أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - خيانة الرئيس اليمني من منظور بيت الأحمر














المزيد.....

خيانة الرئيس اليمني من منظور بيت الأحمر


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2734 - 2009 / 8 / 10 - 07:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ما قاله حميد الأحمر عن ضرورة تنحي الرئيس عن الحكم في قناة الجزيرة ليست بالدعوة الجديدة ، وإنما هي تكرار لدعوة منطقية وعقلانية استطاع من ينادي بها أن يتجاوز حدود الذات والهوى وينطلق نحو مفهوم وطني أوسع وأشمل ، إذ أن المطالبة برحيل الرئيس سليما وتسليم مقاليد البلاد إلى شخص مؤتمن يقودها عبر مرحلة انتقالية إلى انتخابات مبكرة هي مطالب استطاعت أن تنتقل من الوعي السياسي المغلق إلى المستوى الشعبي ، فباتت هنالك قناعة بأن خروج اليمن من قعر الزجاجة مرتبط بتغير جذري ونهائي لطبيعة الحكم وطريقة تعامله وتصرفه ، كما أن تنامي هذه الدعوات دل بشكل قطعي بأن النظام الحاكم وبأعلى هرم فيه قد أفلس بالمطلق ولم يعد لديه ما يستطيع أن يقدمه وأن تكرار نفسه وبنفس النمط البدائي منذ ثلاثون عاما خلت جعلته ممل بل وذو مردود كارثي فضيع لا يحتمل .

أن مطالبة الرئيس بالتنحي هو أمر دستوري ويقع ضمن الأطر الديمقراطية الشرعية التي أتفق عليها فقهاء السياسة في اليمن ولا يدل بالمطلق على أنه عمل إرهابي أو دعوة باطلة خارجة عن القانون ، كما أنه لا يتعلق بقريب أو بعيد بأي عداءات شخصية ، فلا أحسب أن هنالك مواطن يمني يكره الرئيس لأسباب شخصية متعلقة بطريقة كلامه أو بسبب ملامح وتجاعيد وجهه ، الرئيس اليمني هو شخصية عامة شاءت الأقدار له ( صدفة أم عمدا ) أن يحكم اليمن فترة زمنية طويلة ، وصار هذا الحكم مؤثرا وبشكل عميق وكبير على حياة ومصير المواطنين اليمنيين وعلى طريقة حياتهم ولبسهم وتفكيرهم ، لذا من حق أي مواطن يمني أن يدلي برأيه بالرئيس وهذا اقل ما يمكن عمله تجاه هذه العلاقة البينية _ الغير متوازنة _ بين الحاكم والمحكوم.

لكن ما جعل هذه الدعوة بالتنحي عن الحكم ذات نكهة أكثر جدية وإثارة هي خروجها من بيت تقليدي طالما عرف عنه بأنه ملاصق لنظام الحكم ومن أكثرها دعما له ، كما أن دعوة حميد الأحمر تبعتها دعوة جديدة لم تكن مطروحة من قبل ألا وهي توجيه تهمة الخيانة لرئيس الدولة بسبب مخالفته للدستور وتعين أقربائه وأبناءه في مناصب عسكرية رفيعة وحساسة .
وأن كانت تهمة الخيانة هذه لها منطلقاتها البديهية والمحسوسة للجميع ، إلا أنها ستجعل مجرد التفكير بالتنحي عن الحكم من قبل الرئيس أمر مستحيل ، فهو وأعني الرئيس كما سبق له وأنه أعلن يرفض أن يخرج من الحكم لتلاحقه التهم أو بمعنى أدق أنه يرفض الخروج من ( النافذة ) بعد أن دخل حسب تعبيره من الباب .
أن أحد أهم أسباب استبعاد قبول الرئيس بالمطالب الشعبية المتصاعدة بضرورة تنحيه عن الحكم هي خشيته من عواقب هذا التنحي والتي بها من المفترض أن تقوده إلى السجن في حال نظرنا للأمر من منظور قانوني وإنساني بحت ، فلا يمكن لأحد النجاة بنفسه بعد أن يقوم بكل تلك المفاسد في اليمن وأن أستطاع ، فلن ينجو من قسوة التاريخ الذي لا يرحم .

