أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - العالم يكتشف اليمن في اسوء صوره














المزيد.....

العالم يكتشف اليمن في اسوء صوره


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 11:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


هاهو العالم ولأول مرة يكتشف الجمهورية اليمنية التي تقع في الجزء الجنوبي من جزيرة العرب وتحيط بها أكثر دول العالم ثراءً ، وها هو العالم يتابع تفاصيل التفاصيل عما يدور داخل البلاد من خصومات سياسية وطبيعة النظام الحاكم والحالة الاجتماعية والثقافية وصارت لا تخلو صحيفة عالمية أو قناة إعلامية من خبر عن اليمن أو تقرير أو نشر تصريح مسئول دولي عنها ، وهذا الاهتمام المفاجئ والمخيف في نفس الوقت سببه قيام طالب نيجيري زار اليمن مؤخرا بمحاولة تفجير طائرة مدنية كانت متجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، مما جعل العالم يثق بأن اليمن بات مرتعا آمنا لتنظيم القاعدة فصارت المتابعة اليومية طقس إعلامي دولي يمارس تجاه اليمن بشكل اعتيادي وروتيني ، فيا ترى ماذا أكتشف هذا العالم وماذا وجد في اليمن . ؟

من الجميل أن تعرف كيف ينظر إليك الآخر ، وربما من المحبط لو اكتشفت أن هذه النظرة لم تظهر سوى عيوبك على اعتبار أنك تمتلك شيء من الحسنات ولم يشاء هذا الآخر أن يقرءاها أو يتعرف عليها ، على العموم لم يعد هنالك أحد يعتقد أن هذا العالم به شيء من الإنصاف أو أنه منقسم إلى خير وشر ، بل هو عالم ممتلئ بالصراع والغلبة للأقوى ، والأقوى هو دائما صاحب الخير والمهزوم هو الشر المطلق ، هذا عالمنا وعلينا و من هذا المنطلق أن نتعامل معه مادام هو يتعالم معنا بهذا الشكل .
والحقيقة الأخرى هو أن العالم الحقيقي هو ذلك العالم الغربي الذي يعيش مواطنيه تحت حكم مدني وديمقراطيي والذي يضع مصلحة المواطن أولا قبل كل شيء ، فهو وبطبيعة الحال من حقه أن يقوم بتصنيف البشر حسب جدول مبادئه ومفاهيمه ، وبما أن البون شاسع بين اليمن كدولة وشعب وثقافة وبين أفقر دول العالم الغربي فأن العالم لم يرى في اليمن إلا ما هو موجود وحقيقي وفعلي ، الإعلام العالمي لم يختلق قصص أو يقوم بوضع صور ليست صورنا ولم ينشر تقارير مزيفة ومطبوخة بل هي تقارير تحاكي واقعنا وتنطق بألمنا .
فها هو العالم يكتشف إضافة إلى أننا من أكثر شعوب العالم فقرا بأننا نمارس عادة مضغ أوراق الشجر الأخضر وبشكل جماعي ، وتسمى هذه الأوراق بالقات ، وتنشر صورنا بشكل مخجل ومهين على صفحات الجرائد العالمية وفي مواقع الانترنت ، وهذه الشجرة أو هذه الورقة هي ورقة محرمة دوليا ومصنفة بأنها أحد أنواع المخدرات التي يعاقب متعاطيها أو مروجها ، وأن كان اليمني يرى بأن تعاطيه لهذه الورقة أمر اعتيادي وطبيعي مثله مثل ما كان يظنه الصيني في فترة إدمانه للأفيون ، فالعالم وبنفس الوقت يتساءل كيف لهذا الفقير أن يوفر هذا المال والوقت لأجل نشوته الشخصية متناسيا كل ما يحيط به ، وهذه الآفة ليست حكرا على فئة أو طبقة دون غيرها ، فالسياسي كما المثقف كما الرجل العادي ، الجميع مشترك بتعاطيها وبشكل يشبه إلى حدا ما الهوس العقلي الغير مقنن ، بل أن الجميع متفق على ترحيل أية نقاش حقيقي وفعلي لهذه الحالة وصارت تشكل طقس ملزم وطبيعي في حال رغب إي إنسان أن يندمج في المجتمع اليمني .
ليس القات هو وحده من لاحظه العالم فينا ، فهنالك الفساد والنهب المنظم لموارد البلاد الضئيلة والتي هي سبب امتناع العالم والأشقاء العرب من أي دعم مالي أو استثماري جراء هذه الآفة المتمكنة في كل مفاصل الدولة مع إصرار غريب من الحكومة على رفض أن تكون هنالك جهة دولية أو محايدة بتولي زمام استلام تلك المساعدات وصرفها في أماكنها دون أن يمسها أي مسئول حكومي أو قائد عسكري مما يرخي بظلال من الشكوك على أن الدولة ليست وحسب متورطة حتى أذنيها بهذا الفساد بل أنها تصر على حمايته واستمراره حتى وأن كان هذا قد يؤدي بالبلاد إلى حالة من الانهيار الاقتصادي ويوقف الكثير من المشاريع الخيرية والتنموية ، وهذه الدولة أو الحكومة التي تبدوا لنا بأنها تمتلك إرادة بمنع تدفق المساعدات ما لم تمر من بين يديها هي ذاتها لا تقوى على بسط سيطرتها على جميع أجزاء البلاد ، فهنالك قوة موازية لها من القبائل التي لا تعترف بوجود الدولة والتي تمارس قانونا خاصا بها يبيح لها اختطاف السياح وتدمير المنشاءآت النفطية وقطع الطرق ، والغريب والمذهل بالأمر هو أن الحكومة حين تقوم بالتفاوض معهم تقوم في الغالب بمكافئتهم بالسيارات الفارهة وتغدق عليهم بالأموال ، وتتغاضي بنفس الوقت عن عمليات الثأر والاقتتال بين القبائل المسلحين بمختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة ، كما أن هذه الدولة أو النظام الحاكم يخوض حربا في شماله وعصيان مدني في جنوبه وتمترس كبير للقاعدة في أراضيه ، ناهيك عن حالة الفقر الشديد والتخلف الاجتماعي والثقافي ، مما قد يعرض البلاد لحالة من الوصاية الدولية الخفية التي قد ينتج عنها مؤتمر لندن المزمع انعقاده أواخر الشهر الجاري .
إنها وبكل سهولة أسوء ما يمكن أن يجده العالم ، هو موجود لدينا ويقف على رأس كل تلك المشاكل المزمنة رئيس يحكم البلاد منذ أكثر من ثلاثون عاما ويرفض أن تكتب جملة انتقاد في حقه وإلا فأن مصير هذا المنتقد هو السجن والحرمان من الكتابة مرة أخرى ، والمفارقة هنا أن هذا الاستبداد لا يقترن معه استتباب للأمن ، فالأمور منفلتة بشكل كبير وواضح .

