أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - نجل الرئيس ...مرتشي














المزيد.....

نجل الرئيس ...مرتشي


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2613 - 2009 / 4 / 11 - 09:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


بسرعة البرق أنتشر خبر تقديم شركة أمريكية رشاوى مالية إلى يمنيين في شركة اتصالات هاتفية ومن ضمنهم نجل الرئيس علي عبدالله صالح ، وكون هذا الخبر هو خبر يصل في مصداقيته إلى نسبة عالية لدى الشعب اليمني ولا يمكن ألتشيكك به كون هذا الشعب يعرف جيدا أن النظام برمته هو نظام يقتاد على هذا الأسلوب الغير أخلاقي في استغلال الوظيفة والمنصب والمسئولية ، إلا أنه ورغم أن هذا الخبر من المفترض به أن يمر مرور الكرام لأنه خبر جدا اعتيادي نراه في إشارات المرور وعلى أبواب الدوائر الحكومية وفي مكاتب الوزارات إلا أنه إثارته تكمن في أن أبن الرئيس نفسه متورط في مثل هذه الأعمال مما يعني أن الأمر يستحق أكثر من وقفه وتأمل .

بطبيعة الحال لا يجب على أحد أن يتوقع أي ردة فعل على هذه الاتهامات بحق فرد من أفراد الرئيس ، فهم فوق القانون والنظام بل أنه ربما من السخرية لو طالبت أي شخص منهم بتقديم إبراء ذمه أو مطالبة عرضه على القضاء أو على هيئة مكافحة الفساد ، فهذا هذيان لا طائل منه ، إلا أني سأقف من زاوية التشكيل الثقافي " للأسرة الحاكمة " وطبيعة تعاملها وتفسيرها للأمور في بلد استولت فيه على كرسي الحكم فيه منذ ثلاثون عاما وتشكلت داخل هذه الأسرة أجيال متتالية ووعي متراكم ، أنتج عنه للأسف الشديد نزع للكبرياء في نفوسهم تجاه المال وقبول رشاوى بشكل مهين لتمرير أوراق من هنا أو مناقصة من هناك رغم اكتفائهم المادي والاقتصادي الكبير .

فيما قبل تولى الرئيس سدة الحكم وبينما هو في مدينة تعز سرت شائعات أنه مطالب من قبل أشخاص كثيرون بأموال كان أقترضها منهم ولم يستطع لسوء أوضاعه المالية سدادها ، إلا أن الزمن قلب له ظهر المجن فصار أحد أباطرة العالم يهيمن على بلاد شاسعة ويدير دفتها الاقتصادية دون أن تكون هنالك فوارق واضحة بين المال العام والخاص ودون وجود قانون أو شخص يمتلك مقدرة السؤال أو المحاسبة عن الداخل لخزينة الرئيس الشخصية أو لخزينة الدولة ، بل يقال أن معظم استثمارات الرئيس هي في ألمانيا التي يزورها بين الحين والآخر بحجة الفحوصات الطبية المتكررة ، ولأن هذه الأموال لم تأتي كنتيجة عمل فكري تجاري يدل على عقلية تستطيع أن تنتج بل جاءت من خلال الاستحلاب المستمر لثروات البلاد على مدى عقود من الزمن ، ولأن هذا الاستحلاب ما كان له أن يمر دون أن يؤسس ثقافة معينة تساعده وتجعل من ممارسة هذه الأعمال أمر طبيعي ، فقد انتهجت هذه الأسرة الحاكمة سياسة قلما وجد لها من نظير في هذا العالم وفي هذا الزمن ، ألا وهي إصرارها على ترسيخ كل مقومات القبيلة السلبية من ثأر وأعراف تتناقض مع المدنية وتنحاز لأبن الشيخ على حساب الرعوي ، ثقافة تميز بين البشر على أساس لونه أو نسبه أو دينه ، ثقافة انتشرت بين الشعب اليمني قائمة على الفساد وقبول الرشاوى وعد مثل هذه الأمور على أنها من الأمور التي تدل على الشطارة والفحولة والتميز الإيجابي .
وعليه فحين يرى هذا الشعب المحموم بثقافة الفساد أن رئيسه أو نجله أو أحد أقاربه قام بقبول رشاوى فهو قد يعتقد أن هذا النجل شبل لأبيه الأسد .

