الأمر هو حالة ألامبالاة التي تظهر على ملامح الرئيس حين يتم التحدث عن الفساد أو عندما تتحدث القوى المدنية في الداخل أو الجهات الدولية في الخارج عن هذا الموضوع بل أنه لا يبذل أي جهد ولو كان بسيطا لمحاولة تغير هذه النظرة السلبية ، لدرجة أن المؤتمر الذي أنعقد في الرياض لم يذهب إليه تمثيل يمني عالي ، وعلى ما يبدوا أن التعويل على الأموال السعودية التي تدخل اليمن دون أن يسال أحد عن مصيرها قد أشبعت نهم النظام وكفته ولو مؤقتا عدم الرضوخ لاشتراطات الدول المانحة .

الهدنة الحالية بين النظام والحوثيين لا يعني إطلاقا انتهاء هذه المشكلة ، لأن أسباب ظهورها لم تطرح للمناقشة أو العلاج و أن ما حدث يمكن وصفة بحالة دفن الرأس بالرمال والإدعاء بأن الأمور على خير ما يرام ، كما أنه لم تظهر أية بوادر إيجابية قدمها الرئيس تجاه مواطنيه كمحاولة لتخفيف العبء عن كاهلهم أو التقدم بورقة جادة تجاه القوى السياسية للتقارب معها وفتح باب الحوار ، ناهيك أن مشكلة الجنوب يتم تجاهلها بشكل ملفت للنظر ولا نرى سوى خطابات نارية لا تساهم إلا في إشعال فتيل الأزمة بينما يتم قمع حراك المناطق الوسطى بالقوة العسكرية ، في وقت يمكن أن يكون لهذا الحراك وأعنى حراك المناطق الوسطى هو الرابط الحقيقي للوحدة اليمنية وسيسحب البساط من تحت أقدام دعاة الانفصال ، لكن وعلى ما يبدوا أن للرئيس ولمن حوله حسابات كارثية أخرى لم تظهر على العلن حتى الآن ، كل الأمور في حالة جمود شديدة وبرغبة واضحة من الحكومة وأنه فعلا لا نية لعمل أي شيء إيجابي حتى وان دخلت الدولة مرحلة الانهيار الشامل !

كمواطن يمني لم أعد أبالي كثير بقيمة الأموال التي ستدفع لليمن ، ولا اهتم بتفاصيل تلك المؤتمرات التي تبدوا للجميع أنها حالة تسول أدمن عليها المسئولين الذين وفي نفس الوقت يتعاملون بتعالي شديد مع احتياجات وهموم المواطن اليمني البسيط ، هذا المواطن الذي يمتلك كرامة أكثر بكثير مما هم يمتلكونها ، وكمواطن يمني أرى أن تلتزم الدول المانحة بالضغط على هذا النظام الذي أرهق الوطن كثير وتجبره على التقيد بصرف الأموال الي الأهداف التي حددت لها حتى لا تذهب أموال دافعي الضرائب لديهم سدا .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمن ما بعد الحوثية
- العالم يكتشف اليمن في اسوء صوره
- أسلمة الجدار الفولاذي مع غزة
- لماذا اعلنت الحرب على القاعدة في اليمن ؟
- شيء فيك يشبهني
- سحب ورقة التوت السعودية عن نظام صنعاء
- في اليمن : إذ لا شيء بعد خط النهاية
- اليد الفارسية في اليمن ...أقطعوها .
- خيانة الرئيس اليمني من منظور بيت الأحمر
- سياد بري وسوهارتو ...والرئيس اليمني .
- يمن ما بعد الرئيس
- متى يفهم الرئيس اليمني انه هو سبب هذه المشاكل ؟
- هل ستنزع ايران القناع عن وجهها
- اين العدالة الدولية عن مجازر الجنوب في اليمن
- لا أعبث ...ولكني أعشق الحياة
- بين تقديم الروح فداءً للوحدة اليمنية وعدمية المعارضة .
- في اليمن اما الكي او بتر العضو الفاسد
- كيف تكون إنفصاليا حتى النخاع ووحدويا جدا في آن معا ؟
- ترانيم ليست في محلها
- نجل الرئيس ...مرتشي


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - المانحون لا يثقون بالحكومة اليمنية