حميد الأمر لم يقل شيء خارج عن لغته أو منظومة خطابه وهو هنا يعبر وبانسجام تام عن خط سير حزبه المنتمي إليه وعن السلك السياسي المعارض في اليمن ، وهو أيضا يلتقط مرحلة تاريخية مهمة في الوجدان اليمني ليبرز أو ليعلن عن وجوده كشخصية تستطيع أن تذهب ابعد مما هو متوقع منها ومن انتماءاتها ومورثوها القبلي ليمس ويهدد كرسي الحكم الذي طالما أريقت دماء واستحلت أنفس من أجل البقاء عليه ، ليعلن أنه تحت حماية قبيلة حاشد الكفيلة بدعمه ومناصرته وقت الحاجة ، أنها اليمن ، لا مكان للضعيف حتى وأن قلت بأن ما ذهب إليه حميد يقع ضمن دستورية حريته في الرأي ، فهنا حميد وهو من يتحدث أو يحاول أن يظهر كرجل سياسي مدني يعلن في نفس اللحظة قبليته التي بطبيعتها تتنافى بالمطلق مع الحياة المدنية والديمقراطية !

هل الرئيس خائن ؟ أكثر من واقعة قد تساعدنا على الإجابة على هذا السؤال ، ولكن لو تم تخير الشعب بين رحيل الرئيس وأسرته وترك اليمن للشرفاء حتى يعيدوا بناء ما تم هدمه أو بين محاكمة الرئيس على مخالفاته الدستورية ، لأختار الشعب رحيله ، لأن الخيار الثاني قد يدخل البلاد في محرقة أكثر مما هي عليه الآن .

والآن هل نتكلم بقليل من الجدية ، ونقول بأنه من الغير المتوقع أن يقدم الرئيس استقالته أو أن يقدم على عمل إصلاحي جاد في اليمن ، أنه وحسب ما نراه منه وما نقراءه من تصريحاته أن على الجميع أن يقبل بالوضع الحالي ، ويقبل بحكمه وبقائه رئيسا على اليمن بقوة الجيش والمؤسسة العسكرية وأنه لا خيار ثاني عن هذا ، لأن مضايقة الرئيس تعني أنه قد يدخل البلاد في أتون حرب أهلية هو يعد لها وبشكل متقن من بعده ، حتى ينشغل الجميع بحياته عن محاسبته ومحاسبة تاريخه ، ونموذج الصومال هي تجربة قد يكررها الرئيس ، لأنه رأى الصوماليين وحتى اللحظة منشغلين عن محاسبة سياد بري على الأقل معنويا بعد موته .
ومع هذه الحقائق ، هل يعتبر حميد الأحمر أنموذج يستحق النظر فيه كبديل عن السلطة النافذة الآن ، وخاصة أن ما يمثله من خلفية ثقافية وجهوية وفكرية لا يختلف كثيرا عما هو كائن الآن. طبعا من له الحق بالإجابة على هذا السؤال هو الشعب اليمني ولا أحد سواه ، كما أنه ليس بالضرورة كل من طالب الرئيس بالتنحي يضع نفسه مكان الرئيس كبديل .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياد بري وسوهارتو ...والرئيس اليمني .
- يمن ما بعد الرئيس
- متى يفهم الرئيس اليمني انه هو سبب هذه المشاكل ؟
- هل ستنزع ايران القناع عن وجهها
- اين العدالة الدولية عن مجازر الجنوب في اليمن
- لا أعبث ...ولكني أعشق الحياة
- بين تقديم الروح فداءً للوحدة اليمنية وعدمية المعارضة .
- في اليمن اما الكي او بتر العضو الفاسد
- كيف تكون إنفصاليا حتى النخاع ووحدويا جدا في آن معا ؟
- ترانيم ليست في محلها
- نجل الرئيس ...مرتشي
- نعم لمفاخذة الرضيعة
- رغم المصالحة إلا أنها اسوء قمة عربية
- عزل دول الأعتدال العربي أمر في غاية الأهمية .
- كم تبلغ قيمة حذاء الصحفي منتظر الزيدي
- شكرا مصر
- مواقيت مشبوهة
- ما هي اليمن بالنسبة لإسرائيل ؟
- في بلاد الديمقراطية ، تضامنا مع اليمنيين الذين غيروا دينهم
- من الرائع ان تبقى عروبيا


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - خيانة الرئيس اليمني من منظور بيت الأحمر