لكن إذا كان تثقيف الشعب بالأخلاق السلبية هي سياسة منهجية للنظام فهل من المعقول أن يقوم هذا النظام بتربية أبنائه على نفس الثقافة القائمة على الفساد الأخلاقي والسياسي والثقافي أم أنه سيحاول الارتقاء بهم إنسانيا والجواب على هذا السؤال يعتمد في الأساس على عقلية رأس هرم السلطة .

فنحن أمام أحد خيارين أولهم بأن عقلية رأس النظام هي عقلية " نابهة " قامت بتشويه أخلاق الشعب اليمني من منطلق الدهاء وإبقائه يرزح تحت التخلف والفاقة لأن هذا حسب وجهة نظره يساعد على إبقائه في السلطة أطول فترة ممكنة ، أما الخيار الثاني فهي أن عقلية النظام هي فعلا عقلية متخلفة ترى كل بشع وسيء وسلبي هو أفضل ما يمكن الحصول عليه وتسويقه على اعتبار انه أحد المنجزات التاريخية .

لذا من نافلة القول أن أنجال الرئيس تربوا على ما هو شائع بين المجتمع سواء كانت هذه التربية عن قصد أو عن لؤم فكري ، وتم إفهامهم بأن أبيهم هو عبقري زمانه فهو يستطيع أن يأخذ الملايين دون أن يوقفه أحد ويستطيع أن يشعل الحروب لمدة سنين طويلة ثم يوقفها بمكالمة هاتفية ، يستطيع أن يقيم وحده مبنية على دستور مدني واتفاقيات مصدقة ، ثم يعلن الحرب عليها ويلغيها ويعود بالدولة إلي ما قبل عهد القبيلة يستطيع أن يفعل أي شيء وفي أي وقت بدون حدود أو ضوابط ، وهم ومنذ صغرهم يمارسوا هذه الغواية باعتبارهم أمراء قد تم ضمان مستقبلهم .

لكن من هو المقصود تحديدا من بين أبناء الرئيس باستلام تلك الرشوة ، بل من هو صاحب النفوذ الذي يستطيع أن يتواصل مع شركات أمريكية ويعدها بتسهيل أمورها أن هي دفعت له مبالغ مالية طائلة ، طبعا إجابة هذا السؤال لا تستحق الكثير من البحث والتقصي ، أنه الرجل الذي يعده الرئيس لحكم اليمن ثلاثون عاما أخرى بنفس السياسة وبذات النمط ، فالنظام لم يعد يبالي كثيرا حين تنكشف أوراقه بالفساد الأخلاقي فهنالك سوابق كثيرة مرت مرور الكرام ، والجميع هنا يعتمد على ضعف الذاكرة التي صارت تستوعب كل شيء .والنظام باقي بنفس ثقافته كأمر واقع وكقضاء وقدر يجب أن نؤمن به .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لمفاخذة الرضيعة
- رغم المصالحة إلا أنها اسوء قمة عربية
- عزل دول الأعتدال العربي أمر في غاية الأهمية .
- كم تبلغ قيمة حذاء الصحفي منتظر الزيدي
- شكرا مصر
- مواقيت مشبوهة
- ما هي اليمن بالنسبة لإسرائيل ؟
- في بلاد الديمقراطية ، تضامنا مع اليمنيين الذين غيروا دينهم
- من الرائع ان تبقى عروبيا
- اشياء اود أو تعرفيها
- بعد ثلاثون عاما .....من صفات الديكتاتور ان يزداد يدكتاتورية
- على اللقاء المشترك أن يحدد موقفه من موجود ميليشيات دينية
- متى ستسقط العاصمة صنعاء
- مع الأمريكان وضد الأختلاط
- الأمر سهل : ليقدم الرئيس اليمني أستقالته فورا
- أين تكمن قداسة الوحدة اليمنية
- لابأس بعدم حضور السعودية ومصر إلى القمة العربية
- مازلتُ مثلما تركتني
- تغزلا بقناة الجزيرة الرئيس اليمني يصرخ أووولي
- حين يكون - الجن - مُلهماً


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - نجل الرئيس ...مرتشي