أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب إبراهيم - إيجار قناص














المزيد.....

إيجار قناص


طالب إبراهيم
(Taleb Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 23:28
المحور: الادب والفن
    


إيجار

كان يجب تأمين ثمن إيجار المنزل الذي يسكناه؛ زوجان
بلا أولاد، بلا وظيفة، بلا أحلام كبيرة.
حاول جاهداً، لكنّه كالعادة. لا يوفّر من عمله المؤقت.
وأحياناً لا يستطيع توفير الطّعام.
وكل يوم تسأله الزوجة بلهفة وخوف، إذا كان قد استطاع توفير
ما يكفي، لكنّه يهزّ رأسه نافياً بأسى، ثم لا يلبث أن يبتسم، ويحكّ رأسه، فتبتسم خائفة.
يضحك ليزرع الأمل في عروقها، فتضحك.
يضحكان، ثم يتضاجعان، وينامان حين يعدها أنّ غداً سيكون أفضل.
مرّ اليوم قبل الأخير بسرعة. كان قد أخفق في ادخار ما يلزم ثمناً للإيجار.
كان يطوي عينيه بائساً، وكانت تشرد عن ثغاء الأخيلة التي تطير حول رأسها النّابض.
مساء اليوم التّالي, عاد إلى البيت خائباً.
كان ثمن إيجار البيت فوق الطّاولة الصغيرة بجوار فنجان قهوة فارغ..
ناما باكراً.
لم يتحدثا... لم يضحكا... لم يتضاجعا... فقد كانت صفراء منهكة،
وكانت قد ضمّت ساقيها، وشفتيها، ويديها، وأزرار عينيها بقوّة…!!

...................

قنّاص

ربّى دود القز، فتركت زوجته المنزل، وعادت لذويها
قرفاً من الدود الأبيض بحبوبه السوداء المنقطة, ذي الرائحة الرّطبة.
انتهى ذاك الموسم، عندما غرز بالدّبابيس المعدنية الدود كله...
ورشّ بها طرق المدينة، وأزقّتها، ومنزل زوجته التي تقرف..!!

ربّى أرنباً أبيض جميلاً، وعرف بطريق الصّدفة، أنّ جاره سيسرقه،
ويذبحه في عيد الميلاد…!!
أخذ أرنبه إلى حقل بعيد في أطراف المدينة، وأطلقة،
وقبل أن يغيب، رفع بندقيته…
ثبّتها في حفرة الكتف، وصوّب بأناة.. وأطلق...
ثم أعاده ميّتاً، وزرعه أمام منزل الجار في ليلة عيد الميلاد..

لم يبق واحدٌ من جيرانه إلاّ وأبدى استياءه من زرق الحمام ومن
صوته المزعج.حمل الحمام بأقفاص إلى آخر المدينة،
وأطلقه، ثم عاد منكسر الخاطر إلى منزله، لكنّ الحمام كان قد سبقه.
لم تغب ولا حمامة ولا واحدة.
كان يطعمه من يديه. يضع الحبّ في فمه، ويفتحه، فينقر
الحمام الحبّ من هناك.
أحياناً كان يتثاءب، فتتقدم حمامه، لتنقر الحبّ، لكنها تجده
كتلةً حمراء مجوّفة وفارغة، فتنقر اللّسان، وتفرّ هاربة،
ليغرق في ضحك، لا يقطعه إلا سعال مزمن، جافٌ ومؤلم.
يُطيِّر الحمام، ويحتفظ بواحدة في يديه، يدور الحمام عالياً فوق
أسطح المدينة، ولحظة يتعب الجناح، ويميل نحو الغروب، يلوّح،
بالحمامة المقيّدة، والتي ترفّ في يديه، فيهب السرِّب، ويحطّ على
سياج السطح، ثم يهدل، ويحبو كالأطفال إلى أعشاشه من
القصب والحشيش.
يومها كان الجو غائماً…
طيّر الحمام. كل الحمام. حلق عالياً. دار في حلقات واسعة الألوان.
راقب المشهد بخدر شديد. تهدّل رأسه على كتفه من ثقل الانتشاء،
ثم قرصته عيون البشر، فتذكّر!!
ثبّت بندقيته في حفرة كتفه، وصوّب بأناة، وأطلق.
واحدة.. اثنتان… ثلاث.. تمزّق حبل السِّرب،
وتهاوت واحدة.. اثنتان… ثلاث…
تهاوت مشبعة بالدّم والحرارة فوق سطوح المدينة.
تفرّق الحمام..
قبل المغيب..!! قبل المغيب بقليل... كان زوج حمام على سطح منزله،
يهدل جزعاً، ويبحث بعيون راعشةٍ عن عشّه بين القصب المكسور..!!



#طالب_إبراهيم (هاشتاغ)       Taleb_Ibrahim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتيمة مراقبة مغامرة
- نسوة الموضوعي تعزية اعتراف
- مثمر اليدين خوف مداهمة شهيد مفاجأة نهايات
- اليوم الأول في سجن عدرا
- سوطٌ آخر من الذاكرة
- اعتقال بين هلالين
- اللاوطنية تهمة تمس الجميع
- الخطاب الأخوي والواقع التقسيمي
- الثورة المغادرة
- لا مبالاة
- عملية.....إلى عادل إسماعيل
- ثقافة الحذاء..خروج القاذف والمقذوف وبقاء الحذاء
- غرفة في العنبر السفلي غرفة تحقيق بفرع فلسطين المبنى السابق
- الفتات إلى عباس عباس أبوحسين
- المتخفّي إلى أحمد الغريب..!
- عودة التفاصيل - اعتقال من مطار دمشق ثم محكمة أمن الدولة - إل ...
- التهمة المعلّبة -من مذكرات معتقل سياسي علويّ-
- المعارضة القصيرة والباب العالي
- البعد الطائفي للنظام السوري والتسوية


المزيد.....




- التشكيلي يحيى الشيخ يقترح جمع دولار من كل مواطن لنصب تماثيله ...
- عمر خيرت: المؤلف المتمرد الذي ترك الموسيقى تحكي
- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب إبراهيم - إيجار قناص