ماذا يسعك أن تفعل وأن تشاهد العالم يكتشفك بهذه الصورة ، وإلى أي مدى تستطيع أن تحاول أن تلمع شيء قابل للتلميع لتمحي هذه الصورة التي ستطبع في ذهون الكثيرين من البشر في العالم ، ويا ترى من هو المسئول عن كل ذلك ، وهل هذا المسئول يجب أن يحاسب أم نبقى نشهق باسمه ليل نهار ونمجده على اعتبار أن صناع النهضة الحديثة والمنجزات العظيمة !

وكم من مهازل ترتكب باسمك يا يمن .







#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلمة الجدار الفولاذي مع غزة
- لماذا اعلنت الحرب على القاعدة في اليمن ؟
- شيء فيك يشبهني
- سحب ورقة التوت السعودية عن نظام صنعاء
- في اليمن : إذ لا شيء بعد خط النهاية
- اليد الفارسية في اليمن ...أقطعوها .
- خيانة الرئيس اليمني من منظور بيت الأحمر
- سياد بري وسوهارتو ...والرئيس اليمني .
- يمن ما بعد الرئيس
- متى يفهم الرئيس اليمني انه هو سبب هذه المشاكل ؟
- هل ستنزع ايران القناع عن وجهها
- اين العدالة الدولية عن مجازر الجنوب في اليمن
- لا أعبث ...ولكني أعشق الحياة
- بين تقديم الروح فداءً للوحدة اليمنية وعدمية المعارضة .
- في اليمن اما الكي او بتر العضو الفاسد
- كيف تكون إنفصاليا حتى النخاع ووحدويا جدا في آن معا ؟
- ترانيم ليست في محلها
- نجل الرئيس ...مرتشي
- نعم لمفاخذة الرضيعة
- رغم المصالحة إلا أنها اسوء قمة عربية


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - العالم يكتشف اليمن في اسوء صوره