أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - سياد بري وسوهارتو ...والرئيس اليمني .














المزيد.....

سياد بري وسوهارتو ...والرئيس اليمني .


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 07:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


عندما جئت إلى مقديشو ... كان فيها طريقاً معبداً واحداً فقط بناه الإيطاليون. إذا ما أجبرتموني على التخلي عن الحكم، فسأترك المدينة كما وجدتها أول مرة. لقد أتيت إلى السلطة بقوة البندقية؛ ووحدها البندقية بإمكانها إزاحتي .
سياد بري .

جاء سيادبري إلى الحكم عبر طريق انقلاب عسكري وحكم البلاد قرابة الثلاثون عاما أستطاع من خلالها أن يجمع أكثر من منصب ووظيفة فقد كان رئيس للدولة وقائد للجيش وزعيم الحزب الحاكم الذي قام هو بتأسيسه ورئيس للجنة الأمن والدفاع كما كان له حق أنقاض أي قرار يصدر من مجلس الدولة ، ناهيك عن أن كل وسائل الإعلام المتوفرة آنذاك كانت مسخرة له وتدور حول فلكه فقط ولا أحد سواه .
هذا الرئيس واجهته الكثير من المشاكل ، مثل دخوله حروب مع جيرانه ثم قمع محاولات الانفصال التي حدثت في بلده وتردي الحالة الاقتصادية وتفشي الفقر والبطالة ، ورغم ذلك لم يفكر إطلاقا بالاستقالة والتخلي عن الحكم طواعية إلا بعد حدوث انقلاب قبلي عسكري عليه ومغادرته البلاد في عام 1991م ، فسقطت الصومال بعدها ومنذ ذلك التاريخ حتى اللحظة في أتون حرب مدمرة أتت على الأخضر واليابس ، لم تنجو البلاد من بعده لأن سياد بري لم يكن يتحلى بالوطنية اللازمة التي تؤهله للنظر في وطن وشعب بأكلمة ، لم يكن يرى إلا نفسه ولا شيء آخر .

وفي الجهة الأخرى في العالم وفي دولة إسلامية أيضا كان هنالك سوهارتو في إندونيسيا حكم تقريبا نفس المدة التي حكمها سياد بري ، إلا أن الفرق بين المستبد الصومالي والمستبد الاندوسي أن الأخير حاول أن يجعل من بلاده قوة اقتصادية وأسس ما سمي ( آسيان ) أو النمور الأسيوية التي سطع نجمها الاقتصادي بشكل مبهر ، ثم وبشكل مفاجئ هوى ذلك التكتل في أزمة مالية عميقة ، ومع هذا الفشل الاقتصادي الذي تسبب في خروج الكثير من الشعب الإندونيسي من دائرة الطبقة الوسطى إلى مرحلة الفقر وتفشي البطالة ، أصر سوهارتو على تجديد البيعة له بعد ثلاثون عاما من الحكم ، فخرجت مظاهرات طلابية ضخمة استحلوا بها العاصمة جاكرتا وحاصروا البرلمان مطالبين بإصلاحات ديمقراطية لينتهي الأمر باستقالة سوهارتو سليما وتسليم البلاد لنائبة للإعداد لمرحلة انتقالية آمنة حمت البلاد من التفتت والانزلاق في حروب أهلية .

سوهارتو رغم أنه مستبد وديكتاتور ، إلا أنه به حس وطني عالي ، وفي فترة حكمة تحقق الكثير في بلاده وقفزت اندونيسيا إلى مراحل متطورة من المستوى الاقتصادي والأمني والتعليمي ، كان الرجل يعمل لأجل بلده ، ومن يختار التنحي بعد أن طالب شعبه برحيله هو رجل يستحق ولو الشيء اليسير من الإنصاف رغم استبداده الطويل الأمد .

سياد بري وسوهارتو ، هما نموذجان نضعهما أمام الرئيس علي عبدالله صالح ، ليختار أيهم يسلك وأين النماذج يتبع ، لأن من يقول بأن النظام والدولة على خيرا ما يرام وأنه يمكن للرئيس تجاوز هذه الأزمة بطرقه الماضية المعهودة و المبنية على شراء الذمم وترحيل المشاكل ، هو إنسان واهم يعيش في فقاعة معزولة عن محيطه ، لأنه ومن الواضح بأن النظام يتهاوي لبنة من فوق لبنة وأن البلاد على وشك دخول مرحلة مخيفة مالم يتم إيجاد أية حلول موضوعية وحقيقية لها .

إلا أن الغريب في الأمر هو البرود المصطنع الذي يدعيه الرئيس أمام كل هذه العواصف ، وعدم تجاوبه حتى اللحظة لأي من المبادرات المطروحة أو رغبته في دعوة الجميع للحوار ، أنه كمن يتأهب لعمل كبير ومخيف وبعيد كل البعد عن الرؤى الوطنية وهذا أمر مخيف بمجرد التفكير فيه ،وخاصة أنه وبالنسبة للكثيرين فأنهم يروا بأن من يملك تاريخ وتصرف وعقلية مثل ما يملكه رئيسنا فأنه متوقع منه القيام بأي عمل مفاجئ وغير متوقع وتطبيقه فورا حتى وأن عاد هذا العمل بمردودات سلبية على الوطن .

اليمن بلد فاشل بكل المقاييس ، وهذا شيء مؤسف ومؤلم ، واليمن بلد مـتأخر ومتخلف وفقير ويعاني الكثير من المشاكل المستعصية والمركبة والمتراكمة والمجتمع الدولي والعالم كله يعرف هذه المعلومة عن اليمن ، إلا الرئيس مازال يتحدث عن المنجزات التي صنعها والتي نقلت اليمن نقلة نوعية من مرحلة متأخرة إلى مصاف الدول المتقدمة ، ومازال بعض من يقتات على فتات هذا النظام الفاشل يصر بأنه لولا الرئيس لما كان هنالك تاريخ أو يمن أو وحده ، وهنا مكمن الأزمة الحقيقية وبؤرة الخراب ومع هذه العقلية لن نجنى إلا مزيد من التخلف والتراجع وربما الانفصال مرة أخرى تحت أمر واقع دولي جديد قد يظهر في أية لحظة .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمن ما بعد الرئيس
- متى يفهم الرئيس اليمني انه هو سبب هذه المشاكل ؟
- هل ستنزع ايران القناع عن وجهها
- اين العدالة الدولية عن مجازر الجنوب في اليمن
- لا أعبث ...ولكني أعشق الحياة
- بين تقديم الروح فداءً للوحدة اليمنية وعدمية المعارضة .
- في اليمن اما الكي او بتر العضو الفاسد
- كيف تكون إنفصاليا حتى النخاع ووحدويا جدا في آن معا ؟
- ترانيم ليست في محلها
- نجل الرئيس ...مرتشي
- نعم لمفاخذة الرضيعة
- رغم المصالحة إلا أنها اسوء قمة عربية
- عزل دول الأعتدال العربي أمر في غاية الأهمية .
- كم تبلغ قيمة حذاء الصحفي منتظر الزيدي
- شكرا مصر
- مواقيت مشبوهة
- ما هي اليمن بالنسبة لإسرائيل ؟
- في بلاد الديمقراطية ، تضامنا مع اليمنيين الذين غيروا دينهم
- من الرائع ان تبقى عروبيا
- اشياء اود أو تعرفيها


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - سياد بري وسوهارتو ...والرئيس اليمني .